Skip to main content
Gaza: MSF providing care for the victims of the Great March of Return

عام على تظاهرات مسيرة العودة في غزة والاحتياجات لا تزال في تصاعد

لقد تم التخلي عن غزة بشكل كامل تماماً في العام الماضي، حيث تُرك الأشخاص الذين يفوق عددهم 6,500 جريح ممن أطلقت عليهم إسرائيل ‏النار أثناء الاحتجاجات ليلاقوا مصيرهم. والآن ينتظر العديد من هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من جروح معقدة وشديدة – معظمها في الساقين – ‏بآمال شحيحة في الحصول على علاج شامل لإصاباتهم.

وقد تم التخلي عنهم أيضًا من مختلف أفرع السلطات الفلسطينية العالقة في حالة من ‏الجمود السياسي، ذلك أن الاحتياجات الطبية لا تحظى بأولوية على جدول أعمالها، وهو ما تمثل في بحث هؤلاء الأشخاص عن المساعدة في ‏نظام صحي تم تدميره بالحصار الاسرائيلي منذ أكثر من عقد من الزمن.‏

إن الوضع في غزة يفوق القدرة على إدارته من قبل كافة الجهات الموجودة في القطاع المحاصر من النواحي الطبية والمالية والإنسانية، على الرغم ‏من الجهود التي بذلتها فرق وزارة الصحة والجهات الفاعلة الصحية القليلة الأخرى المشاركة في الاستجابة.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد زادت ‏طاقاتها ثلاثة أضعاف في غزة منذ بداية عام 2018، ولكن حجم العمل الملقى على عاتق الفرق يفوق قدرتها العملية، فهذه الجروح ليست بسيطة ‏ولا يمكن خياطتها بسهولة. فقد تم تفجير أجزاء كبيرة جدًا من الساقين وتهشّمت العظام بداخلها.

يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى عدّة عمليات جراحية ‏لتنظيف جروحهم ومساعدتها على الالتئام. فكثيرون منهم مصابون بالعدوى والالتهاب، الأمر الذي يحول دون إجراء الجراحة الترميمية والتي لا ‏تتوفر في أي حال إلا لعدد قليل منهم في غزة.‏

المصابين في غزة خلال تظاهرات مسيرة العودة
عددٌ من المصابين خلال تظاهرات مسيرة العودة الكبرى في غزة ينتظرون في عيادة أطباء بلا حدود لرعاية ما بعد الجراحة. التقطت هذه الصورة في مارس/آذار 2019.
Simon Rolin

قامت فرقنا بفتح أقسام للمرضى المقيمين، وزدنا عدد المتخصصين في فرقنا الجراحية ونقدم العناية للمئات يوميًا في عياداتنا. ومع ذلك، لا نزال ‏نفتقر إلى عدد من الأسرّة اللازمة لعلاج هؤلاء المرضى وكذلك عدد الأطباء الذين يملكون الخبرة اللازمة لعلاج العدوى المقاومة للمضادات الحيوية ‏أو لإجراء العمليات الجراحية المعقدة لربط العظام معًا.‏

إنه من واجب كافة السلطات المسؤولة عن الوضع في غزة اتخاذ إجراء ملموس في سبيل تحسين الوضع القائم هناك، ولكنهم يهملون هذا الواجب ‏بينما لا يزال مصير الآلاف موضع شك. وعلاوة على الخسائر الجسيمة في الأرواح، لا يزال العنف على طول السياج مستمرًا، إذ شهدت الأسابيع ‏الأخيرة تصعيدًا إضافيًا لحالة التوتر في المنطقة.

نحن نعلم تعقيدات الوضع السياسي الحالي، ولكن ينبغي أن تتم تلبية هذه الاحتياجات الصحية. ‏كما أننا نعرب عن خيبة أملنا إزاء عدم اتخاذ أي اجراء من قبل المجتمع الدولي – رغم دعواتنا المتكررة لتقديم الدعم.‏

الخطر هو أن نترك الآلاف ليلاقوا حتفهم: بينما يعانون من الألم، ويضطرون لإجراء عمليات البتر ويعيشون مصابين بإعاقات ستستمر طوال ‏حيواتهم. لن تقتصر هذه التأثيرات على هؤلاء الذين تم إطلاق النار عليهم، بيد أنها ستنتشر في مجتمع أصبح بالفعل على شفا حفرة من الانهيار ‏بسبب الحصار. ناهيك عن المزيد من البؤس الذي يطلّ على شعب محاصر بسلسلة من المشاحنات السياسية التي لا علاقة له بها.‏

المقال التالي
فلسطين
تحديث حول مشروع 24 يناير/كانون الثاني 2019