2,860
2,86
880
88
وقعت هايتي منذ أواسط عام 2018 ضحية أزمة سياسية واقتصادية خانقة. وقد أدى استمرارها خلال عام 2019 إلى مظاهرات عارمة كانت تتسبب بإقفال معظم البلاد لأشهر عدة في كل مرة، حيث كانت الحواجز تنتشر على الطرقات وتندلع اشتباكات بين المحتجين وقوات الشرطة. كما عانت العديد من المرافق الطبية العامة لإبقاء أبوابها مفتوحة نظراً لنقص الأدوية وإمدادات الدم والأكسجين والكهرباء والوقود والطواقم. كذلك تضررت المراكز الطبية الخاصة بشكل كبير واضطرت إلى خفض عدد طواقمها وحتى الإقفال في بعض الأحيان. أما خلال المرحلة الأسوأ من العنف، فقد تعرضت مرافق طبية للنهب فيما تعرض عمال الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف للهجوم.
هذا وقد عاينت الطواقم العاملة في مرافق أطباء بلا حدود الخمسة الواقعة في بورت أو برانس وبورت أبيمان آثار الأزمة بنفسها. واضطررنا في ظل التدهور السريع للأوضاع إلى التعامل مع تزايد الطلب على الرعاية.
الخدمات الصحية في بورت أو برانس
في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وفي سبيل تلبية احتياجات الناس الذين تتطلب حالتهم الخضوع لعمليات جراحية من شأنها إنقاذ حياتهم، فقد افتتحنا مستشفى لعلاج الإصابات البليغة في مستشفى ناب كانبي السابق الذي كانت تديره المنظمة في حي تاباري. وسرعان ما وسعنا طاقته الاستيعابية لتصل إلى 50 سريراً، علماً أننا استقبلنا خلال الأسابيع الخمسة الأولى 574 شخصاً في قسم فرز المرضى، وأدخلنا 150 مريضاً ممن يعانون من جروح وإصابات تهدد حياتهم، علماً أن 57 في المئة من هؤلاء كانوا قد أصيبوا بأعيرة نارية.
تعمل فرقنا أيضاً في مركز أطباء بلا حدود الواقع في حي مارتيسانت الفقير الذي يستفحل فيه عنف العصابات الإجرامية، حيث يتخصص المركز في علاج حالات الطوارئ وتحقيق استقرار المرضى، وقد عالجت الفرق 29,452 مريضاً في غرفة الطوارئ بينهم 2,669 شخصاً كانوا يعانون من إصابات مرتبطة بالعنف. كما كانت طواقمنا تحيل المرضى الذين تتطلب حالتهم الحصول على رعاية تخصصية إلى مستشفيات أخرى منها مستشفى جامعة هايتي العامة الذي دعمناه بالمعدات والإمدادات الطبية وقمنا بإعادة تأهيل مرافقه وتدريب طواقمه.
كما استمرت فرقنا بإدارة مستشفى درويار الواقع في حي سيتي سولي الفقير، علماً أنه المرفق الوحيد الذي يقدم الرعاية التخصصية لمرضى الحروق في هايتي. وقد أدخلت فرقنا خلال 2019 ما مجموعه 580 مريضاً لتلقي الرعاية وأجرت 27,800 استشارة خارجية. ونظراً لإغلاق المدارس خلال الاحتجاجات، فقد رأينا زيادة حادة في عدد الأطفال الجرحى بسبب حوادث منزلية كاللعب بالقرب من الموقد. كما عالجنا العديد من المرضى المصابين بحروق ناجمة عن حرائق في الشوارع أو نتيجة القنابل النارية التي يستخدمها المتظاهرون.
هذا وقد أمنت طواقم أطباء بلا حدود الدعم لضحايا العنف الجنسي والجنساني في مستشفيين عامين وفي عيادة بران مينام التابعة لنا والواقعة في حي ديلماس 33. يشار إلى أننا عالجنا أكثر من 1,260 مريضاً خلال عام 2019. غير أن أعداد المرضى انخفضت خلال الأشهر التي كانت فيها المدينة مقفلة، حيث أن غياب الأمن منع الناس من طلب الرعاية. لكن العنف الجنسي في هايتي لا يزال حالة طوارئ طبية مهملة ولا يبلغ عنها إلا قليلاً.
بورت أبيمان
تدعم فرقنا العاملة في جنوب غرب البلاد خدمات الطوارئ والأمومة في مركز بورت أبيمان الصحي. وقد أشرفت خلال العام على 1,070 ولادة وقدمت خدمات التنظيم الأسري لأكثر من 1,420 مريضاً. كما دعمنا مركزين صحيين في كوتو وشاردونييه بالإمدادات وتدريب الطواقم وتنظيم إحالة المرضى.