Skip to main content
Migrants and Refugees in Mexico shelters
الهجرة من أمريكا الوسطى

الفرار من أعمال العنف في أمريكا الوسطى

في ظل أعمال العنف وانعدام الأمن في أمريكا الوسطى، بالإضافة إلى شتى السياسات المناهضة للهجرة في بلدان مثل البرازيل أو تشيلي، والأزمة الاقتصادية الناجمة جزئيًا عن جائحة كوفيد-19، أُجبر الكثير من المهاجرين على التوجه نحو الشمال.

فتحولت دارين غاب من طريق تسلكه قلة من المهاجرين إلى مسار عبرته أعداد قياسية من الأشخاص في عام 2021 (134,000 شخص) وعدد أكبر في عام 2022 وصل إلى مئتي ألف حتى أكتوبر/تشرين الأول.

هذا وأصبحت الغابة المطيرة بوّابة للطريق المؤدي نحو الشمال ويسلكه آلاف الوافدين من إفريقيا وآسيا. وقد انضم هؤلاء المهاجرون إلى القادمين من أمريكا الوسطى هربًا من العنف والفقر المدقع والابتزاز والتجنيد والاغتصاب الذي ترتكبه العصابات والجماعات الإجرامية الأخرى من المثلث الشمالي لأمريكا الوسطى خلال الرحلة الخطيرة إلى الولايات المتحدة.

فيديو

ثغرة دارين رحلة محفوفة بالمخاطر - بالعربية

وقد كشف التقرير الصادر عام 2020 تحت عنوان "لا مخرج" عن الآثار المدمرة التي تنجم عن تجريم الهجرة على الأشخاص الفارين من العنف والفقر في المثلث الشمالي لأمريكا الوسطى، وأكد على ضرورة حصول المهاجرين وطالبي اللجوء على الرعاية الطبية والنفسية والحماية والمساعدة الإنسانية بصرف النظر عن وضعهم القانوني أو البلد الذي يجدون أنفسهم فيه.

بشكل عام، تعامل المكسيك والولايات المتحدة المهاجرين القادمين من المثلث الشمالي على أنهم مهاجرون اقتصاديون، فتركزت جهودهما على الاحتجاز والترحيل بدلاً من توفير الحماية والدعم. وقد اتسع نطاق ذلك ليشمل بقية المهاجرين الذين يصلون إلى الحدود الشمالية المكسيكية.

من تقرير أطباء بلا حدود "لا مخرج"

سياسات الهجرة الأمريكية بين تشديد الخناق والخطر والترحيل

كانت بروتوكولات حماية المهاجرين أو ما يُعرف بسياسة "البقاء في المكسيك" من السياسات التي فرضتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة خلال إدارة ترامب وجرى تطبيقها في المكسيك. فعندما يصل طالبو اللجوء في الولايات المتحدة إلى الحدود الأمريكية المكسيكية، يُعادون إلى المكسيك لانتظار إجراءات اللجوء هناك، ما يتركهم محاصرين ويفاقم احتياجاتهم في بعض أخطر مدن العالم.

في حين أُلغي بروتوكول "البقاء في المكسيك"، صدر بروتوكول آخر يُعرَف باسم البند 42 خلال جائحة كوفيد-19 وبقي ساريًا. في 12 أكتوبر/تشرين الأول، توسَّع نطاق البند 42، وهو قانون للصحة العامة أسيء استخدامه بهدف إغلاق الحدود الجنوبية للولايات المتحدة أمام طالبي اللجوء، وبات يشمل المهاجرين الفنزويليين، فترك الآلاف منهم عالقين على طول طريق الهجرة. وظل البند 42 ساريًا حتى ديسمبر/كانون الأول 2022 بعدما منع قاضٍ فيدرالي سلطات الهجرة الفيدرالية من مواصلة استخدامه.

 

القتل في بلدي أمر عادي – إنه سهل بقدر قتل حشرة بحذائك رجل هندوراسي تعرّض لتهديد من عصابة أطلقت عليه النار ثلاث مرات بعد أن رفض طلبها بإعطائها مال للحماية

المكسيك

تدعم فرقنا في المكسيك اللاجئين والمهاجرين الذين يعبرون البلاد بأعداد متزايدة، إذ نعمل في عدد من الملاجئ والمواقع على طول طريق الهجرة بحسب حجم تدفق الأشخاص والطرق المختلفة التي يختارونها.

ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلغت أعداد النازحين في أمريكا الوسطى مستويات قياسية عام 2021، مما أسفر عن أزمة إنسانية غير مسبوقة. فقد فرّ نحو مليون شخص من ديارهم هربًا من العنف وانعدام الفرص في بلدانهم الأصلية، وهو وضع تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19.

يشار إلى أن الحكومة الأمريكية الجديدة تحت إدارة بايدن قد أشارت إلى تبنّيها موقفًا أكثر تعاطفًا تجاه المهاجرين واللاجئين غير الشرعيين القادمين من الجنوب، لكنها أبقت على سياسات اللجوء التقييدية متذرّعة بأسباب تتعلق بالصحة العامة، فأغلقت حدودها ورحّلت مئات الآلاف من الأشخاص إلى المكسيك ودول أخرى.

علاوة على ذلك، وفي ظل تجريم الحكومات الإقليمية للهجرة، يُجبر الناس على المجازفة بسلك طرق أكثر خطورة، حيث يتعرضون للسرقة والابتزاز والتعذيب والاعتداء الجنسي والاغتصاب والاختطاف.

وتعمل فرقنا على تحسين توفر الرعاية الطبية والنفسية في مواقع مختلفة على طول طريق الهجرة، مع إعطاء الأولوية للمجموعات الأكثر حاجة على غرار الأطفال والقُصّر غير المصحوبين بذويهم والنساء اللواتي يخضن الرحلة بمفردهن وغير الناطقين بالإسبانية وكبار السن ومجتمع الميم عين وضحايا العنف المباشر.

الهجرة من أمريكا الوسطى
تعرّض هذا الأب الهندوراسي للاختطاف، وتحملت العائلة حياة يومية من العنف الشديد. اضطرت العائلة إلى الفرار من هندوراس، وكان أمامهم مشقة كبيرة طوال الرحلة، فقد ناموا في الهواء الطلق وتعرّضوا للاعتداء.
Arlette Blanco/MSF

غواتيمالا

في كيتزالتينانغو، ثاني أكبر المدن في غواتيمالا، يركز مشروع أطباء بلا حدود على توفير المساعدة للمهاجرين. فيعمل فريقان متنقلان - يتألفان من طبيب واختصاصي في العلاج النفسي واختصاصي اجتماعي ومسؤول عن التوعية الصحية ومدير فريق وسائق- في مواقع مختلفة من مقاطعتي سان ماركوس وهويهويتينانغو لتقديم المساعدة للأشخاص المضطرين إلى مواصلة التنقل كالمسافرين شمالًا نحو المكسيك والولايات المتحدة، أو العائدين إلى ديارهم على غرار أعداد كبيرة من الغواتيماليين المرحّلين.

إضافة إلى ذلك، ندعم مراكز صحية محلية توفر الخدمات للأشخاص في هذه المنطقة الحدودية. ويشار إلى أن المشروع، كغيره من مشاريع أطباء بلا حدود في أمريكا الوسطى، يتضمن أنشطة مكثفة على صعيد المناصرة تستهدف بشكل رئيسي سياسات الهجرة القمعية التي تعتمدها الولايات المتحدة وتدعو إلى تعزيز قدرات الوصول إلى الرعاية وتحديدًا رعاية الصحة النفسية وحماية المهاجرين من العنف.

وفي عام 2021، أطلقت فرقنا مشروعًا يُعنى باعتلال الكلى في أمريكا الوسطى بهدف التطرق إلى المستويات المرتفعة من مرض الكلى المزمن التي تشهدها البلاد. ويركز المشروع على ثلاث بلديات في مقاطعة إسكوينتلا (لا ديموكراسيا، لا غوميرا، سيباوكات)، وهي منطقة مخصصة للزراعة على نطاق واسع بشكل كامل تقريبًا. وتتمثل الأنشطة الرئيسية للمشروع في اكتشاف المرض في مراحله المبكرة ورعاية المرضى والتوعية الصحية.

أطباء بلا حدود تعمل على طول خط الهجرة في أمريكا الوسطى

هندوراس

يبحث الكثيرون في هندوراس، نظرًا إلى كونه أحد أكثر بلدان العالم عنفًا، عن حياة أفضل، فيتوجّهون شمالًا نحو ‏المكسيك والولايات المتحدة الأميركية.‏

لذلك، تدير فرقنا برامج لمساعدة الأشخاص الأكثر حاجة الذين تضرروا من ارتفاع معدلات العنف وحالات الطوارئ المناخية القاسية التي تعصف بالبلاد بشكل متكرر.

وفي العاصمة تيغوسيغالبا، ندير مشروعًا لتقديم الرعاية الشاملة لضحايا العنف الجنسي والناجين منه. كما نواصل العمل مع وزارة الصحة ومنظمات أخرى للموافقة على بروتوكول وطني يضمن حصول الضحايا على الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية.

هذا وقد أطلقت فرق أطباء بلا حدود في عام 2021 عدة استجابات لمساعدة المهاجرين في نقاط مختلفة من البلاد. ففي يناير/كانون الثاني، قدمت فرقنا الدعم لأشخاص كانوا يهاجرون في قافلة كبيرة قبل أن يتضرر كثر منهم من إعصاري إيتا وإيوتا. وفي أبريل/نيسان، قدمنا الدعم الطبي والنفسي لمئات المهاجرين الذين أوقفوا عند المعبر الحدودي الجنوبي مع نيكاراغوا.

وفي سبتمبر/أيلول، بدأ الفريق في تيغوسيغالبا مشروعًا جديدًا لمساعدة المهاجرين عبر عيادتين متنقلتين داخل محطة الحافلات في مدينة كوماياغويلا ونقاط مختلفة من البلاد. وعلى الحدود الشمالية مع غواتيمالا، عملت فرقنا على دعم الأشخاص المرحلين من الولايات المتحدة والمكسيك الذين يصلون غالبًا في منتصف الليل.

أما في تشولوما، في مقاطعة كورتيس الشمالية، فقدمت فرقنا المساعدة الإنسانية والطبية للأشخاص الذين تواصلت معاناتهم من الإعصارين اللذين ضربا البلاد في نهاية عام 2020.  وواصل فريقنا في عيادة الأم والطفل تقديم خدمات تنظيم الأسرة واستشارات ما قبل الولادة وما بعدها والرعاية التوليدية الأساسية.

هذا وافتتحنا في عام 2021 عيادة جديدة في سان بيدرو سولا لتحسين إمكانية الحصول على الرعاية الطبية والنفسية للأشخاص الذين ينخرطون في أعمال الجنس ومجتمع الميم عين. وفي ديسمبر/كانون الأول، أطلقنا استجابة طارئة لمساعدة المتضررين من الفيضانات في فيلانويفا.

مهاجرون ولاجئون في المكسيك
تضطر العديد من العائلات إلى الفرار من بلادهم في أمريكا الوسطى جرّاء أعمال العنف التي يتعرّضون لها. 
Juan Carlos Tomasi

بنما

شهدت بنما في عام 2022 عبور عدد قياسي من المهاجرين، حيث وصل العدد إلى حوالي 200,000 مهاجر حتى أكتوبر/تشرين الأول، مقابل 8,600 مهاجر في عام 2020، علمًا أن مهاجرين كثر يخوضون هذه الرحلة برفقة عائلاتهم، بما في ذلك الأطفال الصغار والنساء الحوامل. وفي عام 2022، كانت أغلبية هؤلاء المهاجرين من الفنزويليين.

يمكن أن يستغرق عبور دارين غاب إلى باخو تشيكيوتو - أي أول مجتمع محلي على جانب بنما- أكثر من خمسة أيام في رحلة شديدة الصعوبة. فالتضاريس وعرة تتخلل متعرّجات شديدة الانحدار يجب تسلقها، وفيضانات نهرية مفاجئة، وكثيرًا ما يضيع الناس في هذه المنطقة أو ينفد الطعام والماء منهم أو يتعرضون للهجوم أو السرقة من قبل العصابات الإجرامية الموجودة هناك.

وفي أبريل/نيسان، بدأت فرقنا في إدارة الخدمات للمهاجرين الوافدين إلى باخو تشيكيوتو، وفي مركزين لاستقبال المهاجرين في المنطقة، بالتعاون مع وزارة الصحة. وإلى جانب توفير الرعاية الطبية، قدمت فرقنا الدعم في مجال الصحة لعدد كبير من ضحايا العنف والعنف الجنسي والأشخاص الذين فقدوا أفرادًا من عائلاتهم في الغابة. كما أجرى موظفونا اللوجستيون تحسينات في البنية التحتية للمرافق الصحية وقدموا المشورة في مجال المياه والصرف الصحي. وفي عام 2022، عملت فرقنا في مركز استقبال المهاجرين في سان فيسنتي.

وعلى مدار العام، لم نتوانَ عن تسليط الضوء على ضرورة وجود طرق هجرة آمنة، كما دعونا الحكومات الإقليمية إلى توفير الحماية من العنف للعائلات المهاجرة.

 أنشطة أطباء بلا حدود في السلفادور
طواقم أطباء بلا حدود العاملة في السلفادور، حيث نقدم الرعاية الصحية الطبية والصحية الأساسية في المناطق المتضررة بالمستويات الكبيرة من العنف. السلفادور، في يونيو/حزيران 2018.
أطباء بلا حدود

السلفادور

في عام 2018، عادت فرق أطبّاء بلا حدود إلى السلفادور لأول مرّة منذ تقديم المساعدات في أعقاب ‏إعصار إيدا عام 2009. ‏فاستأنفت عملياتها بالتزامن مع افتتاح عيادات للصحة المجتمعية والصحة النفسية حيث تضررت قدرة السكان على الوصول إلى الخدمات الصحية بسبب تفشي العنف في أحياء سان سلفادور ‏وسويابانغو.‏ يُشار إلى أن نحو 60 في المئة من الأشخاص الذين تلقوا الدعم النفسي خلال عام 2019 أفادوا بتعرّضهم للعنف أو فقدان أحد أفراد أسرهم من جرائه.

وقد بدأت فرقنا بتقليص عملياتها واختتامها في عام 2021 بعد تحسين وصول المجتمعات المتضررة من العنف إلى المرافق الصحية العامة. وقد حرصت فرقنا على ضمان تشغيل خدمات الطوارئ وسيارات الإسعاف بدون انقطاع في الأحياء الأكثر تضررًا من وجود العصابات، والتي كانت مهملة في السابق.

أنشطة أطباء بلا حدود في المكسيك وهندوراس وبنما خلال عام 2021

المقال التالي