يفرّ آلاف الأشخاص كلّ عامٍ من العنف وانعدام الأمن والاضطهاد في بلادهم، ويخوضون رحلة محفوفة بالمخاطر عبر شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا، حيث يفقد الكثيرون حياتهم في هذه الرحلة.
أدّت السياسات الأوروبية في عام 2015 إلى تدهور كبير في أزمة اللاجئين
سيبقى عام 2015 محفوراً في الذاكرة على أنه عام الفشل الأوروبي في تحمل المسؤولية والاستجابة للاحتياجات الطارئة لمساعدة وحماية أكثر من مليون رجلٍ وامرأةٍ وطفل. ولم يقتصر الأمر على الفشل الجماعي الكارثي للاتحاد الأوروبي والحكومات الأوروبية في تلبية الاحتياجات الطبية والإنسانية الطارئة للاجئين والمهاجرين الواصلين إلى الحدود الأوروبية الداخلية والخارجية، ولكن سياساتهم وأفعالهم ساهمت بشكل فعال في تدهور ما يسمى "أزمة اللاجئين" وصحة وسلامة الذين فرّوا من بلادهم.
إن السياسات الأوروبية التقييدية تضع واحدةً من أضعف المجموعات البشرية في خطر أكبر، وتسبب لهم المزيد من المعاناة، وهم يخاطرون بكل شيء في محاولة الوصول مع عائلاتهم إلى برِّ الأمان. لذلك تتحمل الدول الأوروبية (ودول العبور) مسؤولية وضع سياسات تضمن حق طلب اللجوء، وتحترم الحقوق الأساسية والكرامة البشرية.
لن يتوقف الناس عن المخاطرة بحياتهم في أيدي المهربين طالما أن البدائل الآمنة غير مُتاحة
هناك القليل من الطرق الآمنة التي يستطيع الناس من خلالها الحصول على الحماية والأمان والحياة الأفضل. ومع إغلاق الحدود البرية الأوروبية اضطر الناس للجوء إلى مهربي البشر وقواربهم الهشّة المكتظّة لعبور البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة. وقد بلغ عدد الوصلين إلى اليونان من تركيا عبر البحر 143,205 أشخاص بحلول 13 مارس/آذار، وهذا يجعل العدد الإجمالي للواصلين إلى الجزر اليونانية منذ 1 يناير/كانون الثاني 2015 قرابة مليون شخص.
أمّا المتوسط اليومي للواصلين في شهر مارس/آذار والذي بلغ 1,400 شخص فهو عشر أضعاف المتوسط اليومي في الشهر نفسه من العام السابق. وعلى الرغم من قِصر المسافة بين الشاطئين، إلا أن بحر إيجة أصبح أكثر الطرق فتكاً بمن يحاولون الوصول من تركيا إلى اليونان، أمّا في البحر الأبيض المتوسط فقد سُجّلت 440 حالة وفاة حتى اليوم.
عمليات البحث والإنقاذ ليست حلّاً للوضع الراهن
لا توجد بدائل شرعية وآمنة ولكن يجب أن يتم توزيع الموارد بما يكفي لتفادي فقدان المزيد من الأرواح.
وتبقى الدول الأوروبية مسؤولةً ومُلزّمة بتوفير الموارد العملية والمناسبة لإنقاذ الأرواح في البحر. ولهذا أصبح من الجوهري وجود آلية عمل خاصّة تضمن القيام بعمليات البحث والإنقاذ في البحر المتوسط بشكل فعّال، وتضع إنقاذ حياة الناس هدفاً أسمى لها، حيث أنّ أعداد الواصلين ستزداد بشكل مؤكد في الأشهر القادمة.
ويجب على الاتحاد الأوروبي أن يضمن وجود آلية بحثٍ وإنقاذٍ مناسبة عندما تزداد الأعداد، كما لا يجب أن تكتفي السياسات الأوروبية بملاحقة مهربي البشر الذين يُعتبرون من نتائج غياب الطرق الشرعية الآمنة، بل عليها التركيز على الحاجة الملحة لتوفير الدعم المنقذ للحياة والمساعدة الإنسانية المناسبة لمن يخاطرون بحياتهم بحثاً عن الأمان والمستقبل الأفضل.
كما أن التدخل الأخير لحلف شمال الأطلسي وتسيير سفنه في بحر إيجة لاعتراض قوارب اللاجئين والمهاجرين هو إشارة مثيرة للقلق على التركيز الأوروبي على الاستجابة العسكرية، وهو ليس الاستجابة الملائمة لمساعدة وحماية الهاربين بحياتهم.
العواقب الإنسانية لإغلاق الحدود
يعيش آلاف المسافرين حالةً من التوتر الهائل والظروف الخطيرة التي رتّبتها القرارات المتسرعة بإغلاق الحدود وغياب التنسيق بين مختلف الدول الأوروبية. وقد وثّقت منظمة أطباء بلا حدود التأثير المتعاظم لإغلاق الحدود: ففي كل مرة يتم فيها ذلك يتوقف آلاف الناس عن الحركة ويصبحون عالقين في مناطق حدودية، ولا يحصلون على الدعم الإنساني أو ما يكفي منه، والأخطر من ذلك هو أنهم يضطرون للجوء إلى مهربي البشر وطرقهم المحفوفة بالمخاطر.
لقد كان السماح بعبور منطقة البلقان أوّل استجابة واقعية على فشل نظام اللجوء الأوروبي وعجز اليونان عن توفير الحماية والدعم. ولكن الأسابيع الأخيرة شهدت قراراً مفاجئاً بإغلاق ما يسمى طريق البلقان دون أيّ اعتبارٍ لحماية الناس أو احتياجاتهم الطبية أو إيوائهم، وهو ما يظهر مرةً أخرى عجز أوروبا ودول غرب البلقان عن توفير حلول إنسانية واضحة لاحتياجات الباحثين عن الأمان والحماية.
وعلى خلاف ما تدّعيه الحكومات، فإن إقامة سياجٍ فاصلٍ على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في السنوات الماضية لم يؤدِّ إلى خفض أعداد من يحاولون الوصول إلى أوروبا وطلب الحماية فيها، ولكنه عرّض الناس لمخاطر أكبر بعبور البحر بدلاً من الطرقات البريّة الآمنة وأجبرهم على اللجوء إلى مهربي البشر. ولأن مراكز الاستقبال وإجراءات اللجوء في اليونان، وهو بلد الدخول الرئيسي، غير فعّالةٍ ولا تلبي المعايير المطلوبة، فإن إغلاق طريق البلقان واحتجاز آلاف الناس في اليونان يشكل مصدر قلقٍ كبير لمنظمة أطباء بلا حدود التي تدرك وجود أزمة إنسانية أكبر ستتكشّف ملامحها قريباً.
لا تقبل الدول الأوروبية سوى حصة صغيرة من العدد الإجمالي للنازحين
يعيش معظم النازحين في العالم إما في مناطق أخرى في بلدانهم أو في بلدان مجاورة، ولا يحصل سوى القليل منهم على حق اللجوء في بلدان أخرى. فعلى سبيل المثال، أجبر النزاع المستمر ما يقارب 12 مليون سوري على النزوح، حيث نزح منهم ثمانية ملايين داخل سوريا بينما لجأ أربعة ملايين آخرين إلى دول الجوار التي أصبح العديد منها مكتظّاً (واحد من كل أربعة يعيشون في لبنان هو لاجئ سوري). ولم يصل سوى مليون لاجئ إلى أوروبا، أي أقلّ من 2 في المئة من عدد السكان، ويجب على أوروبا أن تتبنى سياسات لجوء أكثر إنسانية دون تأخير.
سياسات ضبط الحدود الخارجية في دول العبور وبلدان المنشأ ليست الحلّ الأوروبي الملائم لأزمة اللاجئين
يؤدي تطبيق اتفاقيات التعاون في مجال الهجرة بين الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء مع بلدان أخرى إلى عواقب إنسانية غير مقبولة تشمل مستويات مرتفعة من العنف وغياب أكبر لقانون وحق اللجوء.
تعتبر الاتفاقية المقترحة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، والتي تقدَّم على أنها "الحل الأمثل" للأزمة الحالية، مثالاً فاضحاً على هذه المقاربة الخطيرة. وفي غياب تدابير الحماية الفعالّة لضمان المعاملة العادلة، وكرامة وسلامة وحماية اللاجئين والمهاجرين، فإن الانتهاكات ستستمر بحقهم وستزداد سوءاً مع سياسات ضبط الحدود الخارجية.
الحاجة الملحّة إلى العبور الآمن
إنَّ توفير العبور الآمن هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياة هؤلاء الناس وتخفيف معاناتهم وذلك من خلال:
- توفير معابر آمنة وشرعية لطالبي اللجوء بسرعة، وبالأخصّ السماح لهم بطلب اللجوء على الحدود الخارجية البريّة بما في ذلك منطقة ايفروس الحدودية بين اليونان وتركيا. ويشمل ذلك أيضاً التطبيق الأوسع لخطط الدخول الشرعي، كلمِّ الشمل، وتأشيرات الدخول الإنسانية، وتبسيط متطلبات تأشيرة الدخول والنقل وإعادة التوطين.
- فتح معابر شرعية للهجرة لتقليل اللجوء إلى الهجرة غير الشرعية ومهربي البشر.
- وضع آلية فعّالة للبحث والإنقاذ في البحر، تقوم على البحث الاستباقي عن القوارب المنكوبة في نطاق نقاط المغادرة، إضافةً إلى وضع إجراءات لاستقبال الواصلين في نقاط الوصول المحددة، كظروف الاستقبال الملائمة والرعاية الطبية وتقييم الوضع.
- الاستفادة من عملية الاستقبال حسب معايير الاتحاد الأوروبي بدلاً من تطبيق الإجراءات الرادعة فقط.
- أن تستبدل أوروبا مقاربة رفع الأسوار بمقاربة الاستقبال التي تلبي الاحتياجات والمتطلبات الخاصة لمن يَصلون إلى حدودها وخصوصًآ الاحتياجات الطبية والصحة النفسية.
- العمل أكثر على خطط إعادة التوطين وفتح معابر آمنة داخل الاتحاد الأوروبي في غياب نظام لجوءٍ أوروبيٍ مشتركٍ فعّال.
- وضع حد لأعمال العنف والإساءة التي تقوم بها سلطات الدول الأوروبية.
- أنشطة منظمة أطباء بلا حدود في أوروبا – خارطة تفاعلية – باللغة الانكليزيّة
كيف تقدّم منظمة أطباء بلا حدود المساعدة؟
تعمل منظمة أطباء بلا حدود مع المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط منذ خريف 2002، حيث بدأت العمل في مخيم لامبيدوسا للاستقبال بتطبيق برنامج يركّز على الفرز الطبي لطالبي اللجوء، كما تعمل مع الناس في العديد من البلدان التي فرّوا منها قبل ذلك بكثير.
منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط
اتخذت منظمة أطباء بلا حدود في شهر مايو/أيار 2015 قراراً غير مسبوق بإطلاق عمليات البحث والإنقاذ في قلب البحر البيض المتوسط. ومع نهاية عام 2015، كانت المنظمة قد أنقذت أكثر من 20,129 شخصاً وساعدت 3,000 شخص آخر عبر سفن بوربون أرغوس وديغنيتي آي وماي فينكس.
ومع تناقص أعداد الواصلين من ليبيا وازدياد إمكانات البحث والإنقاذ في قلب البحر الأبيض المتوسط، اتخذت المنظمة قرارها بالإبقاء على جهوزية طواقمها في قلب المتوسط في ديسمبر/كانون الأول 2015، وهي مستعدة للتدخل عندما يفشل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في حماية حياة آلاف الرجال والنساء والأطفال الذين تتوقع المنظمة أن يفرّوا من شمال إفريقيا إلى أوروبا في الأشهر القادمة.
بحر إيجة
مع استمرار توافد أعداد كبيرة من تركيا إلى الجزر اليونانية، وسوء الأحوال الجويّة، أطلقت منظمة أطباء بلا حدود أنشطة إنقاذ في بحر إيجة قبالة جزيرة لسبوس بالتعاون مع منظمة غرينبيس العالمية.
وقد نفّذت منظمتا أطباء بلا حدود/غرينبيس 355 عملية تدخّل ساعدت في إنقاذ أكثر من 17,800 شخص بين 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 و21 فبراير/شبط 2016. وتعتبر عمليات الانقاذ في قلب المتوسط وبحر إيجة مجرد تدبيرٍ مؤقت لتقليل الخسائر في الأرواح ولكنها ليست الحل النهائي.
وبالإضافة إلى ذلك، تدير منظمة أطباء بلا حدود مشاريع دعم للمهاجرين على اليابسة في 6 بلدان:
تونس
تعمل منظمة أطباء بلا حدود مع الصيادين في جرجيس في تونس وتدربهم على عمليات البحث والإنقاذ، حيث يعتبر الصيادون خطَّ الاستجابة الأول عندما تتعرض قوارب المهاجرين لمشكلة ما في مناطق الصيد الخاصة بهم، وقد تم تزويدهم بالمواد والتدريب اللازم لمساعدتهم في هذه المهمة. كما قدمت المنظمة التدريب للهلال الأحمر التونسي والليبي للتعامل مع الجثث الغارقة.
إيطاليا
بلغ العدد الإجمالي للواصلين إلى إيطاليا في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2016 نفس العدد تقريباً من الواصلين في السنوات السابقة (10,164 في عام 2015 و9,495 في عام 2016). وكان أغلب المهاجرين على القوارب من نيجيريا بشكل رئيسي، والتي تعتبر بلد المنشأ إلى جانب غامبيا وغينيا والسنغال. ونتيجةً لإغلاق الحدود المقدونية على طول طريق البلقان، يتم الحديث عن بديلٍ للأشهر المقبلة وهو إعادة فتح معبر ألبانيا-أبوليا البحري، وهو ما قد يؤثر على أعداد الواصلين إلى مناطق جنوبية أخرى مثل صقلية.
وفي إيطاليا التي اعتادت على استقبال القادمين عبر البحر، يتعرض نظام استقبال اللاجئين والمهاجرين الجدد إلى ضغطٍ كبير، وقد أضاءت منظمة أطباء بلا حدود بشكل متكرر على مواطن النقص في نظام الاستقبال الإيطالي خلال أشهر من المفاوضات مع السلطات وفي تقريرٍ قدمته مؤخراً إلى لجنة برلمانية إيطالية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.
ومع نهاية عام 2015، أوقفت منظمة أطباء بلا حدود أنشطتها الطبية في مركز بوزالو للاستقبال في صقلية نتيجة الظروف غير المقبولة كالإزدحام ونقص حماية الأشخاص الضعفاء وعجز فرق المنظمة عن تقديم أي إضافات في قلب بنيةٍ غير صالحةٍ أساساً.
روما: أطلقت منظمة أطباء بلا حدود في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015 مشروعاً لإعادة التأهيل الطبّي لطالبي اللجوء الذين كانوا ضحايا للعنف وذلك بالتعاون مع منظمة أطباء مناهضين للتعذيب الإيطالية التي تملك خبرة طويلة في إعادة تأهيل ضحايا التعذيب، وجمعية الدراسات القانونية حول الهجرة التي تضم خبراء في الدعم القانوني للمهاجرين وطالبي اللجوء. وتعبر نيجيريا ومالي وأفغانستان وغانا وغامبيا ومصر دول المنشأ الرئيسية للمستفيدين من هذا المشروع. وبالإجمال، فقد حصل 39 شخصاً من 15 بلداً على المساعدة عبر أكثر من 340 استشارة فردية. كما تم افتتاح مركز في قلب المدينة لمعالجة مصابي بالصدمات، وسيبدأ العمل فيه في شهر أبريل/نيسان 2016 وسيكون قادراً على استيعاب 30 شخصاً.
قررت منظمة أطباء بلا حدود مؤخراً أن تبدأ عمليات تصوير القلب بالموجات الصوتية والتي تهدف إلى تحديد المصابين بداء القلب الروماتيزمي بين المهاجرين في روما، مع التركيز على مجموعات محددة من المهاجرين الذين يعيشون في مواقع غير رسمية. يُنفَّذ هذا المشروع الذي بدأ قبل شهر واحد بالتعاون مع المعهد الوطني لتعزيز صحة السكان المهاجرين ومحاربة الفقر والأمراض المرتبطة به، وقسم طبّ القلب في مستشفى جامعة روما تور فيرغاتا.
غوريزيا: تعمل منظمة أطباء بلا حدود في مدينة غوريزيا الشمالية على الحدود مع سلوفينيا، وهي تقدّم الرعاية الطبية والمأوى والمساعدة الأوليّة لمئات طالبي اللجوء الذي يتم إقصاؤهم من نظام الاستقبال الرسمي. ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2015، قامت المنظمة بتركيب 25 مقصورة شحن لإيواء 96 شخصاً، وقد كانت مرافق الاستقبال كافية للاستجابة لاحتياجات الاستقبال المحلية، حيث تم تخصيص كل الأماكن الشاغرة ولم يعد هناك مُتسعٌ للمزيد. ويعتبر هذا حلّاً مؤقتاً لاستقبال الوافدين وتوفير المأوى ومرافق النظافة العامة إضافة إلى المسح الطبي لتحسين ظروف معيشتهم.
وقد أجرى فريق المنظمة منذ بداية المشروع ما يقارب 450 مراجعة ومسح طبيّ بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي والسلطات الصحية المحلية. وقد أمضت الأغلبية الساحقة من المهاجرين من شهر إلى 3 أشهر على طريق البلقان ودول أوروبية أخرى كالنمسا قبل الوصول إلى إيطاليا. ويعاني 9 في المئة تقريباً من طالبي اللجوء من وصمة العار أو صدمات مرتبطة بالحرب أو العنف أو حوادث وقعت في بلدانهم الأصلية أو على طريق الرحلة وقد يكون الرقم الحقيقي أكبر بكثير على الأرجح.
وللتعامل مع احتياجات المرضى وتزويدهم بالمعلومات القانونية حول إجراءات اللجوء، قامت منظمة أطباء بلا حدود بتنظيم دورات تدريبية بحضور ممثل قانوني ووسيط ثقافي متخصص، بالشراكة مع منظمة المجلس الإيطالي غير الحكومية للاجئين ومكتب الدعم القانوني من كاريتاس.
كما تدعم المنظمة في أوديني الممثلين المحليين الذين يقدمون المأوى والمساعدة الطبية للمهاجرين وطالبي اللجوء. ويهدف المشروع بشكل أساسي إلى وضع وتطبيق نموذج الاستقبال الأوليّ الذي سيشمل كل الممثلين القانونيين الذين يتعاونون في مختلف نواحي الاستقبال. وتعمل المنظمة حالياً مع السلطات المحلية لتنظيم عملية تسليم مركز الرعاية والأنشطة الطبية التي يجب أن تستمر بعد مغادرتها.
اليونان
تقدم منظمة أطباء بلا حدود خدمات الرعاية والمأوى والنظافة والمياه وتوزيع المواد الإغاثية على اللاجئين والمهاجرين الذين يصلون إلى جزر الدوديكانيز وجزر لسبوس وساموس وأغاثونيسي، وفي أثينا ومعبر إدوميني الحدودي مع مقدونيا. كما وزّعت المنظمة (مواد التدفئة والخيام والأطعمة المقوّية والملابس الشتوية والأغطية) على المتطوعين في اليونان لدعم عملهم مع اللاجئين.
وقد شهد اليونان عام 2015 أعداداً غير مسبوقة من الوافدين، حيث بلغ عددهم مع نهاية العام 856,723 شخص، وكان معدل الوفيات 10 أشخاص يومياً على طريق الرحلة إلى أوروبا. كما وصل إلى اليونان 143,205 شخص حتى تاريخ 13 مارس/آذار 2016، ومات أكثر من 400 شخص أو فُقدوا على الطريق.
شهدت الأسابيع الماضية تطبيق إجراءات أشدّ صرامة من قبل الدول الواقعة على طريق البلقان، ما أدى إلى احتجاز الآلاف في إدوميني في اليونان، فالحدود بين اليونان ومقدونيا مغلقة بالكامل في وجه الجميع ولا يسمح لأي شخص بعبورها، ومع هذا الإغلاق النهائي لطريق البلقان الرئيسي للهجرة نحو أوروبا الغربية، أصبح ما يقارب 45,570 شخصاً عالقين في مختلف أنحاء اليونان، حيث يوجد 12,000 في إدوميني، و10,000 على الجزر، و11,000 في أثينا و12,000 في بقية مناطق البر الرئيسي اليوناني.
وقد وصلت اليوم كل أماكن الاستقبال المخصصة لطالبي اللجوء في البلاد إلى أقصى طاقتها الاستيعابية، سواء الفنادق أو الشقق أو المراكز أو الأبنية المهجورة أو المخيمات. ومنذ بداية مارس/آذار، وصل أكثر من 7,874 شخص إلى الجزر اليونانية، بمعدل 1,500 شخصٍ يومياً، وتشكل النساء والأطفال 59 في المئة من الوافدين حسب إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
كوس/ليروس: لم تكن جزيرتا كوس وليروس تملكان أي بنىً تحتية للإستقبال طيلة عام 2015، وقد بدأ العمل أخيراً لبناء مرافق للاستقبال ولكنّه لم ينته بشكل كامل في كلا الجزيرتين.
أقامت منظمة أطباء بلا حدود بعض الخيام في جزيرة كوس لتأمين مأوى إضافي عندما يمتلئ مركز الاستقبال، وذلك في موقف السيارات في المنتزه الأثري على الجزيرة. كما توزع المنظمة الأغطية والمياه وتدير عيادات طبية تضمّ أخصائيين نفسيين. أما في ليروس، فتوفر المنظمة المأوى ومرافق النظافة العامة لاستضافة الناس الذين تم إحضارهم إلى الجزيرة لتسجيلهم من جزيرة فارماكونيسي العسكرية المجاورة، كما تقيم أنشطة طبية وتوزع المياه والمواد غير الغذائية.
وتجُري فرق المنظمة عمليات مسحٍ لتحديد المجموعات الأكثر ضعفاً كالنساء الحوامل والقاصرين وكذلك المحرومين من الخدمات الأساسية، وتقدم لهم الاستشارات الطبية والدعم الصحي النفسي. وقد قدمت فرق المنظمة في كوس وليروس منذ بداية يناير/كانون الثاني 919 استشارة طبية في كوس، و1,971 استشارة في ليروس. كما أجرى الأخصائيون النفسيون في الفترة نفسها 48 جلسة استشارة فردية و265 جلسة جماعية بمشاركة 1,370 شخص.
لسبوس: تعمل منظمة أطباء بلا حدود على جزيرة لسبوس منذ يونيو/حزيران 2015، وقد وصل 83,475 شخص إلى الجزيرة حتى تاريخ 13 مارس/آذار، 92 في المئة منهم من سوريا والعراق وأفغانستان. وتقدم المنظمة في مخيم موريا الاستشارات الطبية والدعم النفسي وتوزّع المواد الإغاثية وتنفذ أنشطة في مجال المياه والتعقيم. أما في شمال الجزيرة، فتدير المنظمة أنشطة بالشراكة مع منظمة غرينبيس، وتنظم عملية نقل الوافدين الجدد من الشمال إلى المخيمات في الجنوب حيث تقوم السلطات اليونانية بتسجيل اللاجئين.
وتشغّل المنظمة بشكل وسطي من 10 إلى 14 حافلة يومياً، إضافة إلى سيارتي إسعاف لإحالة الوافدين الجدد، حيث تقوم بنقل 185 شخص يومياً حتى الآن منذ بداية 2016، وقد نقلت 12,952 وافداً جديداً حتى تاريخ 13 مارس/آذار. كما أنشأت المنظمة مخيم عبور في مانتامادوس لاستقبال الوافدين إلى شمال الجزيرة حيث تقدم المأوى، والإجراءات الطبية اللازمة، ومنطقة لعبٍ للأطفال و"مساحة آمنة للأمهات"، وتقدم أيضاً الطعام والمياه والأغطية.
عالجت فرق المنظمة التي تقدم الرعاية الطبية للاجئين والمهاجرين في مخيم موريا ومرفأ ميتيليني العديد من الحالات المرضيّة المرتبطة بالظروف المناخية في الشتاء، كعدوى الجهاز التنفسي إضافة إلى الإصابات المرتبطة بالرحلة. وقد قدمت فرق المنظمة منذ بداية يناير/كانون الثاني 8,372 استشارة طبية، وقدّم الأخصائيون النفسيون المساعدة لـ 149 شخصاً عبر الجلسات الفردية، وأجروا 133 جلسة جماعية بمشاركة 589 شخصاً.
إدوميني: أدى الإغلاق الكامل لطريق البلقان في الأيام الماضية إلى احتجاز آلاف اللاجئين والمهاجرين في إدوميني على الحدود اليونانية مع مقدونيا. وتدير منظمة أطباء بلا حدود عيادات طبيّة، وتوزّع المواد الإغاثية وتقدم المأوى والمياه وخدمات النظافة، حيث أنّ مخيم إدوميني مجهّز كنقطة عبور وليس مهيئاً لاستقبال أعداد كبيرة من الناس لفترات طويلة.
وقد زادت الأمطار الوضع سوءاً، حيث يوجد في المخيم 10,000 شخص أكثر من ثلثهم من الأطفال و20 بالمئة منهم دون سن الخامسة. وقدمت فرق المنظمة أكثر من 4,000 استشارة طبية في الأسبوعين الأخيرين لحالات عدوى الجهاز التنفسي والتهابات المعدة والأمعاء الناجمة عن ظروف المأوى وانعدام النظافة والطقس البارد.
ومع استمرار هذه الأمراض دون تغيير في الأسابيع الأخيرة في إدوميني، لاحظت فرق المنظمة زيادةً ملحوظة في أعداد الناس الأكثر ضعفاً والذين يبحثون عن الرعاية الطبية، حيث ازدادت أعداد الرضّع، والأمهات في مراحل الحمل الأخيرة، والمصابين بإعاقات جسدية أو نفسية وأمراض مزمنة، والذين يحتاج معظهم إلى العلاج الطبي.
إنّ التعامل مع الزيادة الهائلة في أعداد الوافدين إلى إدوميني والاستجابة لاحتياجاتهم هو تحدٍّ في غاية الصعوبة، وقد ساعد فريق من الأخصائيين الميدانيين في منظمة أطباء بلا حدود على توسيع القدرة الاستيعابية للمخيم، حيث أصبح يمتلك الآن 13 قاعة إيواء مزوّدة بالتدفئة، وعشرات الخيام بمساحة 45 متراً مربعاً لاستيعاب ما يقارب 2,500-3,000 شخص.
كما قامت المنظمة خلال الأسبوع الأخير بتوزيع 24,000 شطيرة، و11,000 وجبة ساخنة، و2,000 غطاء و3,700 معطف مطريّ بشكلٍ يومي بدعمٍ هام من بقية الأطراف العاملين على الجزيرة.
يقيم العديد من اللاجئين والمهاجرين أيضاً في محطة الوقود التي تبعد 20 كيلومترٍ عن المخيم. وقد أقامت المنظمة 9 خيام مزوّدة بالتدفئة بمساحة 45 متراً مربعاً في محطّة الخدمة، وعيادةً متنقلة ومراحيض مؤقتة، كما قامت بتوزيع الأغطية والطعام والمياه. وعالجت فرق المنظمة على مدى الأشهر الأربعة الأخيرة أعداداً متزايدة من المرضى الذين يعانون من إصابات ناجمة عن السلوك العنيف حيث قالوا أنهم تعرضوا للضرب على يد الشرطة في مقدونيا.
وقدمت الفرق الطبية 3,865 استشارة طبية في مخيم إدوميني للعبور ومحطة الوقود من 1 حتى 12 مارس/آذار 2016، حيث تركز معظمها على عدوى الجهاز التنفسي (المرتبطة بظروف الإيواء السيئة – 54 في المئة)، والتهابات المعدة والأمعاء (الناجمة عن عدم توفر مرافق مناسبة للنظافة العامة – 12 في المئة). كما أجرى الأخصائيون النفسيون في المنظمة 149 جلسة فردية و174 جلسة جماعية بمشاركة 2016 شخص منذ بداية يناير/كانون الثاني.
وبالإضافة إلى ذلك، سمعت فرق المنظمة الكثير من القصص عن أشخاص تعرضوا للضرب على يد الشرطة في مقدونيا بعد الإمساك بهم وهم يحاولون العبور بشكل غير شرعي، حيث عالجت الفرق عدداً من الإصابات المرتبطة بالسلوك العنيف ولكن المنظمة لا تستطيع تأكيد هوية الفاعل.
ساموس: ساموس هي الجزيرة الثانية من حيث الأهمية بعد جزيرة لسبوس بالنسبة للاجئين الذين يعبرون من تركيا، حيث يقدم لهم فريق المنظمة الإغاثة الأوليّة عندما يصلون، ثم يقوم بنقلهم إلى مدينة فاثي حيث تتم إجراءات التسجيل في مرفأ المدينة. كما تقدم المنظمة الرعاية الجسدية والنفسية في المرفأ حيث يقتصر الحق في المأوى على جنسيات محددة دون غيرها، وبالأخص السوريين والعراقيين.
وتدير المنظمة في عطلة الأسبوع عيادة متنقلة قرب مركز المسح شمال فاثي حيث ينتظر الناس لأيام وأسابيع بانتظار اكتمال إجراءات التسجيل، كما قامت بتوزيع 300 خيمة في الأسبوعين الماضيين. ويُنظّم الأخصائيون الاجتماعيون عملية إحالة الأشخاص الأكثر حاجةً إلى المستشفيات ويوفّرون المترجمين. وكذلك بدأت المنظمة بتقديم الدعم لصيادي الأسماك المحليين للقيام بعمليات بحث حول الجزيرة.
أغاثونيسي: تستقبل منظمة أطباء بلا حدود الواصلين إلى جزيرة أغاثونيسي قرب ساموس، وتقدم لهم الرعاية الطبية والمأوى عند وصولهم.
كورينثوس: بدأت منظمة أطباء بلا حدود في فبراير/شباط تقديم الرعاية الطبية في مركز الاعتقال في كورينثوس للأشخاص الأكثر حاجةً من أصل 4,369 شخصاً في المركز، حيث جاء معظمهم من شمال إفريقيا وأصبحوا عالقين في اليونان ولا يستطيعون إكمال الرحلة إلى أوروبا. وتخطط فرق المنظمة لزيارة كورنيثوس مرتين أسبوعياً لتقديم الاستشارات الطبية في مركز الاعتقال.
أثينا: أطلقت منظمة أطباء بلا حدود في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014 مشروعاً لإعادة التأهيل الطبي للمهاجرين وطالبي اللجوء في أثينا والذين عانوا من العنف الممنهج في بلدانهم الأم، أو خلال رحلتهم أو في اليونان. وتعمل المنظمة مع شريكين محليين هما مركز بابل للصحة النفسية والمجلس اليوناني للاجئين، حيث تقدم المساعدة الطبية النفسية، والعلاج النفسي، والدعم القانوني والاجتماعي والنفسي الذي يهدف إلى إعادة تأهيل ضحايا العنف.
وقد تلقّى 164 شخصاً من 33 بلداً المساعدة عبر 2,500 استشارة فردية. وستتم إعادة إطلاق المشروع قريباً بإمكانات أكبر للوصول إلى مناطق أكثر، استجابةً للاحتياجات المتزايدة الناشئة عن تغير السياق: حيث تمُضي الأعداد المتزايدة من اللاجئين والمهاجرين فتراتٍ أطول في أثينا بعد إغلاق "طريق البلقان".
تزداد أعداد العالقين في أثينا نتيجة الإغلاق الكليّ لطريق البلقان في الأيام القليلة الماضية، حيث يوجد 9,000 شخص في العاصمة اليونانية وجوارها، كما أنّ إمكانات الاستضافة محدودة على الرغم من إشادة مواقع إيواء جديدة في أثينا ومناطق أخرى من البلاد. كما يوجد 4,000 شخص يعيشون في ظروف مزرية في المدخل الغربي لمطار ايلينيكو الذي تم تحويله إلى مخيم للمهاجرين.
ويتم نقل الناس بشكل تدريجي من مرفأ بيرايوس إلى مواقع أخرى، ولكن الوضع يبقى دون تغيير مع التوافد اليومي للمهاجرين واللاجئين إلى الجزر. ويوجد نحو 300 شخص في منطقة الانتظار في المرفأ وهم ينامون في خيام صغيرة في الخارج. وتقدم منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الطبية والنفسية إضافةً إلى الطعام والأغطية في مركز العبور في المرفأ حيث يقع مركز التسجيل.
كما تقدم المنظمة أيضاً الاستشارات الطبية الخارجية في مركز ايليوناس لاستضافة اللاجئين والذي يستضيف 750 شخصاً. ويتألف الفريق الطبي من طبيب وممرض ومترجم للغة العربية وآخر للغة الفارسية، وهو يتواجد يومياً حتى في العطلة الأسبوعية.
لقد أصبحت ساحة فكتوريا في قلب أثينا مركزاً غير رسمي لتلاقي المهاجرين من كل الجنسيات. وقد بدأت منظمة أطباء بلا حدود في 12 فبراير/شباط بتقديم الاستشارات الطبية الخارجية في مرفقٍ قرب ساحة فيكتوريا، حيث تقوم منظمة غير حكومية باستقبال اللاجئين وتقديم الأنشطة الاجتماعية للنساء والأطفال.
صربيا
تتواجد منظمة أطباء بلا حدود على نقاط الدخول والخروج في صربيا منذ أواخر عام 2014، وهي تقدم الخدمات الطبية والدعم النفسي وتوزّع المواد غير الغذائية على الأشخاص الذين يعبرون صربيا باتجاه كرواتيا. كما بدأت المنظمة بتسيير عيادات متنقلة على الحدود البلغارية منذ يناير/كانون الثاني 2016 وأعادت إطلاق أنشطتها في العاصمة بلغراد.
وبعد أن كان عبور طريق البلقان مقصوراً على مجموعة صغيرة من اللاجئين السوريين والعراقيين، أدّت الإجراءات الجديدة إلى إغلاق الحدود بشكل كامل في وجه الجميع. وقد دفع هذا الأمر المزيد من الناس إلى أيدي الشبكات الإجرامية، وعرّضهم للمزيد من العنف والإساءة. وقد شهدت فرق المنظمة في صربيا منذ نوفمبر/تشرين الثاني زيادةً ملحوظة في العنف من قبل المهربين وشرطة الحدود، كما عبّر الكثير من الناس عن خوفهم وإحباطهم في غياب أيّ فكرةٍ واضحة عن أسباب إغلاق كل المعابر على طريق البلقان.
قدّمت فرق المنظمة 4,636 استشارة طبية في بريسيفو منذ 1 يناير/كانون الثاني وحتى 6 مارس/آذار، وقدّمت 8,473 استشارة في سيد و2,328 استشارة في بلغراد منذ 1 يناير/كانون الثاني وحتى 12 مارس/آذار. كما قدّم الأخصائيون النفسيون الدعم لـ 97 شخصاً عبر الجلسات الفردية، وأجروا أكثر من 150 جلسة جماعية بمشاركة أكثر من 601 شخص.
بلغراد: بعد تطبيق حُزمة القيود الأولى على "طريق البلقان" في نوفمبر/تشرين الثاني، لاحظت فرق أطباء بلا حدود زيادة أعداد المقيمين في منتزهات بلغراد، والذين ينامون في الشوارع أو محطة القطار في درجات الحرارة المتجمدة ونقص الدعم ليلاً (المأوى والطعام والرعاية الطبية والدعم القانوني وغيرها).
بدأت المنظمة أنشطتها في بلغراد بتسيير عيادة متنقلة ليلاً في المنتزه القريب من محطة القطار وفي مخيم كرانجكا لطالبي اللجوء، وهو عبارة عن مجموعة من الأبنية التي تشبه الثكنات العسكرية، ويبعد عن وسط بلغراد نصف ساعةٍ في السيارة. ويؤوي هذا المخيم العائلات وكبار السن واللاجئين الذين لم يستطيعوا العبور إلى كرواتيا أو هنغاريا وهم عالقون في صربيا.
تقدم منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الصحية الأساسية وتوزّع المواد غير الغذائية، كما تطالب بحلول فعّالة لإيواء وحماية هؤلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً، والذين يصلون إلى صربيا بعد أن يقطعوا بلغاريا أو مقدونيا مشياً على الأقدام لعدّة أيام ودون مساعدة، ويتعرضون لعنف المجموعات الإجرامية والشرطة والمهربين. ومنهم من حاولوا أيضاً العبور إلى كرواتيا ولكن الشرطة لم تسمح لهم بركوب القطار وأعادتهم. ورغم أنّ المنظمة لم تشهد بشكل شخصي هذه الأحداث ولا تستطيع تأكيد هوية الفاعلين، لكنّ فرقها عالجت حالات تطابق الروايات التي قالها المرضى القادمين من كرواتيا وبلغاريا ومقدونيا.
بريسيفو: كان مئات الأشخاص في بريسيفو حيث يوجد مركز التسجيل يعبرون الحدود عبر الطريق الترابي الذي غالباً ما كان موحلاً. ومنذ أن أدّت إجراءات ضبط الحدود الجديدة إلى إغلاق الطريق في وجه اللاجئين، تمّ إغلاق نقطة إغاثة اللاجئين في ميراتوفاتش بشكل مؤقّت. وتتواجد فرق أطباء بلا حدود على نقاط الدخول في صربيا حول ميراتوفاتش لتقديم المساعدة الطبية.
سيد: تعمل منظمة أطباء بلا حدود على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع داخل مركز العبور قرب محطة القطار في سيد. ومنذ أن أدّت الإجراءات الجديدة إلى إغلاق طريق البلقان أمام اللاجئين بشكل نهائي، علقَ حوالي 280 شخص منذ ثلاثة أسابيع على الأقل. هذا وقد نصبت المنظمة 8 خيام ٍكبيرة مزودة بالتدفئة وتستطيع إيواء أكثر من 2,000 شخص وحمايتهم من البرد. وسوف تتولى منظمة أخرى إدارة هذه الأنشطة مع نهاية شهر مارس/آذار.
مقدونيا (جمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة)
يضطر الكثير من اللاجئين للعودة إلى مقدونيا نتيجة الإجراءات الصارمة على دخول اللاجئين من كلّ الجنسيات إلى دول البلقان. ويستضيف مركز تابانوفتشي شمال مقدونيا قرب الحدود الصربية حوالي 1,500 شخص، ويوجد 900 أفغاني عالقون هناك منذ بداية مارس/آذار، بعد رفض إدخال الأغلبية منهم إلى صربيا وهم في طريقهم إلى أوروبا الغربية وإعادتهم.
كما وصلت مجموعة تضمّ 400 لاجئ من سوريا والعراق غالبيتهم من النساء والأطفال الصغار الأسبوع الفائت من غيفغيليجا بعد أن عبروا الحدود اليونانية-المقدونية، ولكنهم علقوا تحت الأمطار الغزيرة في الحقول الموحلة في أرضٍ مشاع على الحدود بين مقدونيا وصربيا. وقد وجدت المنظمة 3 مجموعات من اللاجئين ينتظرون تحت أغطية بلاستيكية، فقدمت لهم المأوى والوجبات الساخنة والمواد غير الغذائية. كما قدّم فريق المنظمة الطبي المتنقّل أكثر من 100 استشارة في بريسيفو، وتقدّم فرق المنظمة في مركز تابانوفتشي الدعم النفسي والوساطة الثقافية وتزيد القدرة الاستيعابية للمخيم.
فرنسا
غراند سينت: ساعدت منظمة أطباء بلا حدود بالتعاون مع بلدية غراند سينت ومنظمات إغاثية شريكة في عملية نقل 1,300 مهاجر من مخيم باسروش إلى موقع جديد يعرف باسم " لينييه". وقد جاءت هذه الخطوة بعد عملية طويلة عمل فيها الوسطاء الثقافيون التابعون للمنظمة مع المهاجرين ليشرحوا لهم كيف سيتم نقلهم، ونمط الحياة التي تنتظرهم في الموقع الجديد.
يضم مخيم لينييه المخصص لإيواء 2,500 شخص (وهو عدد المهاجرين الموجودين في شهر يناير/كانون الثاني 2016) 375 مسكنٍ خشبيٍ مزوّدٍ بالتدفئة، ويتسع كل منها لأربعة أشخاص.
وبينما انتقلت كلّ العائلات والأطفال إلى 270 مسكنٍ مبني مسبقاً، تم وضع بعض المهاجرين في خيام مؤقتة مزودة بالتدفئة ريثما يتمّ الانتهاء من المساكن الأخرى التي يتم تركيب 20 مسكنٍ منها بشكل يومي.
وتدفع منظمة أطباء بلا حدود 2.6 مليون يورو من مالها الخاص لتمويل عملية بناء المساكن، وهي لن تدير هذا المخيم وإنما منظمة يوتوبيا 56 التي تعمل بتكليف وتمويل من المجلس المحلي. أما على المستوى الطبي، فقد تم الحفاظ على النظام القائم في الموقع القديم وتحسينه بالتعاون مع منظمة أطباء العالم، وأطباء نسائية بلا حدود والصليب الأحمر الفرنسي. حيث تم استبدال العيادات المتنقلة بمركز طبي داخل مبنى من الآجرّ يشكل جزءاً من المزرعة الموجودة على مدخل المخيم الجديد.
يحتوي المركز على عدة غرف للاستشارات، ويقدم خدمات الطب العام، والرعاية التمريضية، والدعم الإغاثي الأولي عند الضرورة، والدعم النفسي (حيث يوجد أخصائي نفسي تابع للمنظمة بشكل يومي + وطبيب نفسي مرتين أسبوعياً)، وخدمات الطب النسائي (أطباء نساء بلا حدود). كما تمّ التواصل مغ منظمة أخرى لافتتاح قسم للجراحة السنيّة
كاليه: ما زال هناك 4,000 لاجئ يعيشون في أدغال كاليه على الرغم من رغبة الحكومة في خفض أعدادهم. وتعمل الحكومة على المدى المتوسط على نقل اللاجئين إلى مرافق مؤقتة تمّ تجهيزها، وهي تؤكد أن على الأفراد الذين يريدون البقاء في كاليه الانتقال إلى "مركز الاستقبال المؤقت" (مخيم الحاوية البيضاء)، بينما تستطيع النساء والأطفال البقاء في مركز جول فيري. أما البقية فيمكنهم الذهاب إلى مراكز الاستقبال في أماكن أخرى في فرنسا حيث يحقّ لهم طلب اللجوء.
بدأت عملية إزالة الجزء الجنوبي من مخيم كاليه في 29 فبراير/شباط واكتملت تقريباً في 16 مارس/آذار. وقد شهدت عملية إخلاء المخيم أعمال عنف، حيث قامت منظمة أطباء بلا حدود بإنشاء عيادة صغيرة في الجزء الجنوبي من المخيم لتقديم الرعاية الطبية لأيّ شخص قد يتعرض للإصابة. وتريد السلطات الفرنسية اليوم أن تُزيل الجزء الشمالي من المخيم، وهو ما سيؤدي إلى حرمان 75 بالمئة من اللاجئين من المأوى.
لقد زادت عملية إزالة الجزء الجنوبي من المخيم الازدحام في الجزء الشمالي وهو ما رفع منسوب التوتر وشكّل انتهاكاً لخصوصية الناس هناك. كما أضطرت المنظمة لافتتاح عيادة جديدة في المخيم وهي تتألف من مسكنين خشبيين يستطيع اللاجئون فيهما الحصول على الرعاية التمريضية، والرعاية النفسية، والحصول على شهادة طبية في حال تعرضهم للعنف، حيث يحدث ذلك عادةً على يد قوات الشرطة المحليّة. كما تستمر المنظمة في توثيق حالات العنف المرتكب ضد اللاجئين، وستوسع من أنشطة الصحة النفسية في المخيم وبالأخصّ للقاصرين الوحيدين.
سلوفينيا
تراقب منظمة أطباء بلا حدود الوضع في سلوفينيا.