في يوم الأحد، 16 مايو/أيار 2021، قتلت غارات إسرائيلية ضربت المنطقة التي تضم عيادة منظمة أطباء بلا حدود في غزة في فلسطين ما لا يقل عن 42 شخصاً بينهم 10 أطفال، وفق ما أفادت به وزارة الصحة في غزة. كما تسبب قصف المنطقة بأضرار لعيادتنا أخرجت غرفة التعقيم عن العمل وأضرت بغرفة الانتظار. ولم يُصب أحد في عيادتنا التي نقدم فيها علاج الإصابات والحروق.
وقد وصف أحد أفراد طاقم أطباء بلا حدود، كان حاضراً، مشهد رعب مخيف حيث هز انفجار هائل الحي وكان النساء والأطفال يهرعون إلى الشارع وهم يصرخون ويبكون.
ويقول الدكتور محمد أبو مغيصيب، نائب المنسق الطبي لأطباء بلا حدود في غزة: "لقد كان الوضع مروعاً هذا الأسبوع مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين كل يوم، لكني عندما رأيت الضرر الذي لحق بالمنطقة وبعيادة أطباء بلا حدود في الصباح التالي للقصف أصبت بالذهول".
ويضيف: "كل شيء تضرر – المنازل، الطرقات، الأشجار. والعيادة التي نستقبل فيها أكثر من 1000 طفل في السنة لعلاج الإصابات والحروق قد تهدَّم أحد جدرانها والأنقاض تملأ المكان. العيادة مغلقة الآن ليس فقط بسبب الضرر الذي لحق ببنيتها بل أيضاً لأن الطريق المؤدي إليها قد دُمِّر ولأن المنطقة مازالت غير آمنة".
على إسرائيل أن توقف هذه الغارات في قلب غزة إذ رأينا مراراً وتكراراً كيف أنها تقتل المدنيين مهما كانت "موجَّهة". وينبغي على وجه السرعة ترتيب وصول آمن للطواقم الإنسانية والمواد الإنسانيةإلي سوك، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في فلسطين
أصبح الوصول إلى الرعاية الصحية بالنسبة لذوي الإصابات المهددة للحياة أكثر تقييداً إذ أن الغارات الجوية الإسرائيلية قد أضرت بالكثير من الطرقات المؤدية إلى المستشفيات. إضافة إلى ذلك، فإن الكثير من الطواقم الطبية يخشون على سلامتهم أثناء ذهابهم إلى العمل، كما أن بعض المواد الطبية بدأت تنفد. كان هناك طبيبان بين الاثنين وأربعين شخصاً الذين قُتلوا في القصف على محيط عيادتنا.
وحتى ظهر يوم 17 مايو/أيار بالتوقيت المحلي، قتل ما لا يقل عن 200 شخصاً في غزة، 59 منهم أطفال، وفق وزارة الصحة. كما قُتل 10 أشخاص بينهم طفلان في إسرائيل بفعل الصواريخ المُطلَقة من غزة من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة.
وصرح إلي سوك، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلاً: "إن الغارات المريعة على المدنيين والبنى التحتية المدنية التي نشهدها في غزة هي أفعال لا تُبرر ولا تُغتفر".
وأضاف: "الوضع حرج، وعدد الجرحى والمشردين يتصاعد، في حين مازال من غير الممكن دخول مواد وطواقم إنسانية إضافية إلى غزة. وتفيد السلطة الصحية المحلية أنها على بعد 24 ساعة من نفاد أكياس الدم، أي أنهم لن يعودوا قادرين على نقل الدم للمرضى، وهو إجراء أساسي في رعاية جرحى الحرب".
ويعمل فريق من أطباء بلا حدود ضمن نوبات على مدار 24 ساعة لدعم الطواقم الطبية في غرفة الطوارئ وقاعات العمليات في مستشفى العودة بمنطقة جباليا ويعالج يومياً ما بين 40 إلى 45 مريضاً من ذوي الجروح البالغة والحروق الشديدة. كما تبرعت أطباء بلا حدود بمواد طبية لعدة مرافق طبية في القطاع خلال الأسبوع الماضي. ولا يمكننا بسبب انعدام الأمن تشغيل برامجنا المعتادة لرعاية مصابي الحروق ورعاية ما بعد العمليات الجراحية للإصابات البالغة.
ومع استمرار إسرائيل في قصفها الجوي والمدفعي لغزة، فرَّ أكثر من 38,000 فلسطيني من منازلهم خشية على سلامتهم وفق الأمم المتحدة، كما أصبح ما لا يقل عن 2,500 شخص بلا مأوى، بينهم أفراد من طاقم أطباء بلا حدود. وقد وجد العديد من أفراد طاقمنا مأوى في بيوت أقاربهم، لكن أطباء بلا حدود أوجدت مأوى مؤقتاً للذين لم يجدوا.
ويقول سوك: "على إسرائيل أن توقف هذه الغارات في قلب غزة إذ رأينا مراراً وتكراراً كيف أنها تقتل المدنيين مهما كانت "موجَّهة"، فمن غير الممكن في مثل هذا المكان كثيف السكان أن تكون آثار القصف محدودة. وينبغي على وجه السرعة ترتيب وصول آمن للطواقم الإنسانية والمواد الإنسانية".