Skip to main content
Eastern Chad - Daguessa and Goz Aschiye

في شرق تشاد لا يزال الأشخاص الفارون من السودان يواجهون احتياجات لم تتم تلبيتها وسط استجابة محدودة

نجمينا - منذ بداية الحرب في السودان، فر 1.6 مليون شخص من البلاد بحثًا عن الأمان، عبر منهم ما يقدر بنحو 610,000https://dtm.iom.int/reports/chad-sudan-crisis-response-flash-update-28-29-january-2024 شخص إلى تشاد. وبعد مرور عام على ذلك في منطقة سيلا، شرق تشاد، لا يزال نحو 92,000 شخصhttps://reliefweb.int/report/chad/iom-chad-sudan-crisis-response-situation-update-no-28-29-january-2024، معظمهم من العائدين التشاديينhttps://reliefweb.int/report/chad/iom-chad-sudan-crisis-response-situation-update-no-28-29-january-2024، يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر، مما يشكل ضغطًا على الموارد المُجهَدة التي كانت بالكاد تلبي احتياجات المجتمع المضيف.

وفي داغسا وغوز آشيه استقر نحو 50,000 شخص بشكل عفوي، واستمرت احتياجاتهم غير الملباة في الازدياد بسبب محدودية الاستجابة الإنسانية بشكل عام ونقص التمويل، على الرغم من جهود منظمة أطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات.

شرق تشاد - داجيسا وقوز آشيي
صورة لمعسكر قوز آشيا، هنا يعيش الناس تحت ملاجئ من القش وتنخفض درجة الحرارة كثيرًا في الليل ولهذا السبب فإن حالات التهابات الجهاز التنفسي ليست غير شائعة. تشاد، يناير/كانون الثاني 2024.
MSF/Giuseppe La Rosa

وفي هذا الصدد، تقول عليمة وهي لاجئة سودانية فرت ليلًا مع ابنتها والتجأت إلى داغسا، "رأيت الكثير من الأمور تحدث هناك في السودان، مثل النهب. حتى أن بعض المنازل أحرقت بالنار. ورأيت الناس يُقتلون ويُجرحون أمام عيني. حتى على طول الطريق، رأيت أشخاصًا يتعرضون لسرقة كل ما لديهم".

ومثل معظم الناس في داغسا، فإن المساعدة القليلة التي تتلقاها لمعيشتها، لا تكفي بالمرة. ولم تعد لدى الكثير من التشاديين الذين فروا من السودان أي روابط ملموسة تربطهم بالبلد، بالرغم من صلات أسلافهم به. وقد جاؤوا إلى تشاد بحثًا عن الحماية والمساعدة مثل اللاجئين الآخرين.

وفي هذا الصدد، تقول حوا، التي لجأت إلى تشاد، "أنا هنا بمفردي، إذ بقي زوجي في السودان. وقد جئت إلى عيادة أطباء بلا حدود لأن ابني مريض. ينحدر الناس في المخيم من أماكن مختلفة، ولا توجد روابط قرابة بيننا تتيح لي الحصول على المساعدة من أي شخص. ليس لدي بطاقة لاستلام المساعدات الغذائية، فنحن نجمع القش في الأدغال ونبيعه للأهالي للحصول على شيء للأكل". وقد أحيل طفلها إلى مركز داغسا الصحي بعد تشخيص إصابته بالملاريا الحادة والإسهال، حيث يعمل فريق آخر من أطباء بلا حدود على تحقيق استقرار حالة المرضى ذوي الحالات الحرجة.

حاول أطباء بلا حدود ضمان الحد الأدنى من الخدمات الصحية في مخيم غوز آشيه، لكنها لا تكفي للتخفيف من الاحتياجات الإنسانية الضخمة التي نراها في المخيم. غومسو محمد أباديدا، مسؤول التوعية الصحية في مشروع طوارئ أطباء بلا حدود في منطقة سيلا

في قرية غوز آشيه، يشارك السكان مواردهم القليلة مع الوافدين الجدد، لكن الطعام لا يزال شحيحًا. فالتوزيعات في هذه المنطقة لا تكفي لتغطية احتياجات جميع السكان، وغالبيتهم من التشاديين الذين عادوا إلى البلاد منذ بداية النزاع في السودان.

وفي هذا الصدد، يقول مسؤول التوعية الصحية في مشروع طوارئ أطباء بلا حدود في منطقة سيلا، غومسو محمد أباديدا، "أخبرتني إحدى النساء أن أطفالها لم يأكلوا أي شيء لمدة أربعة أيام. فكيف يمكن التحدث إلى شخص يموت من الجوع عن الصحة والوقاية؟".

ويضيف، "في عام 2023، تم قبول 1,563 مريضًا، جميعهم دون سن الخامسة، في برنامج التغذية التابع لأطباء بلا حدود في سيلا بسبب سوء التغذية الحاد. إذ يعاني نحو 500 طفل من سوء التغذية الشديد ونحو 1,063 طفلًا من سوء التغذية المعتدل. يُضعف سوء التغذية الحاد الجهاز المناعي ويزيد من تعرض الناس للأمراض المعدية، ما يسلط الضوء على أهمية الرعاية الصحية للوقاية من الاعتلال الشديد نتيجة لذلك. تحاول أطباء بلا حدود ضمان الحد الأدنى من الخدمات الصحية في مخيم غوز آشيه، لكنها لا تكفي للتخفيف من الاحتياجات الإنسانية الضخمة التي نراها في المخيم". 

شرق تشاد - داجيسا وقوز آشيي
تم حفر بئر بالقرب من القرية لتزويد الأهالي بمياه الشرب النظيفة. تشاد، في يناير/كانون الثاني 2024.
MSF/Giuseppe La Rosa

منذ مايو/أيار 2023، يدير فريق أطباء بلا حدود عيادة متنقلة ثلاثة أيام في الأسبوع وخيمتين لتحقيق استقرار حالات المرضى بسعة 10 أسرّة في مركز داغسا الصحي. ثم تتم إحالة المرضى الذين يحتاجون رعاية ثانوية إلى مراكز طبية أكثر تخصصًا. وتدير منظمة أطباء بلا حدود أيضًا عيادات متنقلة في أندريسا وغوز آشيه، حيث تجري الفرق 200 و300 استشارة أسبوعيًا في المتوسط، وتشخص التهابات الجهاز التنفسي والإسهال والملاريا، بالإضافة إلى العديد من حالات سوء التغذية الحاد الشديد لدى الأطفال دون سن الخامسة.  

ومن أجل تحسين ظروف النظافة وتوفّر مياه الشرب، قامت الفرق أيضًا ببناء العديد من الآبار وبدأت نقل المياه بالصهاريج. ومع ذلك، لا يزال توفّر مياه الشرب دون الحد الأدنى من المعيار البالغ 15 إلى 20 لترًا في اليوم؛ ولا يحصل معظم الناس في داغسا إلا على 6 لترات فقط. وإذا ما أضفنا الظروف المعيشية غير المستقرة، فإن هذا الوضع يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية.

وفي هذا الصدد، يوضح رئيس بعثة أطباء بلا حدود في تشاد، خطاب محيي، "لا تزال الاستجابة الإنسانية في هذه المنطقة النائية غير كافية بسبب نقص التمويل وعدم كفاية المنظمات على الأرض، مما يؤدي إلى إبطاء تسليم المساعدات اللازمة للنازحين. وحتى قبل الأزمة السودانية، كان شرق تشاد يواجه  انعدام الأمن الغذائي المزمن أساسا. ويشكل تدفق اللاجئين السودانيين والتشاديين الذين عادوا خلال العام الماضي، فضلًا عن الاحتياجات المتزايدة الناتجة عن ذلك، ضغطًا على موارد البلاد المحدودة للغاية والبنية التحتية الصحية الهشة".

تدير فرق أطباء بلا حدود عيادة متنقلة في غوز آشيه وداغسا (منطقة سيلا) حيث لجأ نحو 50,000 شخص بعد فرارهم من السودان. وتجري فرق أطباء بلا حدود ما متوسطه 620 استشارة أسبوعيًا وحوالي 200-300 استشارة في المتوسط لغوز آشيه وداغسا فقط، وحوالي 300 استشارة خلال 4 أيام من العيادات المتنقلة وتعالج الأشخاص من إصابات عدوى الجهاز التنفسي والإسهال والملاريا والعديد من حالات سوء التغذية الحاد الشديد بين الأطفال.  

تحيل عيادة أطباء بلا حدود في داغسا والعيادات المتنقلة المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة إلى المراكز الطبية المناسبة. أحد هذه المراكز هو مركز داغسا الصحي حيث يوجد لدى أطباء بلا حدود خيمتان لتحقيق استقرار حالات المرضى بسعة 10 أسرّة. وإذا كانت الحالات تتطلب النقل إلى مستشفيات متخصصة، فإن منظمة أطباء بلا حدود تغطي تكاليف الإحالة والاستشفاء والغذاء والنقل.

في عام 2023، عالج مشروع الطوارئ التابع لأطباء بلا حدود في منطقة سيلا ما مجموعه 500 طفل من سوء التغذية الحاد الشديد و1,063 طفلًا من سوء التغذية الحاد المعتدل؛ وقام بتطعيم 1,299 طفلًا ضد الحصبة، وأحال 120 مريضًا إلى مستشفيات في المنطقة.

    المقال التالي
    تشاد
    تحديث حول مشروع 16 أغسطس/آب 2024