Skip to main content
La Guajira, Colombia
التقرير الدولي عن أنشطة أطباء بلا حدود لعام 2019

كولومبيا

مهاجرون فنزويليون وأشخاص من سكان الوايو الأصليين في إحدى التجمعات السكنية الواقعة في بلدة أوريبيا التابعة لمنطقة لاغواخيرا، حيث تدير منظمة أطباء بلا حدود عيادة متنقلة. كولومبيا، أغسطس/آب 2019.
© MSF
أنشطة أطباء بلا حدود في كولومبيا في العام 2019 تجددت أعمال العنف في كولومبيا خلال 2019 في ظل اقتتال المجموعات المسلحة على مناطق متنازع عليها. وقد قدمت منظمة أطباء بلا حدود المساعدات للكولومبيين الذين أجبروا على النزوح وتعرضوا للحصار، كما قدمنا الدعم للمهاجرين الفنزويليين.
Colombia MSF projects in 2019 - AR

تعمل فرقنا في منطقة كاكوا، حيث وفرت الدعم النفسي للسكان الأصليين من شعب الناسا بعد مجزرة راح ضحيتها عدد من الأشخاص. أما في تشوكو فقد أدارت فرقنا خدمات صحية عامة ونفسية لمساعدة السكان الأصليين من شعب الوونان نونام الذين نزحوا جراء الاشتباكات بين الفصائل المسلحة في مركز مدينة دوكوردو. كما قام فريق تابع لأطباء بلا حدود يعمل في نورتي دي سانتاندير بتوفير خدمات الرعاية الصحية العامة والنفسية وتوزيع مستلزمات الإيواء خلال الأسبوع الأخير من العام على أكثر من 100 شخص كانوا عالقين في مدرسة في منطقة هاكاري.

ومن ناحية أخرى فقد ركز فريق الاستجابة الطارئة المتنقل بشكل حصري على الطوارئ الإنسانية في منطقة نارينو التي تعد من أكثر مناطق البلاد تضرراً جراء تجدد النزاع والحوادث العنيفة الأخرى التي تعيشها كولومبيا. وقد قدمت طواقمنا الرعاية الطبية والنفسية للأهالي المحليين والنازحين العالقين جراء الاشتباكات بين المجموعات المسلحة في مناطق أولايا وهيريرا وروبيرتو بايان وماغوي بايان وتوماكو وغيرها. كما تبرعنا بمستلزمات الإيواء لمئات الأسر في التجمعات السكنية المؤقتة.

هذا وقد شهدت فرقنا مجدداً على تبعات النزوح والحصار على الصحة النفسية للناس. إذ يقود التوتر والقلق والخوف إلى تفاقم الآثار النفسية الاجتماعية التي تخلفها أحداث العنف. كما أن عدم استجابة السلطات في الوقت المناسب يزيد من شعور الناس بغياب الحماية وعدم اليقين.

تعمل فرقنا المتواجدة في كولومبيا على التصدي لتبعات الصحة النفسية التي تخلفها التهديدات وعمليات القتل الموجهة والنزوح الناجم عن العنف في المدن. وقد استمرت طواقمنا العاملة في بوينافنتورا في تقديم الاستشارات عبر خط هاتف مخصص لذلك، إضافةً إلى خدمات الرعاية الشاملة لضحايا العنف الجنسي والنساء اللواتي يرغبن في إنهاء الحمل.

تقديم المساعدات للاجئين والمهاجرين الفنزويليين

وسط هذا المشهد الذي يتسم بتصاعد العنف الناجم عن التطبيق غير المتناسق لاتفاقيات السلام، فقد أضحت كولومبيا بلداً للعبور وملاذاً لملايين الناس الفارين من الأزمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تعصف بفنزويلا. وتشير الأرقام الرسمية إلى وجود نحو 1.6 مليون فنزويلي في كولومبيا. وبالرغم من أن معظمهم يعيش في المدن الرئيسية إلا أن الآلاف منهم قد استقروا في مناطق قريبة من الحدود الفنزويلية مثل لاغواخيرا ونورتي دي سانتاندير وأروكا، حيث يواجهون تبعات النزاع في ظل ضعف الجهود الحكومية في تلك المناطق.

واستجابةً لتنامي احتياجات الفنزويليين في كولومبيا فقد أنشأت منظمة أطباء بلا حدود ثلاثة مشاريع تركز على الرعاية الصحية العامة والصحة النفسية والخدمات الصحية الجنسية والإنجابية في تلك المناطق، مستهدفةً بالتحديد النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة. وقدمت فرقنا المساعدات في مناطق ريوهاتشا وتيبو وتامي ونظمت عيادات متنقلة تنفذ زيارات متعددة شهرياً في مناطق على غرار أوريبيا ومايكاو وماناوري في لاغواخيرا، وبويرتو سانتاندير ولا غابارا في نورتي دي سانتاندير، وسارافينا وأراكويتا في أروكا.

ويشار إلى أن فرقنا لاحظت خلال عملها العديد من مواطن الضعف التي يعاني منها المهاجرون وطالبو اللجوء الفنزويليون الذين لم يستطيعوا تأمين وضع نظامي في كولومبيا. فإضافةً إلى مخاطر تجنيدهم على يد المجموعات المسلحة وإجبارهم على العمل في الدعارة، تجدهم يواجهون مشاكل في الحصول على المساعدات الطبية حيث أن نظام الرعاية الصحية العام يقصيهم من جميع الخدمات باستثناء الولادة واللقاحات والطوارئ الطبية. كما أنهم يعانون في الحصول على التعليم والمأوى وإيجاد عمل لا يستغلهم أو يعرضهم للخطر.

أنشطة أطباء بلا حدود في كولومبيا
عائلة فنزويلية مهاجرة في تيبو التابعة لمنطقة نورتي دي سانتاندير الحدودية حيث توفر طواقم أطباء بلا حدود الرعاية الصحية. كولومبيا، مايو/أيار 2019.
Esteban Montaño/MSF

إيصال صوت المستضعفين من النساء والمهاجرين

يسعى عملنا في هذا الإطار إلى تحسين فرص النساء في الحصول على خدمات الإجهاض الآمن. وقد قمنا في إطار استراتيجيتنا بنشر تقرير يحمل عنوان "الإجهاض غير الآمن، النساء في خطر" ويهدف إلى تعرية العوائق الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية التي تحول دون حصول النساء على هذه الخدمات. إذ يكشف التقرير بأن 88 في المئة من أصل 428 مريضة عالجتهن طواقم أطباء بلا حدود خلال عامي 2017 و2018 واجهن على الأقل عقبة واحدة من العقبات التالية: العوائق الاجتماعية (وصمة العار أو تحرش أفراد الأسرة والأصدقاء)، العوائق الاقتصادية والجغرافية، نقص المعلومات حول القوانين المتعلقة بالإجهاض. ويشار إلى أن 27 في المئة من المريضات اللواتي طلبن الخضوع لإجهاض آمن في أحد المرافق الصحية قبل المجيء إلى أطباء بلا حدود كن قد واجهن الرفض.

هذا وساعدت طواقم أطباء بلا حدود 460 امرأة على إنهاء حملهن بأمان، كما أشرفت على 120 عملية إجهاض جرت في المستشفيات العامة. وقد دفعتنا النتائج التي خلص إليها التقرير إلى دعوة السلطات الصحية لبذل الجهود لضمان الوقاية من الحمول غير المرغوب بها بتعزيز فرص الحصول على خدمات التنظيم الأسري وتبسيطها والتركيز بشكل خاص على المراهقين الفقراء أو الذين يعيشون في الأرياف. كما أننا طالبنا السلطات بالحؤول دون وقوع الوفيات وغيرها من عواقب الإجهاض غير الآمن من خلال تأمين خدمات الإجهاض الآمن الشاملة للنساء والفتيات في مختلف أنحاء البلاد.

ودعت منظمة أطباء بلا حدود إلى تعزيز الاستثمار الدولي وتوسيع العمليات بالأخص في مناطق النزاعات، وتأمين مساعدات أكبر في إطار خدمات الصحة الجنسية والإنجابية للمهاجرين.

المقال التالي
أطباء بلا حدود