- تضرّرت خمس مناطق في الكاميرون جراء الجائحة منذ تسجيل أول حالة إصابة في 5 مارس/آذار. انتشر الفيروس بسرعة خارج المدينتَين الرئيسيتَين، ليجعل من الكاميرون أحد البؤر الرئيسية لتفشي كوفيد-19 في غرب أفريقيا ووسطها.
- يمثّل انتشار الفيروس تحديًا إضافيًا لبلدٍ يسود فيه العنف في مناطق أقصى الشمال والشمال الغربي والجنوب الغربي.
- بينما تواصل منظّمة أطباء بلا حدود توفير الدعم الطبي في المناطق التي مزقها العنف، بدأت أيضًا بتنفيذ أنشطة لدعم جهود الكاميرون في مكافحة كوفيد-19.
في خضمّ الجائحة العالمية، سجّل الكاميرون أعلى عدد من الإصابات المؤكّدة بمرض كوفيد-19 مقارنةً بغيره من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. فمنذ تأكيد أول حالة إصابة على أراضيه في بداية مارس/آذار، ارتفع عدد الإصابات بسرعة بحيث تخطى 850 حالة إصابة مؤكّدة بحلول منتصف أبريل/نيسان.
تتفشى هذه الجائحة في بلدٍ يواجه في الأصل تحديات إنسانية كبرى. فمنذ عدة سنوات، يتأثّر الكاميرون بالنزاع الجاري في شمال شرق نيجيريا المجاور، والعنف المستمر في المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية. وأدّت هذه الأزمات إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص، وتسبّبت بارتفاع الاحتياجات الإنسانية ارتفاعًا شديدًا، وقلّصت بشدّة إمكانيات الحصول على الرعاية الصحية في هذه المناطق التي أضحت غير قادرة على تلبية احتياجات سكانها بصفة خاصة.
استكمال أنشطتنا الطبية وتكييفها
يقول منسّق الأنشطة الطارئة في منظّمة أطباء بلا حدود في الكاميرون، ألبيرت فينياس، "إن الاستمرار بالاضطلاع بأنشطتنا الطبية في هذه المناطق التي تتّسم باحتياجات صحية هائلة يُمثّل أولوية مطلقة لمنظّمة أطباء بلا حدود". ويُردف قائلًا، "لا ينبغي لانتشار كوفيد-19 أن يحجب الحالة الإنسانية المروعة في مناطق أقصى الشمال والشمال الغربي والجنوب الغربي. ولكن انتشار كوفيد-19 دفع بنا بالطبع إلى تكييف مشاريعنا والحفاظ على الأنشطة الأساسية المُنقذة للحياة وإعداد تدخلات جديدة".
في الكاميرون، كما هو الحال في معظم البلدان الأفريقية الأخرى، يكتسي هذا الدعم أهمية بالغة لأن القدرة الطبية على رعاية المصابين بمرض كوفيد-19 ستكون محدودة جدًا إذا كان البلد غارقًا في حالات الإصابة ذات المضاعفات الحرجة، على غرار ما نراه اليوم في أوروبا أو أمريكا الشمالية.ألبيرت فينياس، منسّق الأنشطة الطارئة في منظّمة أطباء بلا حدود في الكاميرون
كما هو الحال اليوم في العديد من البلدان الأخرى حول العالم، تدعم أطباء بلا حدود الاستجابة الوطنية لجائحة كوفيد-19 في الكاميرون. تعمل فرقنا على زيادة قدرة المستشفيات على إدارة المرضى المصابين بالفيروس وتوفير الرعاية لهم، بما في ذلك تعزيز تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها وإنشاء أجنحة عزل.
ويتابع فينياس قائلًا، "في الكاميرون، كما هو الحال في معظم البلدان الأفريقية الأخرى، يكتسي هذا الدعم أهمية بالغة لأن القدرة الطبية على رعاية المصابين بمرض كوفيد-19 ستكون محدودة جدًا إذا كان البلد غارقًا في حالات الإصابة ذات المضاعفات الحرجة، على غرار ما نراه اليوم في أوروبا أو أمريكا الشمالية".
وفقًا لمنظّمة الصحة العالمية، يتوفر أقلّ من 5,000 سريرٍ متاحٍ للاستخدام خلال جائحة كوفيد-19 في وحدات العناية المركزة في 43 بلدًا أفريقيًا. يُشكّل ذلك حوالي خمسة أسرة لكل مليون شخص، مقارنة بـ4,000 سريرٍ لكل مليون شخص في أوروبا. ويتوفر كذلك أقلّ من 2,000 جهاز تنفس صناعي يمكن استخدامه في مرافق خدمات الصحة العامة في 41 بلدًا أفريقيًا.
ويُضيف فينياس، "نواجه أيضًا خطر إصابة الطاقم الطبي والعاملين في الخطوط الأمامية بشدة بالفيروس. من الضروري توفير الحماية لهم وضمان الحركة الآمنة للمرضى والفرز السليم لهم وتنفيذ تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها في المرافق الطبية المعنية".
تجربة انتشار الأمراض في الكاميرون
منذ وصول أطباء بلا حدود إلى البلد قبل أكثر من 30 عامًا، حاربنا العديد من حالات انتشار الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز وقرحة بورولي والحصبة والكوليرا. وفي وقت سابق من هذا العام، نفّذنا تدخلًا لمكافحة الكوليرا في شبه جزيرة باكاسي في جنوب غرب البلد، حيث قمنا بتلقيح نحو 40 ألف شخص.
طلبت السلطات الصحية في وقت سابق من منظّمة أطباء بلا حدود دعم الاستجابة الوطنية لجائحة كوفيد-19، ولذلك في هذا الإطار، تُنفّذ المنظّمة الآن أنشطة مخصّصة في المناطق التي تدير فيها عادةً التدخلات، وكذلك في ياوندي، عاصمة الكاميرون.
تشمل أنشطتنا لمواجهة الجائحة في الكاميرون حتى الآن:
في ياوندي
- تدعم أطباء بلا حدود مستشفى "أوبيتال جينيرال" في عمليات الفرز والتحرك الأكثر أمانًا للمرضى وإجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها.
- نعمل أيضًا على زيادة قدرة مرفق دجونغولو الصحي من سعة 54 سريرًا لمعالجة المصابين بكوفيد-19. بدأنا في بناء أربع غرف بسعة 20 سريرًا لكل منها، وذلك لزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 134 سريرًا.
في المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية
- تدعم أطباء بلا حدود المستشفيَين الإقليميَين في بامندا وبويا في إدارة مرضى كوفيد-19. أنشأنا نقاط للفرز الأولي عند مدخل هذَين المرفقَين، ودعمنا إعداد أجنحة العزل والعلاج الخاصة بكوفيد-19 (من سعة 16 و20 سريرًا، على التوالي) للمرضى المشتبه في إصابتهم والمؤكّدة إصابتهم، وقمنا بتدريب الطاقم الطبي وغير الطبي الذي سيُدير الوحدات.
- عزّزت أطباء بلا حدود أيضًا التدابير الرامية إلى منع انتشار فيروس كورونا المستجد المسبّب لكوفيد-19 في المرافق الصحية التي ندعمها في بامندا وكومبا ومويوكا ومامفي وويديكوم.
- تم تكييف إجراءات خدمة الإسعاف التي نُقدّمها، وجرى تدريب مشغلو مركز الاتصال على التعرّف على الحالات المشتبه في إصابتها، والتواصل مع السلطات، والتصرف وفقًا لذلك. تلقى ممرضو وسائقو سيارات الإسعاف تدريبًا خاصًا ومعدات، وتم اختيار مركبات مخصّصة لنقل الأشخاص المشتبه في إصابتهم بكوفيد-19.
لتحسين الوقاية - لا سيما في أوساط المتضرّرين والنازحين جراء العنف - تم تدريب العاملين الصحيين المجتمعيين والممرضات على إيصال رسائل محددة مرتبطة بكوفيد-19، وعلى تحديد الأشخاص المشتبه في إصابتهم بمرض كوفيد-19 والذين يمكن إحالتهم. تم أيضًا إعداد فقرات إذاعية لدعم جهود الوقاية من العدوى على مستوى المجتمع المحلي.
في أقصى الشمال
- تم تكييف حركة المرضى وتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها في كل من المستشفى الإقليمي في ماروا ومستشفى مورا، حيث نحن موجودون منذ عام 2015.
يتابع فينياس قائلًا، "بالإضافة إلى كل هذه الأنشطة، يخضع أيضًا للتقييم حاليًا الدعم التقني المحتمل تقديمه إلى المستشفيات في مدينة دوالا، وهي مركز الكاميرون التجاري وثاني أكثر المدن تضررًا. تتطلّب جميع هذه الأنشطة وسائل وفرق ومواد إضافية في وضع تصعب فيه الحركة العالمية للأشخاص والسلع. ولكن فرقنا تعمل على مدار الساعة للحفاظ على استمرارية أنشطتنا المعتادة المُنقذة للحياة مع الاستجابة في آن معًا لهذا التفشي الجديد."