Skip to main content
A borehole in Gaza
مهندسو المياه والصرف الصحي في أطباء بلا حدود يقيّمون وضع بئر مياه في مدينة بيت لاهيا. شمال قطاع غزة، فلسطين، في مارس/آذار 2025.
© Nour Alsaqqa/MSF

نفاد الإمدادات الطبية الأساسية بعد مرور شهر على الحصار القاتل الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية

مهندسو المياه والصرف الصحي في أطباء بلا حدود يقيّمون وضع بئر مياه في مدينة بيت لاهيا. شمال قطاع غزة، فلسطين، في مارس/آذار 2025.
© Nour Alsaqqa/MSF

القدس – تحذّر أطباء بلا حدود من أن الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على غزة في فلسطين منذ شهر أدى إلى نقص بعض الأدوية الضرورية واقترابها من النفاد، ما يجعل الفلسطينيين عرضة لخطر فقدان الرعاية الصحية الحيوية. ومع استمرار القوات الإسرائيلية في قصف قطاع غزة، فقد يؤدي حرمان الناس من الاحتياجات الأساسية بما في ذلك الغذاء والماء والأدوية  إلى ارتفاع عدد المضاعفات الصحية والوفيات. تدعو أطباء بلا حدود السلطات الإسرائيلية إلى الوقف الفوري للعقاب الجماعي بحق الفلسطينيين، وإنهاء حصارها اللاإنساني لغزة والالتزام بمسؤولياتها كقوة محتلّة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع.

منذ أكثر من شهر، لم تدخل أي شاحنات مساعدات أو شاحنات تجارية إلى غزة، وهي أطول فترة منذ بدء الحرب بلا دخول لأي شاحنات إلى القطاع، وفي الثاني من مارس/آذار، فرضت السلطات الإسرائيلية حصارًا كاملًا على غزة. وفي التاسع من مارس/آذار، قطعت الكهرباء وهي ضرورية لتشغيل محطات تحلية المياه، وقد أدى هذا القطع الكامل للمساعدات والكهرباء إلى حرمان الناس من معظم الخدمات الأساسية وهو ما يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي.

وفي هذا الصدد، تقول منسقة الطوارئ في أطباء بلا حدود في غزة، ميريام العروسي، "حكمت السلطات الإسرائيلية على سكان غزة بمعاناة لا تطاق عبر حصارها المميت، هذا الإيذاء المتعمد للناس أشبه بالموت البطيء، ويجب أن ينتهي فورًا".

هذا الإيذاء المتعمد للناس أشبه بالموت البطيء، ويجب أن ينتهي فورًا ميريام العروسي، منسقة الطوارئ في أطباء بلا حدود في غزة

وقد أجبر الحصار فرق أطباء بلا حدود على البدء فعليًا بتقنين الأدوية، مثل مسكنات الألم وتقديم علاج أقل فعالية أو عدم مداواة المرضى.  كذلك تعاني الفرق من نفاد الإمدادات الجراحية مثل أدوية التخدير والمضادات الحيوية للأطفال وأدوية الحالات المزمنة مثل الصرع وارتفاع ضغط الدم والسكري. ونتيجة للتقنين تضمد فرقنا في بعض عيادات الرعاية الصحية الأولية جروح المصابين بلا أي مسكنات للألم.

وبالإضافة إلى ذلك، لم تعد فرق أطباء بلا حدود قادرة على التبرع بأكياس الدم لمستشفى ناصر بسبب نقص المخزون في ظل استمرار وصول الأعداد الهائلة من جرحى الحرب جرّاء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.

أدى نقص الصابون والمياه النظيفة إلى زيادة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض الجلدية والذين تعاينهم فرقنا في عيادات الرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء القطاع. ففي فبراير/شباط، عالجت فرق أطباء بلا حدود 565 حالة من الأمراض الجلدية في عيادة الحكر في دير البلح و1,198 حالة في عيادة العطار في خان يونس. وفي غضون أسبوعين فقط من شهر مارس/آذار، وصل عدد الحالات في عيادة الحكر إلى 437 حالة، أي قرابة 80 في المئة من إجمالي الحالات في فبراير/شباط، فيما عالجت عيادة العطار 711 حالة، أي قرابة 60 في المئة من إجمالي الحالات في فبراير/شباط.

أنشطة أطباء بلا حدود في غزة
طفل فلسطيني مصاب بالجرب يتلقى العلاج الطبي في عيادة أطباء بلا حدود في المواصي برفح. جنوب قطاع غزة، فلسطين، في مارس/آذار 2025.
Nour Alsaqqa/MSF

أدى الحصار إلى عجز فرق أطباء بلا حدود عن توفير الأدوية لعلاج الأمراض الجلدية وإبدالها بكميات قليلة من المراهم لتخفيف الألم. تتطلب الأمراض الجلدية مثل الجرب علاجًا لجميع أفراد العائلة لمنع انتشار العدوى وتكرار الإصابة بها، ولكن في ظل غياب الأدوية والمياه النظيفة يغدو هذا الهدف مستحيلًا.

أمّا الأشخاص الذين يعانون من أمراض غير سارية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري فقد تؤدي عواقب عدم العلاج إلى مضاعفات خطيرة مثل الإعاقات الدائمة والوفاة في بعض الحالات. ومنذ فرض الحصار، تمكّنا من إعطاء المرضى أدوية تغطي احتياجاتهم لمدة تقتصر على سبعة إلى عشرة أيام فقط.

تقول إحدى المريضات في عيادة أطباء بلا حدود في العطار بخان يونس، صبحية البشيتي،  "لم يتبق لدي أي دواء لضغط الدم. بحث ابني طوال يومين ولم يعثر على أي شيء. ماذا عساي أن أفعل؟ هل أبقى بلا علاج؟ إذا لم أتناول مميعات الدم، يبدأ أنفي بالنزيف وأسعل دمًا".

خلال شهر رمضان وعيد الفطر، أبلغ المرضى في عيادات أطباء بلا حدود عن نقص أوزانهم وعدم حصولهم على طعام مناسب.

تخبرنا إحدى الأمهات الحوامل في عيادة أطباء بلا حدود في المواصي بخان يونس، "في الوقت الحالي، مستويات دمي منخفضة ووزني منخفض كذلك. لا توجد إمدادات غذائية كافية لمساعدتي على زيادة وزني أو رفع مستويات دمي. يمثل ارتفاع الأسعار مشكلة كبيرة في المدينة، فالناس ببساطة لا يمكنهم شراء الضروريات بسبب ارتفاع أسعار كل شيء".

المقال التالي
حرب غزة وإسرائيل
بيان صحفي 16 أبريل/نيسان 2025