436,100
436,1
220,300
220,3
67,600
67,6
28,000
28,
19,000
19,
7,250
7,25
وقد استمرت فرق أطباء بلا حدود بتقديم المساعدات للاجئين والنازحين والمجتمعات المستضعفة، غير أن تفاقم الاضطرابات أعاق إلى حد هائل قدرتنا على الوصول إلى الكثير ممن هم بحاجة إلى المساعدات.
توفير الرعاية الصحية في مناطق النزاع
وقد وقعت في عام 2019 العديد من الهجمات وعمليات التوغل في منطقة ديفا الواقعة في الجنوب الشرقي والمجاورة لنيجيريا. وغالباً ما كانت تؤدي إلى مقتل واختطاف أشخاص وتتسبب بنزوح الآلاف من بيوتهم وتحديداً في منطقتي ديفا ونغويغمي.
واستجابةً لتزايد الاحتياجات في ديفا فقد نظمت فرقنا عيادات متنقلة ووسعت أنشطة التغذية في مستشفى نغويغمي وفي مركزين صحيين تخصصيين. كما قدّمنا المساعدة الفنية لمراكز التغذية العلاجية الخارجية التي تعالج الأطفال المصابين بسوء التغذية الشديد. ركزنا كذلك في عملنا على المستشفى العام حيث دعمنا افتتاح غرفة للعمليات.
من جهة أخرى، قام رجال مسلحون مجهولو الهوية في 26 أبريل/نيسان 2019 بالهجوم على مكتبنا في بلدة ميني-سوروا التابعة لمنطقة ديفا، ما أدى إلى إصابة أحد أفراد الطاقم بجروح طفيفة، فيما أحرقت أربعة مركبات وتعرضت مرافقنا لأضرار. ولأننا لم نستطع ضمان سلامة طواقمنا ومرضانا هناك فقد قررنا تعليق أنشطتنا في يونيو/حزيران، علماً أن المشروع الذي افتتح أبوابه في يوليو/تموز 2017 كان يقدم الرعاية الطبية لسكان ديفا وكذلك عبر الحدود في نيجيريا.
هذا وعملت فرقنا المتواجدة في منطقة تيلابيري الحدودية المجاورة لمالي وبوركينا فاسو على تعزيز خدمات الرعاية الصحية المجانية للسكان الأكثر حاجة والنازحين واللاجئين والمجتمعات المحلية المتضررة بالنزاع حيث نظمت عيادات متنقلة في المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها وأشرفت على إعطاء اللقاحات وإجراء الفحوصات بهدف الكشف عن سوء التغذية.
كما نفذت فرقنا العاملة في منطقة آيورو الريفية خلال العام 12,400 استشارة في المراكز الصحية الواقعة في كوتوغو وآيورو وفي العيادات المتنقلة التي نظمتها في مخيمات النازحين في كونغوكيري وإيغاغالان.
وفي أعقاب الهجمات شبه اليومية التي كانت تشنّها المجموعات المسلحة، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في منطقتي تيلابيري وديفا وأجبرت العاملين الإنسانيين على اللجوء إلى المرافقة المسلحة، ما أدى إلى تبعات خطيرة على أنشطتنا وحدّ من فرص الناس في الحصول على الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات العامة.
تعزيز المساعدات للنازحين
تعدّ النيجر من أهم بلدان عبور المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين المرحّلين عن الجزائر والذين أُعيدوا من ليبيا والمسافرين شمالاً باتجاه أوروبا، علماً أنهم غالباً ما يقعون فريسة الاستغلال والإقصاء الاجتماعي.
وقد عززت فرقنا العاملة في منطقة أغاديز خلال العام أنشطتها الساعية إلى دعم المهاجرين الذين أُعيدوا في قرية أساماكا الحدودية وكذلك المهاجرين الداخليين العاملين في مناجم تابيلوت في ديركو إضافةً إلى خدمة المجتمعات المحلية الأكثر حاجة.
كما أنشأنا في ديركو نظاماً للبحث والإنقاذ مهمته تعقب المهاجرين الضائعين/المتروكين في الصحراء وهيّأنا رقماً هاتفياً لاستقبال مكالمات المهاجرين الذين يطلبون المساعدة، إضافةً إلى تنفيذنا لعمليات بحث وإنقاذ في صحراء تينيري وفي كاوار.
التصدي لذروة سوء التغذية والملاريا
يؤدي نقص الغذاء والأمطار الغزيرة التي تهطل كل عام في الفترة الممتدة من يوليو/تموز وحتى أكتوبر/تشرين الأول إلى حدوث ذروة في معدلات الإصابة بسوء التغذية والملاريا في النيجر وبالأخص في المناطق الجنوبية.
ورغم التقدم الملحوظ الذي تحقق على صعيد الوقاية من أمراض الطفولة وعلاجها في النيجر خلال العقد الأخير، إلا أن مئات الآلاف من الأطفال يقعون ضحايا لهذه الطوارئ المزمنة التي تضرب البلاد سنوياً. كما بات نظام الرعاية الصحية يرزح تحت أعباء إضافية نتيجة للعنف وتفاقم غياب الأمن الذي تشهده مؤخراً النيجر والبلدان المجاورة لها.
وقد تعاونت منظمة أطباء بلا حدود عام 2019 مع وزارة الصحة لعلاج 191,400 طفلٍ من الملاريا، إضافةً إلى علاج 43,400 طفلٍ من سوء التغذية في كل من ماداوا ومادارونفا وماغاريا، علماً أن معظم حالات القبول للعلاج الداخلي جاءت خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، أي في بداية الذروة الموسمية.
هذا ونضطر سنوياً إلى تعزيز طاقتنا الاستيعابية لنستطيع التعامل مع تدفق المرضى الذين يكون العديد منهم في حالة حرجة. وقد أدخلت فرقنا خلال 2019 أكثر من 15,300 طفل دون سن الخامسة (بمعدل 42 طفلاً يومياً) إلى وحدة طب الأطفال التابعة لمستشفى ماغاريا العام، في حين كان يدخل 46 طفلاً كل يوم إلى وحدة العناية المركزة خلال فترة الذروة. قدمت فرقنا أيضاً الرعاية لأكثر من 17,000 طفل أدخل إلى أجنحة طب الأطفال التابعة لمستشفى مادارونفا وإلى مركز التغذية العلاجية المتخصص في علاج الحالات الحرجة.
وفي سبيل تقليل عدد المرضى الذين يعانون من مضاعفات، فقد استمرت طواقمنا بالتركيز على بناء مقاربات وقائية ولامركزية. إذ وسعنا في مادارونفا أنشطتنا التي كانت تقتصر على دعم الخدمات خلال الذروة الموسمية إلى دعم على مدار العام، وذلك كي يتسنى للأطفال دون سن الخامسة الحصول على الرعاية الصحية في الوقت المناسب. وقد اضطلع القائمون على الرعاية الصحية المجتمعية طيلة العام بفحص وعلاج الحالات البسيطة من الملاريا وتقييم الوضع الغذائي وعلاج حالات الإسهال البسيطة لدى الأطفال في قراهم.
وجاء اعتماد الاستراتيجية اللامركزية بشكل رئيسي لخفض عدد القبولات في المرافق الصحية والحؤول دون وفاة الأطفال في بيوتهم بسبب غياب الرعاية الطبية. إذ أن توفير الرعاية للأطفال المرضى على الصعيد المجتمعي يمكن أن يحول دون تفاقم الأعراض ويسرّع في شفائهم.
قامت المنظمة كذلك بتعزيز مقاربتها المجتمعية في ماغاريا حيث بدأت الفرق على سبيل المثال بتوفير العلاج في مرحلة مبكرة لمكافحة الملاريا والالتهابات التنفسية الحادة والإسهالات. وقد افتتحت فرقنا 30 مركزاً لعلاج الملاريا خلال الذروة الموسمية.
الاستجابة لتفشي الأمراض وحالات الطوارئ الأخرى
استمرت فرقنا في دعم السلطات الصحية باللقاحات وعمليات المراقبة الوبائية وعمليات الاستجابة الطارئة تصدياً لتفشي الأمراض وحالات الطوارئ الأخرى خلال الفيضانات والنزوح الجماعي في مختلف أنحاء البلاد.
وركز فريق الطوارئ المتنقل في منطقة الساحل الإفريقي خلال 2019 على تأمين المساعدات للنازحين واللاجئين والمجتمعات المحلية الأكثر حاجة في مناطق النزاعات في تيلابيري وديفا. كما قدم الفريق المساعدات الطبية والإنسانية عقب الفيضانات التي ضربت عدة مناطق من البلاد وتحديداً في كيركيسوي وأغاديز ونيامي وبوزا وكذلك في منطقة ديفا.
هذا وقام فريق الطوارئ المتنقل في منطقة الساحل الإفريقي بالإضافة لمشاريع منتظمة أخرى بدعم وزارة الصحة خلال العام على إدارة حملات تلقيح ضد الحصبة في أربع مناطق، إحداها في نيامي وثلاث في مارادي، بحيث غطت أكثر من 354,200 طفلٍ. كما قام الفريق بتحصين 41,800 طفلٍ في ماداوا و5,060 آخرين في ديركو.