تشتدّ الحاجة إلى لفت مزيد من الانتباه إلى المجتمعات التي تعتبر ضعيفة الموارد في الولايات المتحدة، وذلك لضمان قدرة جميع السكان على حماية أنفسهم وعائلاتهم خلال جائحة كوفيد-19. فالفئات الضعيفة في الأصل، مثل المشرّدين أو الذين يعيشون في حالة من عدم الاستقرار السكني حاليًا، يفتقرون إلى الموارد اللازمة للحفاظ على سلامتهم وصحتهم وسط انتشار الجائحة.
لا يملك الكثيرون خيار الاحتماء في مكان آمن ويفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى مرافق النظافة الصحية الأساسية. ويعرّض انتشار جائحة كوفيد-19 في الولايات المتحدة حياة هؤلاء إلى خطر أكبر.
وفي هذا الصدد، تقول مديرة برامج منظّمة أطباء بلا حدود في الولايات المتحدة، الدكتورة كاري تيتشر، "في معظم الولايات، تطلب السلطات من الناس حماية أنفسهم من كوفيد-19 من خلال ملازمة المنزل وتفادي الازدحام والمداومة على غسل اليدَين".
وتُتابع قائلةً، "هذا غير ممكن بالنسبة إلى ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة الذين يعيشون في حالة من عدم الاستقرار السكني. أين يُفترض بهم أن يستحموا أو يغسلوا أيديهم في حين أغلقت المراحيض والمرافق العامة أبوابها؟ وكيف يُفترض بمن يعيشون في ملاجئ أو في مساكن جماعية أن يعزلوا أنفسهم؟".
منذ بداية تفشي المرض، تلقت أطباء بلا حدود المئات من الاستفسارات من منظّمات المجتمع المدني والحكومات المحلية ومقدّمي الرعاية الصحية الذين يخدمون المجتمعات المحلية المتضرّرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ملتمسين التوجيه والإرشاد بشأن الحفاظ على سلامة الموظفين والأشخاص الذين يستقبلونهم.
أين يُفترض بهم أن يستحموا أو يغسلوا أيديهم في حين أغلقت المراحيض والمرافق العامة أبوابها؟ وكيف يُفترض بمن يعيشون في ملاجئ أو في مساكن جماعية أن يعزلوا أنفسهم؟د كاري تيتشر، مديرة برامج أطباء بلا حدود في الولايات المتحدة
ويقول رئيس فريق الاستجابة لكوفيد-19 في أطباء بلا حدود في الولايات المتحدة، جان ستويل، "في الولايات المتحدة، تولت حكومات الولايات زمام القيادة في الاستجابة للجائحة، وهناك تفاوتات كبيرة في قدرة السكان على الوصول إلى الخدمات من موقعٍ إلى آخر".
ويُردف قائلًا، "بناءً على تجربتنا الخاصة في الاستجابة لحالات تفشي الأمراض المعدية في جميع أنحاء العالم، تساعد أطباء بلا حدود المنظمات ومقدّمي الرعاية الصحية في الولايات المتحدة على مواءمة إرشادات الصحة العامة وتطبيقها وفقًا للاحتياجات والموارد المتوفرة في مجتمعاتهم المحلية الخاصة".
في مدينة نيويورك، البؤرة الحالية للجائحة، يبيت أكثر من 50 ألف شخصٍ كل ليلة في ملاجئ للمشردين. تُقيم أطباء بلا حدود شراكات مع المنظّمات المحلية لتحسين تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها في المرافق التي تخدم المشردين أو الذين يعيشون في حالة من عدم الاستقرار السكني.
وتبرّعت المنظّمة بأكثر من 80 محطةً لغسل اليدَين في أماكن مثل المطابخ الخيرية والمرافق السكنية الداعمة، وتوزّع حاليًا 1,000 هاتف محمول على سكان نيويورك الضعفاء الذين لا يمتلكون التكنولوجيا الأساسية اللازمة للاتصال بخدمات الطوارئ والدعم، بما في ذلك مقدّمي خدمات التطبيب عن بُعد.
بالإضافة إلى ذلك، أنشأت أطباء بلا حدود مقطورة استحمام مؤقّتة في مانهاتن تسمح للأشخاص الذين يفتقرون حاليًا إلى مثل هذه المرافق بالاستحمام مجانًا.
كما أرسلت أطباء بلا حدود فرقًا لتقييم الاحتياجات المحلية في العديد من المواقع الأخرى حيث ينعدم التكافؤ في إمكانية حصول السكان على خدمات الاستجابة للجائحة، بما في ذلك مجتمعات بورتوريكو وفلوريدا والمجتمعات الأميركية الأصلية في الجنوب الغربي.