Skip to main content

توضيح حول البيان الصحفي الذي أصدرته منظمة أطباء بلا حدود حول أعراض التسمم العصبي في الغوطة

خلال اليومين السابقين، لجأت الإدارة  الأمريكية وغيرها من حكومات الدول إلى الاستشهاد بتقارير نشرتها وكالات مختلفة، ومن بينها منظمة أطباء بلا حدود، في تصريحاتها الرسمية بشأن احتمال استعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا، حيث أكدت بأنه واقع "لا يمكن إنكاره"، كما استعملت هذه التقارير من أجل تحديد مرتكبي هذه الجريمة. إن منظمة أطباء بلا حدود تحذر من أن معلوماتها الطبية لا يمكن استعمالها كدليل على منشأ العامل المسبب للتسمم العصبي، كما لا يمكن استعمالها في تحديد المسؤولية عن الاستخدام.

إن المعلومات الطبية التي نشرناها اعتمدت على الأعراض المرضية التي تشير إلي تعرض جماعي لعامل مسمم للأعصاب إلا أن منظمة أطباء بلا حدود كانت قد أعلنت بوضوح تام ضرورة القيام بتأكيد علمي على وجود العامل المسمم للأعصاب ونوعه. كما دعت إلى القيام بتحقيق مستقل لتسليط الضوء على ما يمكن أن يشكل، في حالة تأكيد ارتكاب الفعل، خرقاً خطيراً وغير مقبول للقانون الدولي الإنساني. كما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود حينها بأنها، بصفتها منظمة طبية إنسانية فحسب، لا تستطيع تحديد الجهة المسؤولة عن الحادث.

جدير بالذكر أن منظمة أطباء بلا حدود كانت يوم السبت الماضي قد صرّحت بأن ثلاثة مستشفيات تحظى بدعمها في محافظة دمشق قد أخطرتها باستقبالها لنحو 3,600 مريض تظهر عليهم أعراض التسمم العصبي، تُوفي منهم 355 شخصاً.

واليوم، وبعد أن أرسلت الأمم المتحدة محققين للبحث في الواقعة، فإن منظمة أطباء بلا حدود ترفض لجوء البعض إلى استغلال بيانها الصحفي ليحلّ مكان التحقيق الرسمي أو كتبرير لأي عمل عسكري. فكون منظمة أطباء بلا حدود منظمة طبية إنسانية مستقلة، يبقى هدفها الوحيد والأوحد إنقاذ حياة الناس، والحد من معاناة السكان المدنيين مع النزاع المسلح القائم في سوريا، وتقديم شهادتها على الواقع الذي تواجهه بكل أمانة حين تجد نفسها أمام حادث خطير، وذلك في احترام تام وصارم لمبدئي الحياد وعدم التحيز التي تعتمدهما في أنشطتها. 

كما تُذكر المنظمة بأن التدفق الجماعي للمرضى الذين يعانون من أعراض التسمم العصبي في محافظة دمشق ما هو إلى جزء من كارثة إنسانية مستمرة يعاني منها الشعب السوري منذ فترة... كارثة تتسم بالعنف المطلق وتشريد السكان وتدمير المرافق الطبية، ومحدودية هائلة في قدرة العمل الإنساني على التحرك قد تصل إلى المنع التام.