دعت المنظمة الطبية الإنسانية الدولية أطباء بلا حدود جميع أطراف النزاع المسلح في سوريا إلى احترام المرضى وأفراد الطاقم الطبي والمرافق الصحية.
جاء ذلك إثر سقوط قذيفة يوم الجمعة 24 يناير/كانون الثاني على مسافة لا تتجاوز 800 متر عن المستشفى الميداني التابع للمنظمة في منطقة حلب، وإن كان الحادث لم يسفر عن سقوط ضحايا.
وما زال انعدام الأمن المتصاعد في منطقة حلب يزيد من إضعاف جهود تقديم خدمات الرعاية الطبية الأساسية، هذا في الوقت الذي تتمسك فيه منظمة أطباء بلا حدود بالتزامها بمساعدة المدنيين في سوريا على الرغم من الانتشار الكبير لأعمال العنف والحوادث الأمنية الخطيرة التي ظهرت مؤخراً في المناطق التي تعمل فيها فرقها الطبية.
تقول تيريسا سانكريستوفال، مديرة مكتب الطوارئ في المنظمة: "من المحتمل أن يؤدي ارتفاع الهجمات في هذه المنطقة إلى التأثير سلباً على مواصلة أنشطتنا الطبية. فمنذ بداية عملنا في سوريا، حاولنا العثور على أماكن آمنة نستطيع فيها معالجة السكان. النساء والأطفال يدفعون ثمناً باهظاً في هذه الحرب".
وبينما تواصل المنظمة معالجة جرحى أعمال العنف، فإن ما تقوم به لا يلبي سوى جزء صغير من الاحتياجات الإنسانية الطارئة هناك. وتقول مريم علية، المنسقة الطبية: "إلى جانب جرحى الحرب وضحايا العنف المباشرين، فإن النزاع يؤثر كذلك على الأشخاص الأكثر ضعفاً، مثل المصابين بالأمراض المزمنة والنساء والأطفال".
أما بالنسبة للنساء الحوامل، فإن نسب الإجهاض والولادات المبكرة قد أصبحت في ارتفاع ملحوظ بسبب الإجهاد النفسي الذي يسببه النزاع المسلح. فالنساء اللواتي كن سيلدن سابقاً في المستشفيات، يجدن أنفسهن الآن غير قادرات على الاستفادة من الخدمات الطبية. ويُعتبر المستشفى الميداني للمنظمة في منطقة حلب واحداً من المرافق الصحية القليلة التي تقدم خدمات الرعاية الصحية المطلوبة بشدة لدى النساء الحوامل والرضع.
تضيف سانكريستوفال: "في كل يوم، تبحث النساء عن الرعاية الطبية وعن وضع أطفالهن في المستشفى التابع لنا. فقد ارتفع عدد الولادات في مرافقنا من 56 حالة في نوفمبر/تشرين الثاني إلى 150 خلال الثلاثة أسابيع الأولى من شهر يناير/كانون الثاني". وخلال هذا الشهر، عالجت المنظمة حتى الآن 15 طفلاً خديجاً، كانوا في العادة سيحتاجون إلى تجهيزات طبية متخصصة، ولكنها لا تتوافر حالياً سوى على الجانب الآخر من الحدود التركية.
ومن الجدير بالذكر أن الفرق الطبية التابعة للمنظمة تقدم في سوريا خدمات الرعاية الطارئة والتوليد، إلى جانب الرعاية الصحية العامة. وخلال الفترة ما بين يونيو/حزيران 2012 ويناير/كانون الثاني 2013، وفرت هذه الفرق أكثر من 10,000 استشارة طبية وأجرت أكثر من 900 عملية جراحية.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا منذ عامين تقريباً، حاولت منظمة أطباء بلا حدود دخول المناطق التي تحتاج تدخلات إنسانية طارئة. ولكن حتى الآن، يبقى نطاق أنشطة المنظمة محدوداً بسبب انعدام الأمن والقيود الرسمية. فعلى مدى شهور، حاولت المنظمة الحصول على تصريح رسمي يسمح لها بتقديم المساعدات إلى السوريين في المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية، ولكن دون جدوى.