Skip to main content
War Wounded Patient - Ongoing Fighting Affected Population

ارتفاع عدد الإصابات البليغة جراء القتال العنيف في لشكر كاه

منذ شهر مايو/أيار، اشتد القتال في أفغانستان وارتفعت حدة الاشتباكات بين الجيش الأفغاني وإمارة أفغانستان الإسلامية (أو ما يعرف بطالبان) كما انتقلت الاشتباكات إلى مناطق حضرية مثل مدينة لشكر كاه في إقليم هلمند.

وفي هذا الصدد تقول منسقة أطباء بلا حدود لمشروع هلمند، سارة ليهي، "تواصلت الأعيرة النارية والغارات الجوية وقذائف الهاون دون هوادة في مناطق مكتظة بالسكان. وقد جرى قصف المنازل كما أصيب الكثير من الأشخاص بإصابات بليغة".

وتضيف، "إنّ القصف داخل المدينة يصعّب علينا عملية الاستجابة، إذ تمثّل فرقنا جزءا من المجتمع وهم يخافون من مغادرة منازلهم كما هو حال الكثير من الناس. إنه أمر خطير للغاية كما أنّ الحياة متوقفة. يقضي بعض زملائنا الليلة في المستشفى لأنّه أكثر أمانًا وليستطيعوا مواصلة علاج المرضى. إلاّ أن الوضع مريع منذ أشهر وقد ازداد سوءا الآن".

أنشطة أطباء بلا حدود في أفغانستان
يتلقى هذا الولد الذي يعاني من إصابة بطلقة نارية العلاج في مستشفى بوست في لشكر كاه في إقليم هلمند. أفغانستان، في مايو/أيار 2021.
MSF/Tom Casey

ورغم هذه التحديات، استمر مستشفى بوست الذي تدعمه أطباء بلا حدود في العمل وشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الاحتياجات المتعلقة بالإصابات البليغة خلال الأسبوع الماضي.

وتقول ليهي، "أجرينا عشر عمليات جراحية خلال يوم واحد لأشخاص أصيبوا جراء العنف وهو أمر غير مسبوق لأطباء بلا حدود هنا، إذ لا تعدّ المنظمة مقدّم رعاية الإصابات البليغة الأساسي في لشكر كاه. قبل الأسبوع الماضي، كنا نجري معدّل عمليتين جراحيتين يوميا لجرحى الحرب". وتدير منظمة أخرى مركز علاج الإصابات البليغة الرئيسي في المدينة، وهو يتعّرض لضغط هائل كذلك، لذلك يحيل المركز الأشخاص الذين لا يستطيع استقبالهم إلى أطباء بلا حدود من أجل تقديم الرعاية لهم.

يقضي بعض زملائنا الليلة في المستشفى لأنّه أكثر أمانًا وليستطيعوا مواصلة علاج المرضى. سارة ليهي، منسقة أطباء بلا حدود لمشروع هلمند

وبين 29 و31 يوليو/تموز فقط، عالجت أطباء بلا حدود 70 جريح حرب، كما عالجت منذ 3 مايو/أيار إلى 31  يوليو/تموز ما مجموعه 482 جريح حرب. وقد حدثت معظم الإصابات (92 في المئة) جراء إصابات بالقذائف والرصاص ونحو ربعها (26 في المئة) بين أشخاص دون سن الثامنة عشرة. ويعدّ عدد المرضى الذين عالجتهم أطباء بلا حدود جزءًا بسيطًا من العدد الحقيقي للأشخاص الذين أصيبوا جراء العنف.

وقد فاقم القتال الاحتياجات الصحية بعيدًا عن رعاية الإصابات البليغة. فقد أدى انعدام المرافق الطبية التي تعمل بشكل جيد وبأسعار معقولة في هلمند، إلى اعتماد الناس على مستشفى بوست ذو طاقة استيعابية من 300 سرير، والذي يعدّ مستشفى الإحالات الوحيد في الإقليم الذي يقدّم خدمات رعاية حديثي الولادة الأساسية وطب الأطفال والمرضى المقيمين والعناية المركزة والأمومة وسوء التغذية والجراحة وغيرها من الخدمات.

ومنذ شهر مايو/أيار شهدت فرق أطباء بلا حدود ارتفاعًا مقلقًا في شدّة حالات المرضى عند وصولهم إلى المستشفى. وقد وصف الناس كيف أُجبروا، رغم حاجتهم إلى الرعاية الطبية، على الانتظار في المنزل حتى يهدأ القتال أو على سلك طرق بديلة خطيرة. وقد انخفضت إمكانية الحصول على الرعاية الصحية بشكل خطير مع اندلاع القتال في مكان غير بعيد عن مستشفى بوست وشدّة خوف الناس من مغادرة منازلهم بسبب العنف.

أنشطة أطباء بلا حدود في أفغانستان
أصيب محمود عندما كان يحاول الفرار من منزله مع عائلته خارج لشكر كاه. أفغانستان، مايو/أيار 2021.
MSF/Tom Casey

ويقول أحد الأطباء الذي يعمل في غرفة الطوارئ ووحدة العناية المركزة التابعة لأطباء بلا حدود في مستشفى بوست، "كان لدينا مرضى قد حوصروا في تبادل لإطلاق النار. وعلاوة على أعراض على غرار الإسهال الحاد، فقد أصيبوا برصاصة في الكتف أو في الساق".

ويضيف "يجبر النزاع الناس على التفكير عشر مرات إذا كانوا يريدون فعلاً القيام بهذه الرحلة، ويرجئونها إلى حين يصعب الإنتظار أكثر من ذلك عندما لا يفتح أقاربهم أعينهم لمدة يومين أو ثلاثة أيام أو عندما ينخفض تنفّسهم أو يتوقفون عن الاستجابة. ومن منظور طبي، يكون قد فات الأوان تقريبًا".

كان لدينا مرضى قد حوصروا في تبادل لإطلاق النار. وعلاوة على أعراض على غرار الإسهال الحاد، فقد أصيبوا برصاصة في الكتف أو في الساق. طبيب غرفة الطواىئ لدى أطباء بلا حدود

وحتى عندما يصل هؤلاء الأشخاص إلى مرافق الرعاية، لا يعدّ ذلك سوى الخطوة الأولى، إذ أنّ للنزاع عواقب بعيدة المدى، كما يوضح أحد المرضى الذي أصيب برصاصة في كل من ذراعيه، "تعتمد عائلتي كلها عليّ، لكنني أشعر بأنني لن أستطيع العمل في المستقبل بسبب إصاباتي. سيصبح من الصعب جدًا إعالة عائلتي. لقد غادرت منزلي ولا أستطيع العودة إلى هناك".

أصبح تأثير القتال واضحًا للعيان حتى بين فرق أطباء بلا حدود، كما يشرح أحد أطباء المنظمة، "إنّ أفراد الفرق الطبية مرهقون، بسبب صعوبة العمل ورؤية هذا العدد من المرضى. وعلاوة على ذلك، يضطر الناس إلى التعامل مع الكثير من الضغوطات الخارجية والقلق". تستمر أطباء بلا حدود في تقديم الرعاية الصحية التي تشتدّ الحاجة إليها في مستشفى بوست، كما تنفّذ مشاريع في أربعة مواقع أخرى في أنحاء البلاد وهي هيرات وقندهار وخوست وقندوز.

المقال التالي
أفغانستان
تحديث حول مشروع 22 ديسمبر/كانون الاول 2021