Skip to main content

منظمة أطباء بلا حدود تبدأ حملة تلقيح على نطاق غير مسبوق

انخفض عدد الأطفال المحصنين في جمهورية أفريقيا الوسطى بصورة حادة منذ بداية الأزمة التي اندلعت عام 2013. وتخطط منظمة أطباء بلا حدود اليوم لتلقيح ربع أطفال البلاد ضد الأمراض الرئيسية القاتلة في مرحلة الطفولة، من خلال حملة تعدّ استثنائية نظراً للكلفة الباهظة للقاح المكورات الرئوية.

بانغوي، أمستردام، برشلونة، بروكسل، جنيف، باريس - بدأت منظمة أطباء بلا حدود حملة تلقيح على مستوى غير مسبوق تستهدف نحو 220,000 طفلاً في جمهورية أفريقيا الوسطى. والحملة التي انطلقت في يوليو/تموز الماضي بالتعاون مع وزارة الصحة في شمال البلاد قد انتقلت الآن إلى منطقة بيربيراتي في الجنوب الغربي وستغطي تدريجياً 13 منطقة تدير فيها المنظمة برامج طبية. ومن المقرر أن تنتهي الحملة مع نهاية العام الحالي.

وإضافة إلى هذه الحملة واسعة النطاق تخطط منظمة أطباء بلا حدود إلى تعزيز وتوسيع خدمات التلقيح في المرافق الصحية التي تعمل فيها، إذ أن هاتين الاستراتيجيتين ستسمحان للمنظمة بتأمين ما يصل إلى تسعة لقاحات مختلفةالخانوق، الكزاز، السعال الديكي، شلل الأطفال، المستدمية النزلية النمط "ب"، التهاب الكبد الفيروسي "ب"، المكورات الرئوية، الحمى الصفراء والحصبة للأطفال دون سن الخامسة ممن لم يحصلوا على تحصين كامل. كما أنها ستنفذ إجراءات وقائية أخرى وفق احتياجات كل منطقة وستتضمن هذه الإجراءات توزيع الفيتامين "أ" والناموسيات وعلاجات الطفيليات وفحوصات سوء التغذية.

هذا وقد أظهرت بيانات وزارة الصحية الرسمية بأن الأزمة السياسية والعسكرية التي اندلعت عام 2013 قد تسببت في انهيار معدلات تغطية التحصين. وخلال الفترة الممتدة بين عام 2012 و2014، انخفض معدل الأطفال الملقحين ضد الحصبة من 64 في المئة إلى 25  في المئة، في حين انخفض معدل الأطفال الملقحين ضد الالتهابات التنفسية الحادة من 52 في المئة إلى 20 في المئة. وبحلول نهاية 2013 كانت نسبة الأطفال بعمر السنة ممن حصلوا على تحصين كامل قد انخفضت لتصل إلى 13 في المئة فقط.

وفي هذا السياق قالت مستشارة التلقيح في منظمة أطباء بلا حدود الدكتورة بولين لوشيفاليه: "تعد هذه الحملة الوقائية أكبر حملة تلقيح تنفذها منظمة أطباء بلا حدود في جمهورية أفريقيا الوسطى كما أنها من أول الحملات التي تستهدف حماية الأطفال دون سن الخامسة من هذا العدد من الأمراض. ونظراً للأوضاع الراهنة في البلاد اليوم فإن خطر تفشي الأوبئة وبالتالي الوفيات نتيجة الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتلقيح مرتفع للغاية، ولا بد من وقاية أكبر عدد ممكن من الأطفال ضد هذه الأمراض".

Vaccination Gadzi
مركز للتلقيح في جنوب البلاد
Unknown Staff/MSF

وتقوم منظمة أطباء بلا حدود في إطار هذه الحملة بإعطاء لقاح المكورات الرئوية الذي ونظراً لغلاء سعره لم تستخدمه وكالات الإغاثة الإنسانية بعد على نطاق واسع. وأضافت الدكتورة لوشيفاليه: "نستفيد حالياً من التبرعات التي قام بها شركة فايزر التي تعد إحدى أكبر شركتين مصنعتين للقاح المكورات الرئة، ولولا هذه التبرعات لاضطررنا إلى إنفاق ملايين الدولارات على هذا اللقاح فقط. إلا أن التبرعات ليست حلاً قابلاً للاستمرار وينبغي توفير هذا اللقاح بسعر عادل كي يتسنى استخدامه أينما وحيثما يرى العاملون الصحيون ذلك ضرورياً".

هذا وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد ضاعفت منذ ديسمبر/كانون الأول عمليات الإغاثة الطبية استجابةً للأزمة المستمرة في جمهورية أفريقيا الوسطى. ويعمل اليوم مع المنظمة التي بدأت نشاطها في البلاد منذ سنة 1996 ما يزيد عن 300 عامل دولي وأكثر من 2,000 عامل محلي، حيث تدير فرق أطباء بلا حدود حالياً 15 برنامجاً يوفر بعضها المساعدة للاجئي جمهورية أفريقيا الوسطى الموجودين في بلدان تشاد والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وتقوم فرق المنظمة بتوفير الرعاية الصحية (طب الأطفال والصحة النفسية والجراحية وعلاج فيروس نقص المناعة البشرية والسل وغيرها) ودعم أنشطة التلقيح الروتينية.

يشار إلى أن منظمة أطباء بلا حدود كانت قد بدأت في أبريل/نيسان 2015 حملة عالمية تحت عنوان "فرصة عادلة" دعت من خلالها شركتي الأدوية المصنعتين للقاح المكورات الرئوية (غلاكسو كلاين سميث وفايزر) إلى الكشف عن الأسعار التي تفرضها على جميع الدول وخفض كلفة تلقيح طفل واحد إلى 5 دولارات أمريكية (ثلاث جرعات) في البلدان النامية، وأعقبت الحملة عريضة تقدمت بها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

    المقال التالي
    Central African Republic
    Project Update 4 يناير/كانون الثاني 2016