Skip to main content
Nutritional crisis in northwest Nigeria

الارتفاع الكبير في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة

  • في الأسابيع الأخيرة، ارتفعت مستويات الإصابة بسوء التغذية في شمال نيجيريا بشكل حاد مع ارتفاع كبير في عدد الإدخالات إلى مرافق أطباء بلا حدود.
  • وصل الغذاء العلاجي بمستويات منخفضة إلى بعض أجزاء المنطقة في الأشهر الأخيرة، هذا وإن وصل، ما عرقل الاستجابة الفعالة للأوضاع.
  • تدعو أطباء بلا حدود السلطات النيجيرية والمنظمات الدولية والجهات المانحة إلى اتخاذ إجراءات فورية لتشخيص المصابين بسوء التغذية وعلاجهم.

أبوجا - في الأسابيع الأخيرة، ازداد معدّل إدخال الأطفال المصابين بسوء التغذية والمضاعفات المهددة للحياة إلى مرافق أطباء بلا حدود في شمال نيجيريا زيادةً غير معتادة، لتسجل في بعض المواقع ضعف ما كانت عليه في العام الماضي. بات الوضع مرعبًا لا سيما وأن هذا العدد الكبير من المرضى وما يرافقه من زيادة في حالات سوء التغذية الحادة يأتي قبل موعد الذروة الموسمية التي تحلّ عادةً في يوليو/تموز.

وفي هذا الصدد، يقول ممثل أطباء بلا حدود في نيجيريا، د. سيمبا تيريما، "نلجأ لعلاج المرضى على فرشٍ موضوعة على الأرض لأن مرافقنا ممتلئة. الأطفال يموتون، وما لم تتخذ خطوات فورية، ستكون حياة أطفال آخرين على المحك. يجب على الجميع أن يتدخل لإنقاذ حياة الأطفال في شمال نيجيريا ومنحهم فرصةً كي يكبروا بمنأى عن سوء التغذية وعواقبه الكارثية وطويلة الأمد، هذا وإن لم تكن فتاكة".

المشاريع العلاجية في الزرمي والشنكافي.
الممرضة لاوالي سليمان في أطباء بلا حدود تفحص طفلة في المرفق الاستشفائي الذي تدعمه المنظمة في مستشفى زورمي العام. نيجيريا، في 29 سبتمبر/أيلول 2022.
Lauretta Ijeoma Gerard/MSF

يجب توسيع نطاق المساعدات الإنسانية على نحوٍ عاجل، وفي هذا الصدد، تدعو أطباء بلا حدود السلطات النيجيرية والمنظمات الدولية والمانحين إلى اتخاذ خطوات فورية لتشخيص الأطفال المصابين بسوء التغذية وعلاجهم للحؤول دون وقوع مضاعفات ووفيات. هذا ويجب الانخراط في مبادرات مستدامة وطويلة الأمد للحد من الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة الملحة.

ويضيف د. تيريما، "نحذّر من تفاقم أزمة سوء التغذية هذه منذ سنتين. فقد كانت الأوضاع في عامي 2022 و2023 خطيرة أساسًا، إلا أن صورةً أكثر سوداوية تتكشف في عام 2024. لا يمكننا أن نواصل تكرار هذه السيناريوهات الكارثية سنةً تلو الأخرى. ولكن ما المطلوب كي يتنبّه الجميع ويتحرك؟".

في أبريل/نيسان 2024، أدخل الفريق الطبي في أطباء بلا حدود 1,250 طفلًا يعاني من سوء التغذية الشديد ومن مضاعفات أخرى إلى المركز الاستشفائي للتغذية العلاجية في مايدوغوري شمال شرق نيجيريا، ما يساوي ضعف العدد المسجل في أبريل/نيسان 2023. وقد أُجبِر المركز على رفع طاقته الاستيعابية حتى بلغ عدد مرضاه 350 مريضًا بنهاية مايو/أيار، علمًا أنه مرفق يتسع مئتي سرير خُصصت مبدئيًا لاستيعاب ذروة موسم سوء التغذية في يوليو/تموز وأغسطس/آب.

يجب على الجميع أن يتدخل لإنقاذ حياة الأطفال في شمال نيجيريا ومنحهم فرصةً كي يكبروا بمنأى عن سوء التغذية وعواقبه الكارثية وطويلة الأمد، هذا وإن لم تكن فتاكة. الدكتور سيمبا تيريما، ممثل منظمة أطباء بلا حدود في نيجيريا

كذلك في شمال شرق البلاد، سجّل مرفق طبي تديره أطباء بلا حدود ضمن مستشفى كافين ماداكي في ولاية باوشي زيادةً كبيرةً بلغت 188 في المئة في عدد إدخالات الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 مقارنةً بالفترة ذاتها من 2023.

أما في شمال غرب المنطقة، وتحديدًا في ولاية زامفارا، فقد زاد عدد المرضى الذين استقبلناهم في المراكز الاستشفائية في شينكافي وزورمي المسجلة في أبريل/نيسان بمعدل 30 في المئة عمّا استقبلته تلك المراكز في مارس/آذار. وشهد المرفق الموجود في تالاتا مافارا زيادة بمعدل 20 في المئة في الفترة ذاتها. هذا وسجل مركزا أطباء بلا حدود للمرضى المقيمين في مدن كبرى مثل كانو وسوكوتو طفرة مقلقة بلغت 75 في المئة و100 في المئة على التوالي في شهر أبريل/نيسان. أما مركز التغذية العلاجية الموجود في ولاية كيبي، فقد وثّق أيضًا زيادة تجاوزت 20 في المئة في عدد إدخالات المرضى المقيمين بين شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان 2024.

وبالرغم من الأوضاع المقلقة، ظلّت الاستجابة الإنسانية الإجمالية غير كافية. وفي هذا السياق، تعاني المنظمات غير الحكومية الأخرى والنشطة في شمال البلاد وتعمل فوق طاقتها. وقد أطلقت الأمم المتحدة والسلطات النيجيرية نداءً عاجلًا في مايو/أيار لجمع 306.4 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الغذائية الملحّة في ولايات بورنو وأداماوا ويوبي. لكن هذا لن يكفي، حيث أنه يتجاهل مناطق أخرى في شمال نيجيريا حيث تفوق الاحتياجات القدرات الحالية للمنظمات على الاستجابة بالقدر الكافي.

سوء التغذية، مشروع مايدوغوري، نيجيريا
نساء وأطفال ينتظرون في طابور لتلقي المساعدة من موظفينا في نشاط التغذية العلاجية. نيجيريا، 14 يوليو/تموز 2023.
Ehab Zawati/MSF

هذا ويستدعي الوضع الغذائي الكارثي الذي يشهده شمال نيجيريا في السنوات الأخيرة جهود استجابة أكبر. وفي هذا الصدد، تواصل عمليات الاستجابة الإنسانية الرسمية إقصاء شمال غرب نيجيريا، علمًا أن خفض الأموال المتاحة لهذه المنطقة والمحدودة أساسًا أثّر على نحو خطير في توفير الأغذية العلاجية والتكميلية التي لا بد منها. لم تكن هذه الإمدادات متوفرةً إطلاقًا في ولاية زامفارا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام، ولا يتوفر منها اليوم سوى كميات ضئيلة. وأدى هذا النقص إلى اقتصار العلاج على حالات سوء التغذية الشديدة جدًا، الأمر الذي أضعف من فعالية جهود الاستجابة التي يجب أن تتصدى لسوء التغذية في مراحله المبكرة أيضًا، تجنبًا لتعريض الأطفال لخطر الوفاة.

ويشرح د. تيريما، "يقلقنا جدًا خفض المساعدات في هذا الوقت الحرج. فاقتصار الدعم الغذائي على الأطفال المصابين بسوء تغذية شديد دون غيرهم أشبه بانتظار أن يعتل الطفل لدرجة تعرض حياته للخطر قبل أن نقدم الرعاية. وهنا نحثّ المانحين والسلطات على الإسراع في زيادة الدعم للمقاربتين العلاجية والوقائية، حرصًا على أن يتلقى جميع الأطفال المصابين بسوء التغذية الرعاية التي يحتاجونها بشدة".

يشار إلى أن أزمة سوء التغذية المستمرة في شمال نيجيريا تُعزى إلى عوامل متنوعة كالتضخم وانعدام الأمن الغذائي وعدم كفاية بنية الرعاية الصحية التحتية والمشاكل الأمنية القائمة وتفشي الأمراض التي تتفاقم بفعل انخفاض تغطية اللقاحات.

ولنتصدى لسوء التغذية الحاد في شمال نيجيريا، لا بد من اتخاذ خطوات وقائية وعلاجية، إذ يتعين على الفور إنشاء وتدعيم مرافق وبرامج رعاية صحية قادرة على تشخيص سوء التغذية وعلاجه بكفاءة. كذلك، ينبغي تعزيز برامج التطعيم التي من شأنها الإسهام في درء الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، إلى جانب رفع مستوى الأمن الغذائي بمبادرات زراعية وبرامج لتوزيع الغذاء، وأخيرًا تحسين خدمات المياه والصرف الصحي ونشر التوعية.

المقال التالي
نيجيريا
بيان صحفي 20 سبتمبر/أيلول 2024