إثر التقارير المؤلمة التي تلقيناها من موظفي منظمة أطباء بلا حدود المحاصرين في ماريوبول أمس، نتابع عن كثب مع موظفينا التقارير المتواصلة عن اتفاق بشأن المرور الآمن للمدنيين في نهاية هذا الأسبوع.

من الأهمية بمكان ألا تكون هذه الفرص المتاحة للمدنيين للخروج من مناطق الحرب العنيفة عرضاً لمرة واحدة ومحدودة زمنياً. في منظمة أطباء بلا حدود، نعلم مدى خطورة ذلك على المدنيين غير القادرين أو غير المستعدين للمغادرة، بما في ذلك الطواقم الطبية الذين يختارون البقاء لرعاية المرضى والجرحى.

ويقول المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود، ستيفن كورنيش، "كل حالة تختلف عن غيرها، ولكن خلال خبرتنا الممتدة لعقود في العمل في حالات الحرب، نعلم أن الممرات الإنسانية لمرة واحدة يمكن أن تكون مفيدة ولكنها ليست كافية. لقد شهدنا عدة مرات مدنيين يُشجَّعون على المغادرة عبر ممرات إجلاء مدنية محددة زمنياً، وبعد ذلك.. واجه أولئك الذين لم يتمكنوا من الفرار أو لم يرغبوا في الخروج عنفاً بالغاً وعشوائياً تجاه جميع من بقي وكل ما بقي. ونتيجة لذلك، قُتل أو شُوه الكثير من الناس، بمن فيهم العديد من المسعفين وغيرهم من المدنيين".

تدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى احترام قواعد الحرب من قبل جميع المقاتلين العسكريين في هذه الحرب في أوكرانيا – لاتخاذ جميع الاحتياطات لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين واعتبار المدنيين مدنيين في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن في أوكرانيا. وينبغي ضمان المرور الآمن للراغبين في الخروج والقادرين على الخروج في ماريوبول وفي المناطق المتضررة من الحرب داخل أوكرانيا، بغض النظر عن وجود ممرات إنسانية أو وقف لإطلاق النار يمكن تنفيذها مؤقتاً.

وبالنسبة للذين يبقون ولا يغادرون، فلا ينبغي أن يفقدوا وضعهم المدني؛ ويجب على الأطراف المتحاربة أن تبذل كل ما في وسعها لمنع إلحاق الضرر بالمدنيين في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن.

تدعم منظمة أطباء بلا حدود أي نوع من مبادرات وقف إطلاق النار التي تسمح بالمرور الآمن لأولئك الذين يرغبون في الخروج ولدخول المساعدات الطبية وغيرها من المساعدات الإنسانية، وكذلك يجب أن يكون الحق في طلب الأمان والوصول إلى المساعدات الإنسانية، التزاماً وليس امتيازاً، في كل مكان في أوكرانيا.