كيف أمسى الوضع في ماريوبول؟ هل تتمكنون من التواصل مع الطواقم الموجودة في المدينة؟

إن الوضع الإنساني كارثي في ماريوبول. أبلغنا موظفونا أنهم يحاولون المحافظة على سلامتهم بيأس في ظل استمرار الهجمات العنيفة ونقص الإمدادات الغذائية بشكل خطير، إذ تفتقد المدينة لخدمات الماء والكهرباء والتدفئة وانقطعت خدمات الانترنت والهاتف. هذا وطالت أضرارٌ هائلة المستشفيات ومحلات البقالة والأبنية السكنية.

وفي ظل هذا كله، بات إحضار مواد الإغاثة إلى المدينة أشبه بالمستحيل. تحدثنا مع أحد أفراد الطاقم عن طريق هاتف يعمل بالأقمار الصناعية نهاري الجمعة والسبت (04-05 مارس/آذار) وأخبرنا كيف يضطر الناس في المدينة إلى الاعتماد على مياه الثلج لكي يعيشوا. إننا نشعر بقلق بالغ حيال سلامة طواقمنا وآلاف الأشخاص الّذين وجدوا أنفسهم في هذه الظروف المروعة. 

ماذا تفعلون لتأمين خروج الطاقم من المدينة؟

في هكذا ظروف بائسة، قد يظن الناس أن الحل الوحيد المتوفر هو الهروب من المدينة. لكن الوضع ليس بهذه البساطة. فبالنسبة إلى الكثير من أفراد الطاقم، ماريوبول هي الوطن الّذي يسكن فيه الأصدقاء والعائلة والمكان الّذي تربطهم به ذكريات ومشاعر. هذا ويعرف هؤلاء الأشخاص أنهم إذا ما تركوا منازلهم اليوم، فإنهم قد لا يتمكنون من العودة إليها أو من رؤيتها مجددًا.

وهذه ليست المرة الأولى التي يشهدون فيها حربًا. فقد خاضوا غمار ثماني سنوات من النزاع عندما انقسم إقليم دونيتسك بين مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تسيطر عليها المجموعات الانفصالية. وانقطعوا حينها عن الكثير من البلدات والمدن على طول خط التماس. ومن شأن هذا الخيار أن يغير حياتهم كليًا.  

إننا نبذل كل ما في وسعنا لكي نؤمن خروج الأشخاص الّذين يرغبون بالمغادرة. ونتواصل مع منظمات أخرى لنبحث في طرق للتعاون على إخراج طاقمنا من ماريوبول. يملك بعض موظفينا في المدينة سيارات، وسنؤمن سيارات من سياراتنا للأشخاص الّذين لا يملكون سيارات. وفي هذا السياق، لا تشكل الشؤون اللوجستية العائق الأكبر. إننا ندعو الممسكين بزمام السلطة في ماريوبول إلى تأمين الخروج الآمن لكل من يرغب بالمغادرة.

لماذا تدعو أطباء بلا حدود إلى تأمين عبور آمن؟

إن توفير سبل لفرار السكان عند اندلاع أي حرب هو مبدأ إنساني. وعليه، لا بد من حماية المدنيين العالقين في خضم النزاع. وتكمن الأهمية الأكبر بالنسبة إلينا في ضمان سلامة الناس وكرامتهم. وبعدما عملنا على خطوط المواجهة في مناطق متعددة تشهد حربًا، شهدنا على المعاناة الهائلة التي تولّدها هذه الظروف.

ورأينا العواقب التي يتكبدها الناس العالقين بين خطوط القتال. وفي هذا الصدد، نريد أن نوجّه نداءً يدعو إلى الحفاظ على حياة المدنيين وحماية كل ما يحتاجه الناس للعيش بكرامة عبر تأمين الإمدادات الغذائية والماء والتدفئة والكهرباء، نداءً يدعو إلى تأمين سبل الخروج للأشخاص الراغبين بالمغادرة وتأمين حياة آمنة وكريمة للراغبين في البقاء. إن ما ندعو إليه هو احترام حياة الناس.

إذا غادر جميع موظفي أطباء بلا حدود، هل ستتوقف أنشطة أطباء بلا حدود في شرق أوكرانيا؟

تقدم أطباء بلا حدود الرعاية الصحية في شرق أوكرانيا منذ ثماني سنوات، ولا شك في أننا لن نتخلى عن السكان وهم يحتاجوننا أكثر من أي وقت مضى. إننا ننتظر وصول موظفين إضافيين إلى أوكرانيا لدعم الاستجابة الطبية الطارئة. وفي الوقت الحالي، تتمثل أولوياتنا الملحّة في تأمين المستلزمات الطبية الأساسية للمستشفيات التي تعاني من نقص في مخزون تشتد حاجتها إليه كمجموعات اللوازم الجراحية ومجموعات التعامل مع الإصابات البليغة في سبيل ضمان استمرار توفر الرعاية الصحية الطارئة.

والجدير ذكره أن أغلب الناس الّذين يعيشون في المنطقة هم من كبار السن الّذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري. وعليه، نبحث حاليًا في كيفية إمداد بعض المستشفيات في شرق أوكرانيا بالأنسولين. يقع ضمان استمرارية الرعاية في صلب الاهتمامات بالنسبة إلينا وإلى كبار السن الّذين تهدد الأعراض المزمنة وانقطاع العلاج حياتهم.