22,500
22,5
3,620
3,62
210
21
وتشير إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى وجود أكثر من 355,000 نازحٍ ونحو 50,000 لاجئ مسجل في ليبيا.
وقد عالجت فرق أطباء بلا حدود خلال عام 2019 رجالاً ونساءً وأطفالاً تعرضوا للحبس التعسفي في مراكز احتجاز رسمية تديرها السلطات الليبية، إلى جانب آخرين كانوا قد فرّوا من سجون سريةٍ يديرها المهربون. كما قدّمت فرقنا الرعاية للأشخاص الذين اعترضتهم قوات خفر السواحل الليبية التي يدعمها الاتحاد الأوروبي في البحر وأعادتهم قسراً إلى ليبيا، وهي البلد الذي يحاولون الفرار منه.
وإلى جانب العمل الذي تؤديه المنظمة في مراكز الاحتجاز القائمة في طرابلس ومصراتة والخمس وزليتن ودار الجبل، فإن لديها فرقاً طبيةً تشرف بشكل رئيسي على علاج المضاعفات الناجمة عن سوء ظروف النظافة الصحية أو التي تتفاقم نتيجةً لها. فالمرافق المكتظة لا توفر ما يكفي من الماء والمراحيض والتهوية، ولا يحصل المحتجزون فيها سوى على القليل من الخدمات الطبية. وقد عالجنا أشخاصاً يعانون من الجرب والقمل والبراغيث، إلى جانب أمراض معدية على غرار السل، وهي مشاكل صحية تنتشر بسهولة في ظلّ الظروف المزرية. أما في دار الجبل فقد بدأنا عملية استجابة تشمل 500 شخص محتجزين في المركز عقب وفاة 22 شخصاً بالسل. كما عالجت فرقنا المرضى الذين يعانون من سوء التغذية الناتج عن نقص الغذاء في المراكز، ونفّذت أنشطة نفسية قدمت من خلالها الدعم للأشخاص الذين يعانون من الصدمات جراء الاحتجاز لأجل غير مسمّى.
هذا ويُعتقَد أن معظم المهاجرين واللاجئين محتجزون في سجون غير رسمية لا يمكن الوصول إليها وبعيدة عن الأنظار، علماً أن فرق أطباء بلا حدود العاملة في بني وليد قدّمت المساعدات الطبية للأشخاص الذين نجحوا في الفرار من الأسر خاصةً وأن الكثيرين منهم قد تعرّضوا للتعذيب.
وفي سياق آخر، أصابت ضربة جوّية وقعت في الثاني من يوليو/تموز مركز احتجاز تاجوراء وقتلت على الفور ما لا يقل عن 53 شخصاً، لتكون أكثر الهجمات دموية في حق المدنيين منذ بدء النزاع في ليبيا. وقد أرسلنا سيارات إسعاف وفريقاً طبياً لمساعدة الناجين، علماً أن الفريق تضمن طواقم متخصصة في الصحة النفسية لدعم الأشخاص الذين يعيشون طيّ النسيان ويخشون على حياتهم.
أما في ميناء الخمس فتقدم فرقنا الرعاية الصحية العامة للأشخاص الذين أُعيدوا قسراً إلى ليبيا، بمن فيهم القاصرون وطالبو اللجوء والناجون من حوادث غرق السفن.
هذا وقد أدى إقفال مراكز الاحتجاز إلى زيادة عدد المهاجرين واللاجئين الذين يعيشون في الشوارع، علماً أن ثمة تزايداً في عدد الأشخاص العالقين والمعرضين لجرائم الاتجار بالبشر والعنف والعمالة القسرية والاستغلال. وفي الوقت الذي بدأ فيه تأثير تفاقم العنف وتدهور خدمات الرعاية الصحية العامة يطال المواطنين الليبيين، نفذت فرقنا استشارات خارجية في مصراتة.
يشار إلى أن منظمة أطباء بلا حدود مستمرة في إدانة الأوضاع غير المقبولة التي تشهدها مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية، كما أنها نادت الأمم المتحدة وطالبتها بتعزيز وتوسيع تدخلها في ليبيا لتوفير الحماية والمساعدة للاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين العالقين هناك. وننادي أيضاً بالوقف الفوري لعمليات الإعادة القسرية وإجلاء جميع المهاجرين واللاجئين من ليبيا التي تعيش حالة حرب إلى مكان آخر آمن.