في الأشهر الثلاثة التي أعقبت افتتاح مستشفى تاباري للإصابات البالغة، استقبل هذا المستشفى الذي تُديره منظّمة أطباء بلا حدود في بورت أو برانس ما يزيد عن 360 مريضًا يحتاجون إلى الرعاية المُنقذة للحياة، بمن فيهم أكثر من 220 مريضًا مصابًا بجروح الأعيرة النارية والإصابات الأخرى الناجمة عن العنف.
وفي هذا الصدد، يقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في هايتي، حسان عيسى، "منذ افتتاح المستشفى، شهدنا يوميًا الأثر المدمّر الذي يُحدثه العنف – بدءًا من القتال بين العصابات وصولًا إلى العنف الممارس في المظاهرات السياسية – على حياة الناس في بورت أو برانس وخارجها".
ويُردف قائلًا، "عدد الإصابات الخطيرة الناجمة عن العنف التي عالجناها ما هي إلا خير برهان على الوضع المزري السائد اليوم في المناطق المدنية في هايتي، حيث تتكرّر بانتظام عمليات إطلاق النار بين العصابات وسرقة السيارات والخطف".
زيادة القدرة الاستيعابية للاستجابة للاحتياجات العالية
ومن أجل مساعدة المزيد من المرضى، ضاعفت أطباء بلا حدود من قدرة المستشفى الاستيعابية بعد فترة وجيزة من افتتاحه من خلال زيادة سعته إلى 50 سريرًا. ومُذاك الحين، بقي المستشفى شبه ممتلئ على الدوام، مع ارتفاع عدد المرضى الذين يستقبلهم بشكل خاص وملحوظ في أعقاب أعمال العنف أو الحوادث الكبرى.
أما مؤخرًا، فبلغت الأنشطة ذروتها خلال الأسبوع الفائت في فترة الكرنفال، فقد استقبل المستشفى 37 مريضًا جديدًا، ما يعد أكبر عدد وصل إليه المستشفى في أسبوع واحد. وخلال هذه الفترة نفسها، رافقنا موظّفينا من العمل وإليه بغية ضمان توفير الخدمات على مدار الساعة، بالرغم من الحواجز المسلحة على الطرقات وحظر التجوّل في المدينة بعد وقوع تبادل إطلاق نار مميت بين الجيش ومتظاهرين من عناصر الشرطة.
الأعيرة النارية وحوادث السير من بين أكثر أسباب الإصابات شيوعاً
خلال الأشهر الثلاثة الماضية، عالج مستشفى الإصابات البالغة مرضى من الكثير من الأحياء المجاورة لبورت أو برانس والمناطق المحيطة بها، بحيث جاء معظم المرضى من بورت أو برانس (20 في المئة) وكروا دي بوكيه (13 في المئة) ودلماس (13 في المئة) وسيتي سولاي (11 في المئة) وكارفور (11 في المئة).
أمّا أكثر مسببات الإصابات شيوعًا فكانت الطلقات النارية (50 في المئة من المرضى الذين تلقوا العلاج في المستشفى)، تليها حوادث المرور على الطرق (31 في المئة) والإصابات الأخرى المرتبطة بالعنف، بما في ذلك جروح الطعن التي قد تكون مميتة (12 في المئة).
يعمل طاقمنا في مستشفى تاباري للإصابات البالغة يوميًا للمساعدة في تلبية احتياجات السكان. علاوةً على إجراء العمليات المُنقذة للحياة وتوفير الرعاية في حالات الطوارئ، بدأنا بتقديم خدمات المتابعة والعلاج الفيزيائي إلى المرضى الذين استكملوا علاج إصاباتهم في المستشفى في يناير/كانون الثاني.
منذ صيف عام 2018، تعاني هايتي من أزمة سياسية واقتصادية فرضت ضغطًا شديدًا على نظام الرعاية الصحية في البلاد. نتيجة لذلك، عزّزت منظّمة أطباء بلا حدود مساعدتها لوزارة الصحة العامة والسكان من خلال توفير الدعم للمستشفى العام الرئيسي في بورت أو برانس، ومستشفى في بورت سالوت في إدارة سود (الجنوبية) و10 مراكز صحية في جميع أنحاء البلاد. بالإضافة إلى ذلك، نواصل إدارة مستشفى درويارد بيرنز في سيتي سولاي التي تقع قرب بورت أو برانس، ومركز الطوارئ التابع لأطباء بلا حدود في مارتيسان، وعيادة بران مين إم للناجين من العنف الجنسي في دلماس. في فبراير/شباط، افتتحنا مشروع جديد في هايتي، والذي يركّز على الصحة الجنسية للمراهقين، بما في ذلك حالات العنف الجنسي، في غوناييف في إدارة أرتيبونيت. لمعرفة المزيد حول عمل أطباء بلا حدود في هايتي خلال العقد الماضي، يرجى قراءة تقريرنا لعام 2020، "هايتي: بعد مرور عشر سنوات".