Skip to main content

تدريب عاملي الرعاية الصحية العالقين في غزة

يصعب كثيراً على عمال الرعاية الصحية الذين يعيشون في قطاع غزة الحصول على التدريب الطبي التخصصي الذي يحتاجونه لتطوير مهاراتهم وتقديم نوعية الرعاية الأفضل للمرضى.

روشيل دوليسي وهي ممرضة متخصصة في العناية المركزة من أوكلاند في نيوزيلندا عملت ميدانياً مع منظمة أطباء بلا حدود مرتين في غزة وكانت تدرب الممرضين والممرضات هناك.

تقول روشيل: "لقد كانت الممرضون والممرضات في غاية الحماسة، وعبروا عن امتنانهم للحصول على فرصة تطوير مهاراتهم في العناية المركزة، فلم يكن أمامهم سوى الاستعانة بمحرك البحث غوغل لتحقيق ذلك في غياب أي تدريب آخر".

والعناية المركزة حقل طبي تقني جداً وهو مهم للغاية في هذه المنطقة الصغيرة التي غالباً ما يتعرض سكانها للعنف والصدمات. ولا تقتصر معاناة السكان المحليين على القصف والقتال ولكن الحصار الإسرائيلي على غزة يقيد بشدة حركة الأفراد والإمدادات، فلا يستطيع عاملو الرعاية الصحية السفر بسهولة للحصول على التدريب كما أن غزة نفسها تفتقر إلى فرص تعليم مناسبة. كل هذه العوامل تحد من قدرتهم على تحسين معرفتهم وتقديم نوعية الرعاية الأفضل للمرضى.

ولتحسين نوعية الرعاية الطبية قامت منظمة اطباء بلا حدود بتنظيم سلسلة من حلقات التدريب الطبي التخصصي في غزة خلال السنوات الماضية.

دورات طبية قصيرة

في عام 2013، أمضت روشيل 6 أشهر في غزة تدرب الممرضين والممرضات على العناية المركزة.

تقول روشيل: "لم يتعلم أي من الممرضين والممرضات هنا شيئاً عن العناية المركزة فهم لا يستطيعون الخروج من غزة ولا تدخل الكثير من الخبرات الخارجية إليها لذلك لم يحصلوا على أي تدريب تخصصي في العناية المركزة في غزة".

في عام 2013 أيضاً عندما كانت روشيل تنفذ برنامج تدريب طويل، أرسلت المنظمة فريقاً من الأطباء يشمل أخصائيين في العناية المركزة لإجراء دورات قصيرة في العناية المركزة للأطباء.

طلبت المنظمة من روشيل هذه السنة أن تعود إلى غزة لإخضاع الممرضات لدورة قصيرة في العناية المركزة وذلك انطلاقاً من خبرتها السابقة.

سافرت روشيل برفقة ممرضة عناية مركزة اسمها ساره إلى سنغافورة لتتعلما كيفية تقديم الدورة التعليمية تحت عنوان "التعاون الأساسي". هذه الدورة التي طورتها جامعة هونغ كونغ الصينية تهدف إلى نشر مواد تعليمية عالية الجودة يمكن تعليمها لأشخاص آخرين.

عملت روشيل وساره لتعديل الدورة التعليمية لتتناسب مع ضعف الموارد في غزة وذلك بحذف الأجزاء التي تعتمد على معدات مراقبة عالية التقنية لا تتوفر في قطاع غزة.

وفي مهمتها التي استمرت خمسة أسابيع في غزة قامت روشيل بإجراء دورة تعليمية مدتها يومان 9 مرات واستفاد منها 116 ممرضاً وممرضة وهذا العدد يشمل معظم الممرضين والممرضات في غزة. 

بناء مهارات جديدة

أظهرت الاختبارات السابقة واللاحقة للدورة التعليمية أن الممرضين والمرضات قد اكتسبوا فوائد جمّة من حيث الخبرة والمعرفة إذ اجتاز 90 في المئة منهم الدورة.

ثمّة تحدٍّ رئيسي وهو ضمان استمرار الممرضين والممرضات في تطبيق المهارات الجديدة بعد مغادرة فريق التدريب لذلك أوكلت منظمة أطباء بلا حدود مهمة المتابعة وتوفير فرص تدريبية أخرى لطاقم مؤلف من طبيب وممرضة.

ويعد نقص التدريب واحداً من تحديات كثيرة يواجهها ممرضو وممرضات غزة الذين عاشوا سنوات من العنف وانعدام الأمن.

تقول روشيل: "لقد سمعت الكثير من قصص تعرض أفراد عائلات الممرضين والممرضات للإصابة أو تدمير منازلهم خلال الحرب أو موت أشخاص يعرفونهم. ولكن الممرضين والممرضات في غزة يتمتعون بمرونة كبيرة ولديهم القدرة على التعايش مع الأمر فهو جزء من حياتهم وهذا أمر مؤسف".

هذا ويهدف التدريب إلى تحسين مستوى العناية المركزة في غزة لكن المستفيد الأكبر هو سكان القطاع عندما يحتاجون إلى رعاية طارئة عالية المستوى لمعالجة الأمراض الخطرة أو إصابات الحرب.

"الهدف الأقصى هو رفع نوعية الرعاية التي يحصل عليها المرضى وتحسين نتائج العلاج وخفض مستوى الوفيات ومدة الإقامة في المستشفيات".