Skip to main content
MSF Aden Trauma Centre Emergency Room (ER) entrance
مدخل قسم الطوارئ في مركز عدن لعلاج الإصابات داخل مستشفى السلام في عدن. اليمن، في يونيو/حزيران 2022.
© Athmar Mohammed/MSF

اليمن | منظمة أطباء بلا حدود تنهي تدخلًا جراحيًا استمر 12 عامًا في عدن

مدخل قسم الطوارئ في مركز عدن لعلاج الإصابات داخل مستشفى السلام في عدن. اليمن، في يونيو/حزيران 2022.
© Athmar Mohammed/MSF

نظرًا لانخفاض حدة النزاع في عدن باليمن، وما تلا ذلك من تناقص عدد الأشخاص الذين يتعرضون لإصابات مرتبطة بالعنف، اختتمت منظمة أطباء بلا حدود مشروعنا الذي استمر 12 عامًا في مركز عدن لعلاج الإصابات وسنعيد الآن تركيز أنشطتنا في عدن لتوفير الرعاية الطبية لاحتياجات الناس لأكثر إلحاحًا.

توفير رعاية متقدمة للإصابات في خضم الحرب

على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، عالجت فرق أطباء بلا حدود في عدن وأعادت تأهيل آلاف الأشخاص الذين أصيبوا بجروح خطيرة بسبب الحرب، وقدمت أكثر من 65,000 استشارة طارئة وحوالي 68,000 عملية جراحية. وكان معظم المرضى يعانون من كسور مفتوحة أو حروق أو إصابات ناجمة عن أعيرة نارية ومتفجرات.

ومع تعمق النزاع في اليمن خلال معركة عدن في عام 2015، تكثفت الأنشطة في مركز عدن لعلاج الإصابات. وخلال ذلك الوقت، في حين عالج المركز تدفقًا جماعيًا لمصابين يعانون من جروح شديدة ناجمة عن الحرب، أدارت فرقنا أيضًا عيادات متنقلة متطورة للجراحة وما بعد الجراحة في المدينة لتحقيق الاستقرار لجرحى الحرب وتحسين فرص بقائهم على قيد الحياة.

وفي هذا الصدد، يقول نائب رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن، أوليفييه مارتو، "كان مركز عدن لعلاج الإصابات هو المستشفى الوحيد المتخصص في علاج الإصابات الحادة في المنطقة وكان بمثابة نقطة مركزية لعلاج المصابين. وقد جاء بعض مرضانا من أماكن بعيدة جدًا، وأحيانًا يسافرون لأيام في ظروف صعبة للحصول على رعاية طبية مجانية."

أنشطة أطباء بلا حدود في اليمن
فريق تمريض العناية المركزة في مركز عدن للجراحة.، اليمن، في فبراير/شباط 2023.
MSF

في عام 2018، بعد هجوم الحديدة، رفعت فرق أطباء بلا حدود القدرة الاستيعابية للمستشفى من 86 سريرًا إلى 104 أسرّة للاستجابة لتدفق آخر من جرحى الحرب.

وفي عام 2020، تصاعد النزاع في جنوب الحديدة، في حين كان المستشفى في عدن يتلقى عددًا كبيرًا من حالات الإصابات المتعددة الحادة التي تتطلب رعاية متخصصة ومكثفة ومتعددة التخصصات.

كان رياض محمد أحمد صالح، 24 عامًا، من بين المرضى الذين تم إدخالهم إلى مركز عدن لعلاج الإصابات في هذا الوقت. وهو في الأصل من أبين وهي محافظة مجاورة لعدن وتمت إحالته إلى عدن لإصابته بطلق ناري خطير وفي مركز عدن لعلاج الإصابات خضع لجراحة فغر القولون التي أنقذت حياته.

ويقول رياض، "كان جرح العيار الناري شديدًا لم أكن أعتقد أبدًا أنني سأكون على قيد الحياة اليوم، عندما وصلت إلى المستشفى، كنت أعاني من ألم شديد. طمأنني الأطباء أنني سأكون على ما يرام وعلى الرغم من بعض المضاعفات مع فغر القولون، أنا ممتن أنني أعيش اليوم وللدعم الطبي الذي تلقيته".

كان جرح العيار الناري شديدًا لم أكن أعتقد أبدًا أنني سأكون على قيد الحياة اليوم. رياض محمد أحمد صالح، أحد المرضى في مركز عدن لعلاج الإصابات في 2020

وللحد من الضغط المستمر والعالي على الفرق الطبية واللوجستية والعملياتية في مركز عدن لعلاج الإصابات، افتتحت أطباء بلا حدود في عام 2018 مستشفًى ميدانيًا للإصابات في المخا وهي مدينة تقع بين الحديدة وعدن مع تصاعد النزاع في الساحل الغربي لليمن.

ويقول مارتو، "من أبريل/نيسان إلى أغسطس/آب 2020، استقبل مركز عدن لعلاج الإصابات 493 مصابًا من الخطوط الأمامية على الساحل الغربي معظمهم أصيبوا بطلقات نارية أو ألغام أرضية أو قصف. ويُشار إلى أنّ هناك حوالي 20 سيارة إسعاف تنقل المرضى يوميًا من الحديدة والمنطقة المحيطة بها إلى عدن على بعد ست ساعات بالسيارة للوصول إلى الرعاية الصحية المنقذة للحياة".

أدى افتتاح مستشفى المخا إلى تخفيف الضغط الشديد على مركز عدن وأتاح علاج المرضى بسرعة أكبر، ومن ناحية أخرى مكّن أيضًا مركزَ عدن من التركيز على الحالات الأكثر تعقيدًا، وتوسيع معايير القبول الخاصة به، بما في ذلك حوادث المرور على الطرق والجروح الأخرى المرتبطة بالإصابات البليغة بالإضافة إلى حالات كوفيد-19.

تشغيل مركز كوفيد-19 الوحيد في جنوب اليمن

في عام 2020، بعد تأكيد أول حالة إصابة بكوفيد-19، افتتحت أطباء بلا حدود مركز العلاج الأول والوحيد المخصص لجنوب اليمن بأكمله. ولعدة أشهر، واجهت فرقنا تحديات هائلة في تسهيل دخول الإمدادات والمعدات الطبية بينما انتشر المرض بسرعة كبيرة.

وفي هذا السياق، يقول طبيب يعمل مع أطباء بلا حدود في عدن منذ عام 2015، يوسف نجوان، "خلال الأسابيع الأولى، استقبلنا مئات المرضى ووصل الكثيرون إلى المركز وكانوا يعانون من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة. وقد كانت فرقنا تعمل على مدار الساعة لتقديم أفضل علاج ممكن، علمًا أنّنا كنا نعمل فوق طاقتنا".

مكافحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 في اليمن
عامل في الطاقم التمريضي يضبط معدلات الأكسجين لشخص مصاب بأعراض حرجة من كوفيد-19 يتلقى الرعاية في قسم العناية المركزة من مستشفى الجمهورية في عدن. اليمن، في أغسطس/آب 2020.
MSF/Hareth Mohammed

في عام 2021، شهدت فرقنا تدفقًا كبيرًا لمرضى كوفيد-19 شديدي الاعتلال وكانوا بحاجة إلى دخول قسم المرضى المقيمين في المستشفى في عدن. وبعد ست سنوات من الحرب، أصيب نظام الرعاية الصحية في اليمن بالشلل وكانت القدرة على علاج الأشخاص في العناية المركزة محدودة. وقد بدأت أطباء بلا حدود في تقديم الدعم لمركز علاج كوفيد-19 في مستشفى الصداقة بدعم من وزارة الصحة العامة والسكان.

إعادة تركيز الأنشطة لتلبية الاحتياجات الطبية الجديدة

في عام 2023، كان هناك انخفاض آخر في العنف السياسي في اليمن، والذي انخفض إلى أدنى مستوى منذ بداية النزاع الحالي في عام 2015، مع محافظة أنصار الله والحكومة المعترف بها دوليًا على هدنة غير رسمية منذ نهاية الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 2022.

ونتيجة لذلك، شهدت فرقنا في عدن انخفاضًا في حالات الإصابات المرتبطة بالنزاع، في حين كانت تعالج عددًا متزايدًا من مصابي الحوادث المنزلية وحوادث الطرق.

تعمل فرقنا حاليًا على تقييم الفجوات الطبية والاحتياجات ذات الأولوية في عدن بالتنسيق مع وزارة الصحة. وفي عام 2025، تهدف المنظمة إلى إعادة تركيز أنشطتها في عدن لتوفير خدمات طبية جديدة للناس الأكثر احتياجًا.

يُشار إلى أنّ النشاط الطبي الجديد قيد التقييم وسيتم تقديمه إلى وزارة الصحة خلال النصف الثاني من عام 2025، وسوف تسمح هذه الفترة الانتقالية لأطباء بلا حدود بإجراء تجديدات في المستشفى. وفي غضون ذلك، تظل أطباء بلا حدود، بصفتها منظمة إنسانية ذات خبرة في حالات الطوارئ والأزمات، على استعداد تام للاستجابة لأي طوارئ طبية قد تنشأ.

لا تزال الاحتياجات الطبية والإنسانية في عدن وفي أنحاء اليمن هائلة. تبقى أطباء بلا حدود ملتزمة تجاه احتياجات الناس في اليمن، حيث نعمل منذ عام 1986. واليوم، تعمل فرق أطباء بلا حدود في 13 مستشفى في 13 محافظة، وتقدم الدعم لأكثر من 12 مرفقًا صحيًا في أنحاء البلاد.

المقال التالي
سوء التّغذية
بيان صحفي 19 مارس/آذار 2025