أمستردام - عالجت فرق أطباء بلا حدود أربع نساء أصيبن بجروح ناجمة عن الأعيرة النارية في مخيم الهول في شمال شرق سوريا، وذلك خلال تبادل لإطلاق النار في المخيم أجبر فرقنا ومجموعة من المرضى للاحتماء وتجنّب الرصاص.
ويروي مدير الطوارئ مع أطباء بلا حدود في سوريا روبرت أونس ما حصل قائلاً، "كانت فرقنا تقوم بعملها كالمعتاد في المخيّم وفي عيادتنا في "الملحق" – وهو قسم مسوّر من المخيّم يستضيف 10,000 شخص أجنبيّ
وبحسب السلطات التي تدير المخيم، يعيش في مخيم الهول اليوم نحو 68,000 شخصٍ تبقيهم السلطات الأمنية المحلية داخله، 94 في المئة منهم من النساء والأطفال الذين نزحوا من آخر معقل لجماعة الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور.
ويقول أونس، "جميع أعضاء فرقنا في أمان وسوف يستكملون توفير الرعاية الطبية في الأقسام الرئيسية من المخيم. لكنّ حالة الأمن المتزعزع السائدة حاليًا في المخيم أجبرت فريق أطباء بلا حدود على تقليص حجم عملياتها الطبية بشكل مؤقت. كما أنّ هذه الاضطرابات تعيق قدرة المنظّمات الإنسانية على إيصال المساعدات الضرورية للأشخاص الذين هم بأمس الحاجة إليها في المخيّم".
على المجتمع الدولي أن ينهض لتحمّل مسؤوليته والاستجابة بشكل جماعي لحل هذه الأزمة بما يتوافق مع المعايير القانونية الدولية التي تشمل القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.
ويردف، "نحن نشعر بالقلق البالغ حيال وضع الأشخاص في المخيّم. لا يعقل أن يعالج أطبائنا النساء من جروح ناجمة عن أعيرة نارية في مكان مغلق كالمخيم. إذا وجدنا أنفسنا في مثل هذا الموقف، يعني أنّ خطأ فادحًا قد وقع".
تتابع فرق المنظّمة الحالة عن كثب وهي مستعدة لتقديم الرعاية الطبية لسكان المخيم عند الحاجة إليها.
ويضيف أونس، "تعتبر هذه الاحتجاجات نتيجة متوقّعة نظرًا للأوضاع المعيشية المتردية التي يعاني منها سكان مخيّم الهول، وسكان مخيّمات أخرى أيضًا في شمال شرق سوريا، كما نظرًا إلى القيود الخطيرة التي تعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى الملحق.
على المجتمع الدولي أن ينهض لتحمّل مسؤوليته والاستجابة بشكل جماعي لحل هذه الأزمة بما يتوافق مع المعايير القانونية الدولية التي تشمل القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.
كما وتدعو أطباء بلا حدود السلطات التي تدير المخيم والمسؤولة عن حفظ الأمن فيه إلى ضمان سلامة وأمن سكان المخيم جميعًا. يجب أن تضبط السلطات استجابتها للاحتجاجات أو الاضطرابات، كما عليها مراعاة أنّ المحتجين من نساء وأطفال هم أشخاص مستضعفون يشكلون نسبة 94 في المئة من سكان المخيّم".
بدأت منظّمة أطبّاء بلا حدود في يناير/كانون الثاني 2019 بتنفيذ استجابة طبية وانسانية في مخيم الهول حيث دعمت في البداية تقديم الرعاية الطبيّة الطارئة في منطقة استقبال الوافدين الجدد وتوفير مواد الإغاثة الأساسيّة.
وبناءً على احتياجات الناس، وسّعت منظّمة أطبّاء بلا حدود بسرعة نطاق هذا الدعم ليشمل توفير خدمة الفرز العاجل للمرضى في منطقة الاستقبال وشيّدت مرافق للمياه والصرف الصحي. وفتحت المنظّمة في فبراير/شباط 2019 مرفق رعاية صحية أساسيّة شامل في المخيم يُوفر الرعاية في حالات الطوارئ على مدار الساعة.