أطلقت منظمة أطباء بلا حدود في أبريل/نيسان 2016 نداءً عاجلاً طالبت فيه بالمزيد من الدعم حسبما أفاد مدير مشاريع الطوارئ في شمال نيجيريا شيبوزو أوكونتا الذي قال: "دعونا مراراً باقي المنظمات الإنسانية والإغاثية إلى مساعدة النازحين في ولاية بورنو لكن أصواتنا ذهبت أدراج الرياح".
وكانت الأزمة التي تسببت بها جماعة بوكو حرام والأعمال العسكرية المضادة لها قد امتدت لتعبر الحدود إلى الكاميرون وتشاد والنيجر وتشرد أكثر من 2.7 مليون شخص وتضع المنطقة برمتها على شفير الهاوية. وكان يفترض بهذه الأزمة أن تتصدر قائمة الأجندة الإنسانية إلا أنها مهملة عملياً، حيث لا تعمل سوى قلة من المنظمات الإنسانية في المنطقة والاستجابة مقصرة بشكل مريع.
لا تختلف هذه الأوضاع عن أوضاع اللاجئين البورونديين في تنزانيا أو النازحين في ميانمار والعراق أو السكان المتضررين بالنزاع في جمهورية أفريقيا الوسطى. وفي سياق متصل، كان وباء الحمى الصفراء الذي تفشى في أنغولا في شهر ديسمبر 2015 قد امتد إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وقد يهدد دولاً أخرى في المنطقة، في حين أن موجة غير متوقعة من الملاريا في جمهورية الكونغو الديمقراطية تحصد حياة آلاف الناس وتثقل كاهل النظام الصحي في البلاد.
جاء هذا عقب الاستجابة الدولية المتواضعة لتفشي الكوليرا في هايتي وتفشي فيروس إيبولا في غرب أفريقيا والذين تبعتهما عواقب مدمرة. ويمكننا القول ببساطة أن الاستجابة الإنسانية للنزاعات وأزمات النزوح والأوبئة اليوم فاشلة.
ويُطالَب النظام الإنساني اليوم بأن يصبح جزءاً من جهود الأمم المتحدة بغرض "إنهاء الاحتياجات". وهذا يقترح دمج المساعدات الإنسانية في إطار أجندة أوسع تعنى بصناعة السلام والتنمية والمرونة. لكن التنمية وبناء الدول تعدان من المهمات الحيوية لكنها لا تناسب العاملين الإنسانيين وبالأخص في سياقات تتصارع فيها الأطراف على السلطة. والتركيز على تحديات التنمية طويلة الأمد سيكون في نهاية المطاف على حساب الناس العالقين في أسوأ الأزمات الطارئة.
هذا ولا يأخذ مقترح الأمم المتحدة في الحسبان النقص الحاد الذي يعاني منه النظام الإنساني في الاستجابة لحالات الطوارئ. وقد أظهر هذا النظام قدرته في توفير استجابة فاعلة وسريعة للكوارث الطبيعية من خلال تعبئة الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية، إلا أن هناك تقصيراً خطيراً في الاستجابة للأوبئة وأزمات اللجوء وفي مناطق النزاعات. وثمة تحديات حقيقية لا تعتقد منظمة أطباء بلا حدود بأن القمة الإنسانية العالمية ستعالجها. وهذا ما دفعنا لاتخاذ قرارنا في أوائل مايو/أيار بالانسحاب من المشروع.
يشار إلى أن منظمة أطباء بلا حدود كانت جزءاً فاعلاً من أعمال التحضير للقمة الإنسانية العالمية على مدار الأشهر الثمانية عشرة المنصرمة، وهذا تضمن حضور منتديات القمة وإعداد ملاحظات الجلسات حول مختلف المواضيع، والذي كان مؤشراً على رغبتنا في المشاركة. وتهدف هذه الوثيقة إلى إطلاعكم على أهم مخاوفنا في الوقت الذي لا يمكن للقمة بوضعها الحالي أن تقدم فرصةً لتخطيها.