Skip to main content
COVID-19 Prevention in Northwest Syria

أطباء بلا حدود تنفّذ حملة تلقيح للأطفال في مناطق أهملها برنامج اللقاح الوطني في شمال شرق البلاد

أمستردام - هناك حاجة ملحة لحلول مستدامة لضمان حصول الناس في منطقة عين العرب/كوباني في شمال شرق سوريا على وقاية طويلة الأمد ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. فالناس في منطقة عين العرب/كوباني غير قادرين على الوصول الى برنامج اللقاح الوطني بسبب غياب الإرادة السياسية لخدمة المنطقة، ما يترك للمنظمات الإنسانية مسؤولية الاستجابة الى الحاجة، وهي التي تواجه بدورها تحديات لوجستية وأخرى متعلّقة بالإمدادات في منطقة متضررة جراء عشر سنوات من الحرب.

لا يعمل النظام الصحي في منطقة عين العرب/كوباني بالكامل ولا يمكنه تلبية احتياجات الأهالي. وهناك نقص في المواد الطبية والطواقم، و تعتمد الكثير من البرامج الطبية على دعم المنظمات الإنسانية. كما أن المشاكل الأمنية الناجمة عن الانتفاضات ضمن النزاع المسلح والتحديات اللوجستية المصاحبة أعاقت عملية توريد اللقاحات، وما زالت هذه التحديات قائمة إلى يومنا هذا. ويسهم هذا الانقطاع في زيادة الحاجة الى اللقاح ويزيد من احتمالية حدوث تفشيات لأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات.

يجب ألا تؤثر الحساسيات السياسية على خطط اللقاح الوطنية. ويجب اتخاذ جميع التدابير لإيجاد حلول عملية لضمان إدراج سكان منطقة عين العرب/كوباني في استراتيجية االلقاحات الوطنية وكذلك استراتيجية اللقاح ضد فيروس كورونا. حنا مجانين، مديرة الطوارئ الطبية في أطباء بلا حدود في شمال شرق سوريا

وفي الوقت نفسه، تصل برامج اللقاح الروتينية التي تديرها وزارة الصحة السورية وبدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف إلى مناطق أخرى لضمان تغطية اللقاحات الروتينية. ومع ذلك، فإن سكان منطقة عين العرب/كوباني، بالإضافة إلى سكان مناطق أخرى في شمال سوريا لا يصلهم اللقاح.

وتقول مديرة الطوارئ الطبية في أطباء بلا حدود في شمال شرق سوريا، حنا مجانين: "يجب ألا تؤثر الحساسيات السياسية على خطط اللقاح الوطنية. ويجب اتخاذ جميع التدابير لإيجاد حلول عملية لضمان إدراج سكان منطقة عين العرب/كوباني في استراتيجية االلقاحات الوطنية وكذلك استراتيجية اللقاح ضد فيروس كورونا".

ومن أجل تحقيق حماية كافية وطويلة الأمد ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، يجب إعادة تفعيل برنامج اللقاح الروتيني في شمال سوريا، وتحديداً في المناطق التي لا تتلقى حالياً اللقاحات من خلال البرامج على المستوى الوطني. ويجب على السلطات المعنية ضمان توفير اللقاحات بشكل عادل وموثوق وإدماج تنفيذ اللقاحات الروتينية في نظام الرعاية الصحية الحالي في منطقة عين العرب/كوباني.

وإلى جانب الافتقار إلى اللقاحات الروتينية، فبالكاد وصلت لقاحات كوفيد-19 إلى منطقة عين العرب/كوباني. وفي حين تم تسليم حوالي 23,000 لقاح كوفيد-19 مؤخراً إلى أجزاء أخرى من شمال شرق سوريا، وهو ما يمثل أقل من 1 في المئة من السكان، فقد وصل 100 لقاح فقط إلى عين العرب/كوباني.

وسعياً للحد من الحاجة الى اللقاح، عملت منظمة أطباء بلا حدود جنباً إلى جنب مع السلطات الصحية المحلية في منطقة عين العرب/كوباني منذ مارس/آذار 2015 لإعادة خدمات اللقاح الروتينية في المنطقة، بما في ذلك تنظيم العديد من حملات التلقيح والحملات التعويضية في المدينة والمناطق المحيطة بها بعد حدوث انقطاعات في التزويد. 

وقد دعمت منظمة أطباء بلا حدود مؤخراً الهلال الأحمر الكردي والسلطات الصحية المحلية في شمال شرق سوريا لتنفيذ حملة تلقيح لحماية الأطفال من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، بدءاً من منتصف مارس/آذار 2021. ولقّحت الفرق 10,412 طفلاً دون سن السابعة بشكل كامل،كما قدمت الجرعة الأولى إلى 28,309 أطفال آخرين في مدينة عين العرب/كوباني وفي 14 موقعاً آخر في المنطقة<p>المواقع المتضمنة: مدينة كوباني، شيران، تل غزال، عين البط، خانيك، قنايا، بيندر، زيرافيك، سيفتك، قادرية، صرين، رامالا، جلابية، جريك، جرنية، تل عثمان</p>.

يجب على جميع السلطات والمنظمات الصحية ذات الصلة ووكالات الأمم المتحدة إيجاد طريق إلى الناس في منطقة عين العرب/كوباني وغيرها من المناطق المهملة في شمال شرق سوريا، لضمان عدم تجاهل الاحتياجات في تلك المناطق. حنا مجانين، مديرة الطوارئ الطبية في أطباء بلا حدود في شمال شرق سوريا

وتحاول أطباء بلا حدود أيضاً إعادة إنشاء خدمات اللقاح الروتينية في مناطق رأس العين وتل أبيض في شمال سوريا. وفي هذا الشهر، أطلقت المنظمة حملة تلقيح ضد الحصبة هناك، تلتها حملة تعويضية بسبب نقص حملات اللقاحات الروتينية في المنطقة. كما ستوزع فرق المنظمة مكملات فيتامين أ وستجري فحصاً غذائياً نشطاً لنحو 94,000 طفل دون سن العاشرة.

وستجري الجولة الأولى من الاستجابة في أغسطس/آب، ومن المزمع إجراء الجولتين الثانية والثالثة من اللقاحات ضد الأمراض المتعددة التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في شهري أكتوبر/تشرين الأول و نوفمبر/تشرين الثاني.

ولتقييم حملة التلقيح، أجرت فرق منظمة أطباء بلا حدود مسحاً في مايو/أيار 2021 لمعرفة عدد الأطفال الذين تلقوا اللقاحات الروتينية للحماية من الحصبة والسل والتهاب الكبد ب في منطقة عين العرب/كوباني ومنبج.

وشمل الاستطلاع الذي أجرته فرق منظمة أطباء بلا حدود 1,651 طفلاً تتراوح أعمارهم بين سنة وسبع سنوات من 1,225 أسرة. وتظهر النتائج الأولية أن أقل من نصف الأطفال الذين شملهم الاستطلاع كانوا محميين من الحصبة (إذ بلغ معدل التغطية 41 في المئة). وتلقى 64 في المئة من الأطفال لقاح التهاب الكبد ب  عند الولادة، وبلغت تغطية مرض السل 68 في المئة (لقاح BCG).

وتقول مجانين: "تُظهر هذه النتائج أن جيلاً معرض لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات. ويجب على جميع السلطات والمنظمات الصحية ذات الصلة ووكالات الأمم المتحدة إيجاد طريق إلى الناس في منطقة عين العرب/كوباني وغيرها من المناطق المهملة في شمال شرق سوريا، لضمان عدم تجاهل الاحتياجات في تلك المناطق".

    المقال التالي
    سوريا
    بيان صحفي 14 ديسمبر/كانون الاول 2021