بعد عام من الاختباء في الغابات، العائدون إلى بلداتهم متروكون ليتدبروا أمورهم وحدهم.
هناك حاجة ملحِّة إلى المزيد من المساعدات في المناطق الريفية من إقليم كاساي، في وسط جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك مع خروج الناس من مخابئهم بعد عام من اندلاع النزاع في المنطقة.
وقد شهدت فرق أطباء بلا حدود انتشار سوء التغذية على نطاق واسع بين الأطفال، وبلغت نسبة سوء التغذية الحاد الشديد 10 في المئة في مناطق عديدة، لا سيما في البلدات والقرى التي تضررت بشكل كبير من العنف الذي اندلع في أغسطس/آب 2016. وقد بدأ الناس أخيراً العودة إلى منازلهم بعد أن اختبؤوا لأشهر في الغابات المجاورة، معرَّضين للمرض ودون وجود ما يكفي من غذاء.
وقد عالجت فرق أطباء بلا حدود نحو 1,000 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد الشديد بين شهري يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول هذا العام في مراكز التغذية في تشيكابا عاصمة إقليم كاساي وفي المناطق الريفية المجاورة.
وقال مدير عمليات أطباء بلا حدود غابرييل سانتشيز: "إن أزمة كاساي هي أزمة منسية بالكامل".
"الناس العائدون إلى قراهم وبلداتهم قد تُركوا وحدهم ليعيدوا بناء بيوتهم المدمرة ويبدؤوا زراعة المحاصيل من جديد، وفي غالب الأوقات من غير توفر الأدوات اللازمة وفي ظل تضرر موارد عيشهم التقليدية بشكل كبير".
وفي أعقاب أعمال العنف ترى الكثير من المراكز الصحية خارج الخدمة. ويقول سانتشيز: "نصف المراكز الصحية التي زرناها خلال الأشهر الثلاثة الماضية إما نُهبت أو أحرقت أو دمرت".
"وبالتدريج تستعيد المراكز الصحية أنشطتها لكنها تعاني نقصاً شديداً في الكوادر والأدوية والمعدات الأساسية".
وفي حين وصلت المساعدات الإنسانية بلدات رئيسية هما تشيكابا وكانانغا، إلا أن باقي مناطق الإقليم لم تتلق أية مساعدات على الإطلاق، بالرغم من حقيقة أن غياب الأمن لم يكن مشكلة على مدى بضعة أشهر.
تسافر فرق أطباء بلا حدود الطبية المتنقلة إلى قرى في أنحاء إقليم كاساي لمعالجة الناس المحتاجين للرعاية الطبية، لا سيما الأطفال الذين لديهم سوء تغذية، وإعادة تزويد المراكز الصحية المحلية بالأدوية والأجهزة. تدعم أطباء بلا حدود أيضاً مستشفىً وثلاثة مراكز صحية في تشيكابا وساعدت في إنشاء 10 مراكز تغذية علاجية خارجية في المناطق الريفية المجاورة.
ويقول سانتشيز: "مازال هنالك مجتمعات ضعيفة في البلدات الرئيسية، لا سيما النازحين غير المستعدين بعد للعودة إلى قراهم وبحاجة إلى الرعاية الصحية والمأوى والغذاء والدعم ليتمكنوا من التكيف والتغلب على التجارب الصادمة التي مروا بها. لكن الحاجة الأكثر إلحاحاً هي أن تنشر المنظمات الإغاثية أنشطة في المناطق الريفية في كاساي. إن الاستجابة حتى الآن كانت بطيئة للغاية ودون مستوى وحجم هذه الأزمة".
بين شهري يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول 2017، قدمت فرق أطباء بلا حدود في إقليم كاساي أكثر من 5,000 استشارة طب أطفال وأجرت أكثر من 200 عملية جراحية وعالجت 155 شخصاً من إصابات ذات صلة بالعنف وقدمت الرعاية لـ 30 ناجٍ من العنف الجنسي.
تدعم منظمة أطباء بلا حدود في إقليم كاساي الواقع وسط البلاد مستشفى كانانغا الإقليمي منذ أبريل/نيسان 2017 وفي يونيو/حزيران بدأت أطباء بلا حدود أيضاً مساعدة ضحايا العنف الجنسي.