تخوض النساء من كل الأعمار والأجناس والجنسيات والأديان تجربة الإجهاض في جميع أنحاء العالم. فتشير التقديرات إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء ستختبر الإجهاض في مرحلة ما من حياتها. ومع ذلك، تستمر وصمة العار بملاحقة النساء الراغبات بالإجهاض، فتواصل المرأة المعاناة في صمت.
عندما يتعذّر الحصول على رعاية الإجهاض الآمن، تلجأ العديد من النساء والفتيات إلى طُرق الإجهاض الخطرة، من دون إيلاء الاعتبار لسلامتهن والقيود القانونية. وبما أن مشاريع أطباء بلا حدود غالبًا ما تشهد معاناة المريضات من جرّاء الآثار الشديدة المُهدِّدة أحيانًا للحياة والمترتبة على الإجهاض غير الآمن، فقد وسعنا نطاق جهودنا لمساعدة النساء في الحصول على رعاية الإجهاض الآمن وإيجاد السُبل الكفيلة بتوفيرها في مشاريعنا.
في عام 2022، قدمنا أكثر من 44,900 عملية إجهاض آمن في 36 بلدًا حول العالم لنساء وفتيات طلبن إجراءه. كما قدمنا العلاج للأكثر من 25,130 امرأة وفتاة من المضاعفات المرتبطة بالإجهاض.
حقائق عن الإجهاض
استجابتنا
من أجل الحد من وفيات الأمهات ومعاناتهن بسبب الحمل غير المرغوب فيه والإجهاض غير الآمن، تقدم منظّمة أطباء بلا حدود مجموعة شاملة من خدمات الرعاية الصحية الإنجابية، بما في ذلك وسائل منع الحمل، ورعاية الإجهاض الآمن، والرعاية ما بعد الإجهاض.
كما نتحدث علنًا ضد السياسات الحكومية الضارة مثل قاعدة "كم الأفواه العالمي" والجهود الأخرى للحد من إمكانية الحصول على الرعاية، ونتشارك المعلومات الواقعية القائمة على الأدلة حول رعاية الإجهاض الآمن. نُجري كذلك البحوث للتحرّي عن شدة المضاعفات الناجمة عن الإجهاض غير الآمن وعلاجها في البيئات المتضرّرة من النزاعات.
مجموعة شاملة من خدمات الرعاية الصحية الإنجابية
وسائل منع الحمل: تهدف مشاريعنا إلى توفير مجموعة متنوعة من وسائل منع الحمل لتلبية الاحتياجات المختلفة لمريضاتنا، بما في ذلك الغرسات، واللولب الرحميّ، وحقن منع الحمل، وحبوب منع الحمل الفموية، والأوقية الذكرية.
وبينما نعمل في بيئات قد تؤدي فيها الأزمات أو النزاعات المستمرة إلى تقييد فرص الحصول على الخدمات، فإننا نسعى جاهدين إلى تكييف برامجنا المعنية بمنع الحمل بما يسمح بالوصول إلى النساء أينما كن؛ فأنشأنا مثلاً أدوات لدعم نماذج رعاية منع الحمل التي تُدار ذاتيًا والقائمة على المجتمع.
في عام 2022، قدمت منظّمة أطباء بلا حدود 660,020 استشارة حول منع الحمل.
رعاية الإجهاض الآمن: في عام 2004، أصدرت منظّمة أطباء بلا حدود قرارًا ينص على ضرورة دمج رعاية الإجهاض الآمن في خدمات الرعاية الصحية الإنجابية الروتينية. ورغم هذه السياسة، لم يبدأ في السنوات التي تلت ذلك سوى عدد قليل جدًا من مشاريع أطباء بلا حدود في توفير رعاية الإجهاض الآمن.
أما الأسباب الرئيسية الكامنة خلف هذا التقاعس فهي العوائق الداخلية، مثل وصمة العار المرتبطة بالإجهاض، والمعتقدات والتصورات الخاطئة، والمخاوف الأمنية. وبغية زيادة توافر رعاية الإجهاض الآمن في مشاريع أطباء بلا حدود، أنشأت المنظّمة في عام 2016 فريق عمل معني برعاية الإجهاض الآمن.
بدعم من فريق العمل هذا، طوّرت منظّمة أطباء بلا حدود نهجًا منتظمًا لدعم الفرق الميدانية في توفير رعاية الإجهاض الآمن، إلى جانب تطوير أدوات وموارد متعددة. وقد أدّت هذه المبادرة دور المحفِّز على التغيير على نطاق المنظّمة بكاملها.
في عام 2022، قدمنا 44,900 عملية إجهاض آمن في 36 بلدًا حول العالم لنساء وفتيات طلبن إجراءه.
رعاية ما بعد الإجهاض: رغم هذا التقدم، تواصل فرق أطباء بلا حدود يوميًا علاج المضاعفات الناجمة عن الإجهاض غير الآمن، وهو ما يُعرف باسم رعاية ما بعد الإجهاض.في عام 2022، عالجت منظّمة أطباء بلا حدود أكثر من 25,130 حالة مضاعفات مرتبطة بالإجهاض، أغلبها بسبب الإجهاض غير الآمن.
يسلّط هذا الرقم الضوء على الحقيقة المؤسفة المتمثلة في أن النساء ما زلن غير قادرات في كثير من أنحاء العالم على الحصول على خدمات الإجهاض الآمن التي يحتجن إليها.
التثقيف والدفع إلى التغيير والبحوث حول الإجهاض
تتشارك منظّمة أطباء بلا حدود المعلومات الواقعية القائمة على الأدلة حول الإجهاض من أجل القضاء على وصمة العار المرتبطة بالإجهاض وتبديد المعتقدات والتصورات الخاطئة. في يناير/كانون الثاني 2020، أطلقت منظّمة أطباء بلا حدود دورة مجانية ومفتوحة المصدر على الإنترنت وقائمة على الأدلة حول الإجهاض الدوائي.
وهذه الدورة التي تم إعدادها بالشراكة مع مبادرة "كيف تستخدمين حبة الإجهاض" ، مؤلفة من خمسة مقاطع فيديو رسوم متحركة توفر المعلومات حول كيفية الإجهاض بأمان باستخدام حبوب الإجهاض في كل من الثلث الأول والثاني من الحمل.
كما تتحدّث منظّمة أطباء بلا حدود علنًا عن الحاجة الطبية إلى رعاية الإجهاض الآمن المُنقذة للحياة. نحن نتشارك قصص المريضات اللواتي يفتقرن إلى الرعاية، وقصص الأطباء والممرضين الذين يرون الآثار المدمرة للإجهاض غير الآمن كل يوم.
نحن نُعارض أيضًا علنًا السياسات الحكومية الضارة، مثل قاعدة "كم الأفواه العالمي" التي تم إلغاؤها مؤخرًا. في حين يشكّل ذلك خطوة أولى مهمة، لا يزال هناك العديد من الحواجز الأخرى التي يتوجب التغلّب عليها لضمان حصول الجميع على هذه الرعاية.
وأقامت منظّمة أطباء بلا حدود شراكة مع معهد غوتماشر، وإيباس، ووزارات الصحة في ثلاثة بلدان (جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية أفريقيا الوسطى، ونيجيريا) في إطار دراسة مدتها ثلاث سنوات لتقييم وتيرة الإصابة بالمضاعفات المرتبطة بالإجهاض وحدّتها وكذلك جودة الرعاية المتعلقة بالإجهاض.