داخل مدينة الموصل
افتتحت أطباء بلا حدود مستشفى ولادة مؤلفًا من 15 سريرًا، وهو مستشفى مجاني يعمل على مدار الساعة في مدينة الكرمة شرق الموصل في التاسع عشر من مارس/آذار الماضي. ومنذ ذلك الحين، ساعد طاقم منظمة أطباء بلا حدود المؤلف من قابلات وأطباء نسائيين أجانب وعراقيين في توليد 200 امرأة بشكل آمن.
كما افتتحت المنظمة في 26 مارس/آذار الماضي غرفة الطوارئ على مدار الساعة في مستشفى التأهيل. كذلك، أنشأ طاقم المنظمة وحدة جراحية (في الوقت الحالي، ثمة غرفة عمليات واحدة، غير أنه سيتم إطلاق غرفة ثانية قريبًا)، بالإضافة إلى جناح ما بعد الجراحة مؤلف من 32 سريرًا بهدف تأمين رعاية متوسطة المدّة إلى أولئك الذين يعانون من إصابات عنيفة داخل الموصل وحولها.
بالإضافة إلى ذلك، تتم معالجة حالات باردة ومتابعة جراحية، فضلاً عن أنواع أخرى من الحالات الجراحية في تلك المنشأة. ومنذ افتتاح تلك المنشأة، تم استقبال 336 مريضًا تقريبًا في غرفة الطوارئ وأجريت 30 عملية جراحية تقريبًا فيها.
في شمال شرق الموصل، تعمل منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى تم إنشاؤه داخل دار سابق لرعاية المسنين. كما افتتحت غرفة الطوارئ في شباط/فبراير الماضي وتعمل منذ الأول من آذار/مارس على مدار الساعة، حيث تُقدّم خدمة الطوارئ والجراحة والتوليد (من ضمنها الجراحات القيصرية)، بالإضافة إلى قسم مؤلف من 50 سريرًا لرعاية المرضى داخل المستشفى.
ومنذ افتتاح هذا المستشفى في أوائل شهر أيار/مايو الجاري، عالجت منظمة أطباء بلا حدود 4,376 مريضًا، أكثر من نصفهم (2,286 مريضًا) كانت حالتهم طارئة.
ونظرًا إلى أن تحسّن مستوى الحصول على رعاية صحية شرق الموصل، تراجعت الأنشطة في مستشفى المحاربين في الأسابيع القليلة الماضية، بخاصة من حيث الرعاية الصحية الحيوية. ونتيجة لذلك، تعيد منظمة أطباء بلا حدود مراجعة استراتيجية المشروع
خارج مدينة الموصل
إن مخيّم حمام العليل هو أقرب مخيم للنازحين إلى جنوب الموصل ويقع على بعد 30 كيلومترًا جنوب خطوط الجبهات الحالية. في الواقع، استقبل المخيم موجة كبيرة من النازحين من غرب الموصل منذ بداية الهجوم العسكري، مع توافد مزيد من الأشخاص في كل يوم واستقرارهم في مخيمات مختلفة في المنطقة أو إرسالهم إلى مكان آخر بعد فرزهم من جانب قوات الأمن.
افتتحت منظمة أطباء بلا حدود، في 16 فبراير/شباط الماضي، مستشفى ميداني لعلاج الإصابات البالغة مؤلفًا من غرفة طوارئ وغرفتي عمليات ووحدة عناية فائقة/غرفة إنعاش وقسم لرعاية المرضى داخل المستشفى. وبقي المستشفى لأكثر من شهر المنشأة الجراحية الأقرب إلى غرب الموصل. استقبلت غرفة الطوارئ فيها 2,689 مريضًا من 19 فبراير/شباط حتى 19 مايو/أيار، 55 في المئة منهم كانوا نساء وأطفال و67 في المئة منهم كانوا من جرحى الحرب. حتى الآن، كما أدّى الطاقم في 26 مارس/آذار الماضي و56 جراحة ثانوية.
تدعم منظمة أطباء بلا حدود منذ 15 أبريل/نيسان مركز الرعاية الصحية الأولية التابع لوزارة الصحة في بلدة حمام العليل وقد أجرت ما يقارب 12,232 استشارة في 19 مايو/أيار للسكان المضيفين والنازحين على حد سواء. وفي المركز، تتوّلى فرق المنظمة تضميد الجرحى، من بينهم أولئك الذين تتم متابعتهم بعد إخراجهم من مركز علاج الإصابات البالغة. كما تدير المنظمة أيضا، في حمام العليل، مركز تغذية علاجية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية مع تزايد سريع لعدد المرضى المتكونين أساسًا من الأطفال البالغين من العمر أقل من ستة أشهر.
تُقدّم منظمة أطباء بلا حدود رعاية تالية للجراحة طويلة المدى، بالإضافة إلى دعم في إعادة التأهيل والدعم النفسي في مستشفى الحمدانية، بالتعاون مع منظمة هانديكاب إنترناشونال. بدأت الأنشطة في المستشفى في 15 مارس/آذار وقد استقبلت منظمة أطباء بلا حدود في المستشفى حتى اليوم 189 مريضًا، 44 في المئة منهم من النساء والأطفال. وتحتوي المنشأة في الوقت الحالي على 40 سريرًا بهدف الاستجابة للحاجة الكبيرة للرعاية ما بعد الجراحة وهي تكون ممتلئة تقريبًا بشكل دائم، وتستقبل مرضى جدد بحاجة لمتابعة ما بعد الجراحة فور إخراج المرضى الذين أتموا متابعتهم.
الحويجة
لا يزال قضاء الحويجة، أحد الأقضية الأربعة في محافظة كركوك، المنطقة الثانية الأكبر التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، غير أن الوقت الذي سيمرّ قبل التدخل العسكري الرامي إلى استعادة السيطرة على المنطقة لا يزال مجهولاً.
وإنّ مدينة الحويجة التي بلغ عدد سكانّها حسب التقديرات 117 ألفًا في يونيو/حزيران 2014 عندما سيطر التنظيم على المنطقة محاطة بأكثر من 200 قرية ريفية. وبلغ عدد سكّان القضاء بكامله 288 ألف شخص في يونيو/حزيران 2014، غير أن تقارير أشارت إلى فرار عدد كبير منهم في الوقت الحالي.
في أواخر العام 2015، بدأت أعداد كبيرة من المدنيين تفرّ من جراء صعوبات الحياة في ظلّ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. وفي يونيو/حزيران 2016، قطعت مجموعة ميليشياوية آخر طريق للتجارة من خلال عزل القضاء عن مناطق أخرى يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وعن باقي مناطق العراق. ومنذ ذلك الحين، أصبحت ظروف الحياة بالنسبة إلى الأشخاص الذين بقوا في الحويجة والذين يقدر عددهم بـ70 ألفًا، صعبة. فقد أدّى الحصار إلى تدني كمية الغذاء المتوافرة وارتفاع الأسعار بشكل خيالي.
وتضررت المنشآت الصحية من جراء الضربات الجوية والسرقة المحلية، وسط افتقار المنطقة الكبير للعمال الصحيين والأجهزة الطبية (الأدوية والمعدات والمواد). من المتوقع أن يعيق الهجوم العسكري بشكل إضافي القدرة على الحصول على الخدمات الأساسية ويؤدي إلى تفاقم الوضع الانساني الذي هو في الأساس وضع حرج.
ومن بين النازحين الذين يقدر عددهم بـ88 ألفًا وقد أفادت تقارير برحيلهم منذ أغسطس/آب 2016، نصفهم تقريبًا نازحون ضمن محافظة كركوك حيث تعيش الغالبية في المخيمات الستة للنازحين داخليًا في المحافظة. وفرّ 30 ألفًا آخرون إلى محافظة صلاح الدين المجاورة. وأفاد السكان بأن السبب الرئيس لفرارهم هو نقص الغذاء ومياه الشرب.
تدير منظمة أطباء بلا حدود منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2016، عيادتين متنقلتين في نقطة تفتيش مكتب خالد وموقع فرز الدبس للاستجابة إلى الاحتياجات الفورية للفارين من الحويجة. وتتضمّن الخدمات المقدّمة في العيادتين رعاية صحية أولية وإسعافًا أوليًا ورعاية للصدمات النفسية والإحالة إلى مستشفى كركوك وقسم الطوارئ بالنسبة إلى الحالات الخطرة.
كذلك، رمّمت المنظمة منشآت المياه والصحية في الموقعين وتعمل على توزيع المياه. وتدير المنظمة في مخيم دقوق للنازحين عيادة للأمراض غير المنقولة وأنشطة للصحة النفسية. كذلك، تدعم المنظمة غرفتي الطوارئ التابعتين لمستشفيي كركوك الرئيسيين وقد أجرت ورش عمل للاستجابة الطارئة، من بينها تدريب على كيفية التعامل مع إصابات البطن والصدر، بالإضافة إلى استجابات للإصابات البالغة المتقدمة تحضيرًا للأعداد الهائلة من الضحايا التي قد تسقط نتيجة لأي هجوم مقبل على الحويجة.