بانغي / برشلونة- تلقى نحو 10,500 نسمة في شمال جمهورية أفريقيا الوسطى المواد الغذائية الضرورية من منظمة أطباء بلا حدود.
قام فريق المشروع منذ 22 ديسمبر/كانون الأول 2016 بتوزيع ما يقرب من 100 طن من الغذاء في سبع مناطق اتخذها النازحون ملجأ في مناطق كابو – جبازارا ومويين سيدو. لقد فر الكثيرون منهم و تركوا منازلهم عند اندلاع حالات العنف التي اجتاحت البلاد منذ عامين ومنذ ذلك الحين لم يستطيعوا العودة وذلك لاستمرار حالة الخطر وعدم توافر الأمن. وقد قررت منظمة أطباء بلا حدود القيام بمهمة توزيع الأغذية وهذا العمل لا يعد من الأنشطة الاعتيادية لفريق العمل الطبي وذلك كإجراء وقائي بعد أن أصبح جلياً أن هؤلاء النازحين لا يتلقون المؤن الكافية.
ولقد قام برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مؤخراً بدق ناقوس الخطر فيما يتعلق بخفض التمويل الممنوح لجمهورية أفريقيا الوسطى مما اضطرها إلى تخفيض المعونة الغذائية لما يقرب للنصف.
وفي هذا السياق قالت منسقة المشروع في منظمة أطباء بلا حدود في جمهورية أفريقيا الوسطى ماريا سيمون: "إننا نرى أن موقف العديد من النازحين ضعيف للغاية " وأضافت "إن توزيع الأغذية لا يعد جزءاً من أنشطتنا المعتادة ولكن بعد المعارك الأخيرة في كاجا باندورو وبامباري اضطرت المنظمات الأخرى لتحويل أوجه مواردها الى النازحين الجدد مما دفعنا الى القيام بهذه المهمة".
وقد كان برنامج الأغذية العالمي ينوي توفير المساعدة إلى 700,000 نسمة في جمهورية أفريقيا الوسطى في العام القادم وذلك قبل أن يضطره تخفيض التمويل الي تخفيض كمية المؤن والمواد الغذائية إلى نصف ما كان سيحصل عليه كل فرد وحصر عدد المستفيدين إلى 400,000 نسمة فقط.
ووافق منسق الأمم المتحدة للمساعدات الانسانية استجابة لهذا الموقف على منح معونة مالية للطوارئ تبلغ مليون دولار أمريكي إلى برنامج الأغذية العالمي لتقديمها إلى جمهورية أفريقيا الوسطى ولكن حتى هذا المبلغ لا يفي بالاحتياجات الحالية للشعب.
وتجدر الإشارة إلى أن ما يقدر باثنين مليون نسمة وهو ما يعادل 40 في المئة من سكان جمهورية أفريقيا الوسطى في حاجة إلى المعونة الغذائية. لقد حصلت كل أسرة من إجمالي 2,000 أسرة التي قامت منظمة أطباء بلا حدود بتوزيع الأغذية عليهم على كمية 36 كجم من الأرز و5 كجم من الحبوب ذلك بالإضافة إلى الزيت والملح والسكر. وفي نفس الوقت قام فريق العمل الطبي في منظمة أطباء بلا حدود بأنشطة وقائية لحماية صحة الأفراد وتضمن ذلك تطعيم 3,000 طفل ممن هم أقل من 15 عاماً ضد أمراض الطفولة الشائعة.
كما قام الفريق بفحص حالتهم الغذائية وأجرى التحاليل الخاصة بمرض الملاريا والقضاء على الديدان ومنحهم الفيتامين أ. كما قاموا بتطعيم السيدات الحوامل وإعطائهم مكملات غذائية من الحديد وحمض الفوليك. وتضيف ماريا سيمون إن: "آليات التغلب على المشكلات والمصاعب لهذه الشعوب قد استُنفِذَت و تدهور حالهم من سيء لأسوء"، وتابعت " نحن نشهد معاناة نتجت عن الأزمات والنزاعات الانسانية التي لم تخف حدتها".
بالإضافة إلى ذلك، هناك المزيد والمزيد مما يجب على الجهات المانحة الدولية القيام به الآن وكذلك الهيئات والمنظمات غير الحكومية التي تعمل من أجل دولة شهدت أكثر مما تحتمل من معاناة وإهمال.
تعمل منظمة أطباء بلا حدود في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ عام 1996 وقامت حالياً بتوظيف 2,400 موظف من مواطني جمهورية أفريقيا الوسطى و230 من الأجانب ومنذ عام 2013 قامت بمضاعفة دعمها الطبي استجابة للأزمة.
وهناك حالياً ما يقارب 20 مشروعاً لمنظمة أطباء بلا حدود في جمهورية أفريقيا الوسطى، وتقوم فرق العمل الطبية بتوفير الرعاية الصحية والتي تشمل رعاية الطفولة وتوفير الأمصال الروتينية ورعاية الأمومة والعمليات الجراحية ذلك بالإضافة الي علاج الأمراض مثل مرض نقص المناعة البشرية والسل.