Skip to main content
Urban Violence Project - Mobile Clinics in Bel Air

هايتي: أشخاص عالقون جراء العنف يحتاجون إلى المساعدة الطبية

في بورت أو برانس، عاصمة هايتي، يعيش السكان في دوامة من العنف المستمر وانعدام الأمن وخطر الوقوع في مرمى الرصاص الطائش والاختطاف والاقتصاد المتزعزع. واستجابة للوضع، تواصل أطباء بلا حدود إدارة عيادات متنقلة لعلاج مئات الأشخاص العالقين في أحيائهم.

أسفرت سلسلة من الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية عن أزمة إنسانية معقدة ومتشعّبة. وفي هكذا سياق، تتأثر القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والنفسية وخدمات المياه والصرف الصحي تأثرًا شديدًا في جميع أنحاء بورت أو برنس، وفي أكثر الأحياء تضررًا من العنف على وجه خاص.

ويصعّب النزاع بين الجماعات المسلحة المتناحرة تنقّل الناس بحرّية في أنحاء المدينة، علمًا أن الكثيرين يعيشون في ظروف شديدة الخطورة.

العيادات المتنقلة في بيل اير
سكان حي متضرر من العنف في وسط بورت أو برنس ينتظرون العلاج في العيادة المتنقلة التي تديرها منظمة أطباء بلا حدود. هايتي، في فبراير/شباط 2023.
Alexandre Marcou/MSF

تقريب الرعاية الصحية من المرضى

تنقل سيارات أطباء بلا حدود، أربع مرات في الأسبوع على الأقل، فريقًا من الأطباء والممرضين والاختصاصيين النفسيين ومسؤولي التوعية الصحية والقابلات القانونيات والمتخصصين في مجال المياه، إضافة إلى اللوازم الطبية لعلاج المرضى في المناطق المتضررة من العنف الدائر في وسط بورت أو برانس. 

وفي هذا الصدد، توضح رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في هايتي، ميشيل تراينتي، "تعدّ العيادات المتنقلة ضرورية في سياق مثل بورت أو برنس. فقد أغلقت المرافق الصحية أبوابها في الأحياء المتضررة من العنف، ويواجه الناس صعوبات للوصول إلى المرافق التي تعمل جزئيًا، كما لا يمكن للكثيرين تحمل تكاليفها". 

ويخشى الناس التنقل جراء العنف وانعدام الأمن، بما في ذلك خطر التعرض للرصاص الطائش. كما تعدّ وسائل النقل محدودة أيضًا، وغالبًا ما تواجه المرافق الصحية نقصًا في الأدوية والإمدادات والطواقم. وحتى عندما يتغلب الأشخاص على العوائق التي تحول دون وصولهم إلى المركز الصحي، قد لا يتمكنون من تلقي الرعاية التي يحتاجون إليها.

وفي هذا الصدد، تشرح تراينتي، "رغم أن العيادات المتنقلة ليست مثالية، إلا أنها تتسم بالمرونة ويمكن تكييفها مع السياق. تتيح لنا العيادات تقريب الرعاية الصحية من المرضى في أحياء المدينة المتضررة من العنف، ما يساعدنا على تجاوز بعض الحواجز التي تواجه الناس أثناء حصولهم على الرعاية الصحية".

أرى كيف يعاني مرضى كثر من القلق والاكتئاب واضطرابات النوم أو اليقظة المفرطة. ويستهلك بعضهم مواد مؤثرة نفسيًا للهرب من واقعهم. كَمي دورميتوس، الاختصاصية النفسية في أطباء بلا حدود في هايتي

خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2023، عالجت فرقنا المتنقلة 7,781 مريضًا ووزعت أكثر من 300,000 لتر من مياه الشرب في مناطق دلما وبيلير وبابيلير، حيث يعاني السكان من العنف بشكل خاص. هذا ووُزع 300,000 لتر من مياه الشرب و607 مجموعات من مستلزمات النظافة الصحية على النازحين جراء العنف في أحياء فور ناسيونال وبوست مارشان في فبراير/شباط.

تأثير العنف

يخلّف العنف الذي يشهده الناس ويعانون منه تداعيات بليغة على صحتهم النفسية. وتعلق الاختصاصية النفسية في أطباء بلا حدود في هايتي، كَمي دورميتوس، "أصوات الرصاص والخوف من هجمات المجموعات المسلحة ووفاة الأقارب، كلها جزء من الوضع المؤلم الذي يعيشه مرضانا".

وتضيف، "أرى كيف يعاني مرضى كثر من القلق والاكتئاب واضطرابات النوم أو اليقظة المفرطة. ويستهلك بعضهم مواد مؤثرة نفسيًا للهرب من واقعهم".

العيادات المتنقلة في بيل اير
يشرح أحد مسؤولي التوعية الصحية في أطباء بلا حدود كيفية الإصابة بمرض الجرب والتعافي من العدوى وتجنبها. هايتي، في فبراير/شباط 2023.
Alexandre Marcou/MSF

وتوضح الدكتورة إينغليد إيمران، وهي طبيبة تعمل في العيادة المتنقلة، "أعاين بين 50 و70 مريضًا في يوم عادي، معظمهم شابات مصابات بأمراض منقولة جنسيًا، ونساء مسنات يعانين من آلام مزمنة ومن ارتفاع ضغط الدم، وأطفال صغار أصيبوا بالتهابات الجهاز التنفسي".

هذا ويعالج فريقنا الطبي المتنقل الكثير من الأشخاص المصابين بالجرب، علمًا أنه يعدّ أكثر الأمراض شيوعًا في جميع العيادات، وهو مرض جلدي معدٍ يسببه العث الصغير الذي يخترق الجلد، ويُعتبر الجرب أحد أعراض الظروف المعيشية غير الصحية. ويشيع انتشاره بشكل خاص في أنحاء المدينة التي تشح فيها المياه وتنتشر مرافق الصرف الصحي غير المناسبة.

وتردف تراينتي قائلة، "نقدم من خلال عياداتنا المتنقلة الرعاية الصحية الأساسية وخدمات التثقيف الصحي، كما نحيل المرضى الذين يعانون من حالات أكثر تعقيدًا إلى مرافق صحية أخرى. نوفر كذلك مياه الشرب ونرمم مرافق الصرف الصحي. نحن نبحث على الدوام عمّا يمكننا تقديمه من مساعدة إضافية، لكن الاحتياجات مهولة بحد ذاتها". 

التأقلم مع الاحتياجات المتغيرة

عُلّق العمل في عياداتنا المتنقلة بين سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول من عام 2022، ويرجع ذلك من جهة إلى الاحتجاجات الحاشدة ومن جهة أخرى إلى تفشي الكوليرا الذي عصف بالبلاد. في بداية التفشي، انتقلت فرق العيادة المتنقلة لتستجيب لانتشار الكوليرا بإنشاء مرافق علاج جديدة وتطبيق تدابير استجابة مجتمعية للتعامل مع التفشي.

بين أكتوبر/تشرين الأول 2022 وأبريل/نيسان 2023، عالجت أطباء بلا حدود أكثر من 16,829 مريضًا بالتعاون مع السلطات الهايتية. ورغم أن عياداتنا المتنقلة عاودت العمل، إلا أن العنف يسجل مستويات هائلة، مشددًا على أهمية الالتزام بالمرونة.

المقال التالي
هايتي
بيان صحفي 29 أغسطس/آب 2023