امرأة شابة من سوريا تبدأ حياةً جديدة في تركيا بعد تعرضها لرصاصة قناص.
ثلاثتهن يقفن تحت شجرة ليمون في فناءٍ صغير. في حين تنتظر سلوى بدء استشاراتها الصحية النفسية في مشروع متخصص مدعوم من قبل الجمعية الأهلية التركية "مجلس مواطني هلسنكي" بالتعاون مع أطباء بلا حدود، يتحدثن عن كيف تغيرت حياتهن.
"قبل الحرب، اعتدنا أن نحصل على كل شي" تقول سلوى، "ولكن منذ بدأ الأمر عانينا كثيراً".
أجبرت سلوى على الزواج قبل فترة قصيرة من المظاهرات التي بدأت في سوريا في آذار 2011. كان عمرها 15 عاماً. بعد وقتٍ قصير حملت، وفي حين تطورت المظاهرات إلى حرب أهلية شاملة، ولدت ابنة سلوى.
بعد أن حاول زوجها الاعتداء عليها، تفكك زواجهما، وغادر آخذاً الطفلة معه. "لقد أخذ ابنتي ولم يسمح لي برؤيتها. ليست لدي أي طريقة للتواصل معهم. لم أرَ ابنتي منذ سنة".
عادت سلوى للإقامة مع عائلتها في مدينة حلب القديمة، عاصمة سوريا الصناعية والاقتصادية. في 25 نوفمبر 2013، كانت سلوى في طريق عودتها إلى المنزل مع أحد جيرانها، أغلقت أحد الطرق المؤدية إلى منزلها، لذلك قررا اتخاذ مسارٍ آخر. وعندما عبرا أحد الساحات، أطلق قناص النار على ظهر سلوى.
بعد أخذها سريعاً إلى مستشفى في حلب حيث أزيلت الرصاصات من جسم سلوى، ولكنها كانت في حالة حرجة. حاولت عائلتها أن ترسلها إلى تركيا للحصول على الرعاية الطبية، لكنها مُنعت من عبور الحدود. ثم سمعت عائلتها بمستشفى في المنطقة تديرها أطباء بلا حدود وأخذوها إليها.
استطاع فريق أطباء بلا حدود أن يرتب إحالتها إلى مستشفى كيليس، على الجانب المقابل من الحدود السورية التركية. بعد السماح لها أخيراً بالدخول إلى تركيا، تم قبول سلوى بدايةً في مستشفى كيليس ولاحقاً في عاصمة الولاية، غازي عنتاب. أمضت 12 يوماً في وحدة العناية المركزة.
"أشعر بتحسن الآن، لكنني أعجز عن السير" تقول سلوى. وهي تحصل الآن على الدعم من لينا، أحد العاملين الصحيين المحليين في المشروع. "الآنسة لينا أخبرتني قصة أحدهم في عائلتها لديه مشكلة مماثلة، غير متعلقة بالحرب. قدمتْ له دعماً نفسياً والآن هو على ما يرام. معرفة هذا الأمر جعلتني أشعر بتحسن".
الطبيبة النفسية جاهزة ويمكن للاستشارة أن تبدأ. والدة سلوى وأمها تنتظران في الخارج، جالستين تحت شجرة الليمون تدخنان السجائر. في حين تغرب الشمس، سيعدن إلى الشقة التي استأجرنها في كيليس. لن يضطرن لسماع القصف والقنابل في سوريا.
لن يخفن من خسارة حياتهن. بكل الأحوال، العائلة تريد أن تعود إلى الوطن. أين ستكون إقامتهن حين نلتقي في المرة المقبلة؟ "في حلب، إن شاءَ الله" تقول والدة سلوى.