Skip to main content
Wadda

نزوح نحو 200 ألف شخص إثر تصاعد وتيرة العنف في إيتوري شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية

  • أُجبِرَ ما يقرب من 200 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم بعد تصاعد وتيرة العنف في مقاطعة إيتوري شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
  • العنف – والخوف من العنف – يمنعان الناس من السعي للحصول على الرعاية الصحية.
  • منظمة أطباء بلا حدود تحث المنظمات المحلية والدولية على إشراك أو زيادة مساعدتها ودعمها للنازحين.

تفيد فرق أطباء بلا حدود العاملة في المنطقة بأن تصاعد وتيرة العنف في الشهرين المنصرمين منذ أبريل/نيسان شهد نزوح ما يقرب من 200 ألف شخص من ديارهم في مقاطعة إيتوري، شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. تحتل جمهورية الكونغو الديمقراطية المرتبة الثانية، في الوقت الحالي، بعد سوريا من حيث عدد الأشخاص النازحين داخل أراضيها.

تدعو منظمة أطباء بلا حدود المنظمات المحلية والدولية إلى تكثيف مساعدتها المقدمة للنازحين.

وقع الهجوم الأخير في 17 مايو/أيار في منطقة درودرو، والذي أسفر عن مقتل وجرح الكثير من القرويين وحرق منازلهم بالكامل. وفي أعقاب الهجوم، قدم موظفونا الدعم إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يقدمون خدمات العلاج الطبي في حالات الطوارئ للنساء والأطفال المصابين بأعيرة نارية والجروح الناتجة عن الضرب بالسواطير.

كانت أصغر ضحايا هذا الهجوم صبي يبلغ من العمر 15 شهرًا كان على ظهر والدته عندما أصيب برصاصة.

ووفقًا لما قاله مسؤول الفريق الطبي في منظمة أطباء بلا حدود ديوب الحجي، "لقد اخترقت الرصاصة ساقَيْ الصبي وقتلت والدته. وقد أحضره الجيران إلى مستشفى درودرو العام".

ويضيف الحجي: "قُتل كلا والديه في الهجوم بالإضافة إلى أخواته الثلاثة وثلاثة من إخوته. من عائلته برمتها، لم ينجُ إلا أخ واحد فقط بعد أن تمكن من الفرار بين الأحراش".

Child victim of attack
باهاتي ماكي جوسبن، الذي يبلغ من العمر 15 شهرًا، يجلس مع خالته. الطفل هو أصغر ضحية لهجوم وقع على قرية جيسا في 17 مايو/أيار، إثر إصابته برصاصة في ساقه، بينما كان على ظهر والدته. مرت الرصاصة من ساقيه وقتلتها. نقله الجيران إلى المستشفى عندما تم العثور عليه ووصلت إليه خالته في المستشفى بعد ذلك بيومين. مقاطعة إيتوري، جمهورية الكونغو الديمقراطية، مايو/أيار 2020.
MSF/Avra Fialas

استهدف العنف مراكز الرعاية الصحية أيضًا.

يقول رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في إيتوري أليكس ويد، " وصلت الحرب في 2 مايو/أيار إلى منطقة ودّا، وتركت وراءها أكثر من 200 منزل محترق. ولقد تم نهب المركز الصحي الذي كنا ندعمه. للأسف، لم يكن هذا أول مرفق صحي يتم استهدافه. في مايو/أيار وحده، ورد أن أربعة مرافق صحية أخرى على الأقل تعرضت للهجوم".
 
إن الأشخاص العاديين هم الضحايا الرئيسيون للقتال الدائر بين الميليشيات والجيش الوطني. يعيش الكثير من الناس في خوف من حدوث أي هجوم، بينما تعمل أحداث العنف على عرقلة جهودنا لتوفير خدمات الرعاية الطبية.

وأضاف وايد: "يعيش الكثير من الناس في رعب مستمر من تعرضهم للهجوم في منطقة تزداد فيها الاحتياجات الإنسانية بشكل حاد. كما تعاني فرقنا وتكافح لتقديم خدمات الرعاية الصحية لكل من السكان المحليين وللنازحين لأنه لا يوجد لدينا أي ضمان للوصول بشكل آمن إلى بعض المناطق".

Salimboko Health Center

إن حصول الناس على خدمات الرعاية الصحية لا يعرقله العنف الحاصل فعلياً، وإنما الخوف من أن يحصل عنف أيضاً.

ويقول المنسق الميداني في منظمة أطباء بلا حدود، بنيامين كورليه، "يستهدف العنف القرى والمراكز الصحية بشكل منهجي في سبيل منع الأشخاص الذين فروا من العودة. ويشعر بعض الناس بالذعر الشديد من الذهاب والوصول إلى المراكز الصحية التي لا تزال تعمل في القرى أو المخيمات. وبدلاً من ذلك يبقون بين الأحراش، ولذلك قمنا بإنشاء عيادات متنقلة للتمكن من الوصول إليهم هناك".

تدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى زيادة الدعم لمئات الآلاف من النازحين الذين يحتمون في ظل ظروف غير صحية ومكتظة، حيث أن الدعم المقدم أبعد ما يكون عن تلبية الحد الأدنى للاحتياجات الإنسانية. وتحاول فرقنا التعامل مع احتياجات الناس الأكثر إلحاحًا، ولكن ينبغي تقديم المزيد من المساعدة والدعم، بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية الأساسية والإمدادات واللوازم الأساسية.

وأضافت كورليه: "في ضوء النزاع الأخير، فإن الأولوية هي الوصول إلى أولئك الذين هم في حاجة عاجلة إلى المساعدة الطبية، ومن ثم محاولة تحسين ظروفهم المعيشية قدر الإمكان. وعلاوة على ذلك، يتعين علينا تنفيذ تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، ولا سيما في ضوء التهديد الذي يفرضه انتشار فيروس كوفيد-19. احتياجات الناس هائلة، ولا يمكننا القيام بكل شيء بمفردنا".

نزح أكثر من مليون شخص من منازلهم في مقاطعة إيتوري، منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وتقدم منظمة أطباء بلا حدود المساعدة الطبية للناس في منطقة إيتوري منذ بدء النزاع. وبالإضافة إلى رعاية الجرحى، تقدم فرق أطباء بلا حدود العلاج للأمراض المعدية الشائعة المميتة، بما في ذلك الملاريا والتهابات الجهاز التنفسي الحادة وأمراض الإسهال والحصبة، وذلك في المستشفيات والمراكز الصحية ومراكز الصحة المجتمعية في المناطق التي استقر فيها النازحون حول مناطق نيزي، ودرودرو، وأنجومو. كما تقوم فرق أطباء بلا حدود بأنشطة التوعية الصحية وتوفير المياه النظيفة وتحسين خدمات الصرف الصحي وتوزيع مواد الإغاثة الأساسية.

وفي سياق تفشي جائحة كوفيد-19، يمكن أن يؤدي انتشار المرض في مقاطعة إيتوري إلى كارثة إنسانية. وفي سبيل الحيلولة دون حدوث ذلك، تعمل فرق أطباء بلا حدود على عقد جلسات توعية مجتمعية بالإضافة إلى بناء أجنحة للعزل وتصنيف الحالات في المستشفيات العامة للمرضى المحتمل إصابتهم بمرض كوفيد-19.

المقال التالي
تفشي الإيبولا في الكونغو الديمقراطيّة
مقابلة 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2020