23
23
9.6
9.6
2015
2015
خلال عام 2023، لاقى أكثر من 2,500 شخص حتفهم أو أمسوا في عداد المفقودين وهم يحاولون عبور وسط البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب، علمًا أن هذه الحصيلة تعتبر الأكثر فتكًا منذ عام 2017. هذا وارتفع عدد الواصلين إلى إيطاليا بحرًا بنسبة 50 في المئة مقارنة عمّا كان عليه عام 2022، علمًا أن تونس صارت ميناء المغادرة الرئيسي بدلًا من ليبيا. وهذه الزيادة الكبيرة في المغادرات، إلى جانب نقص قدرات الإنقاذ الحكومية، أدت إلى زيادة عدد القوارب المنكوبة والغارقة.
هذا العام، شهدت فرقنا مجددًا وعن كثب تبعات الممارسات الحدودية العنيفة والتقاعس المتعمد الذي ترتكبه الدول الأوروبية في هذه المنطقة من البحر. فعلى متن سفينتنا للبحث والإنقاذ "جيو بارنتس"، تعالج فرقنا الناجين المصابين بانخفاض حرارة الجسم ونقص السوائل ودوار البحر، وهي من تبعات الظروف القاسية التي يمرون بها في البحر. يعاني المرضى كذلك من حروق ناتجة عن التعرض لوقود القوارب لفترات طويلة، إلى جانب الأمراض الجلدية والجروح المرتبطة بالظروف المزرية التي تشهدها مراكز الاحتجاز في ليبيا. وقد أبلغ الكثير منهم عن تعرضهم لمستويات خطيرة من العنف، بما في ذلك العنف الجنسي، في بلدانهم الأم و/أو بلدان العبور.
من جانبها، فرضت السلطات الإيطالية سياسات وممارسات جديدة زادت من العراقيل التي تواجهها العمليات الإنسانية التي من شأنها إنقاذ حياة الناس في عرض البحر. ويتعين على سفن المنظمات غير الحكومية اليوم التوجه إلى أحد المرافئ بعد كل عملية إنقاذ بحرية، الأمر الذي يجبرها في بعض الأحيان على تجاهل تنبيهات أخرى صادرة عن قوارب منكوبة.
هذا وصدرت أوامر بإرسال سفن تابعة لمنظمات غير حكومية إلى موانئ بعيدة في شمال إيطاليا لإنزال الناجين رغم وجود موانئ أخرى أقرب. وقد أدت كل هذه الإجراءات إلى تضييق الوقت الذي تقضيه هذه المنظمات وهي تجوب البحر بحثًا عن أشخاص منكوبين، علمًا أن سفينة جيو بارنتس ضيعت خلال 2023 أكثر من 100 يوم في الإبحار بلا داعٍ إلى موانئ بعيدة كما تعرضت للاحتجاز مدة 20 يومًا لعدم الامتثال للقانون الجديد.
وتواصل أطباء بلا حدود إدانتها للعواقب المميتة الناجمة عن سياسات الهجرة الأوروبية وتدعو مؤسسات الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى منح الأولوية لسلامة الأشخاص الذين يحطون الرحال على شطآنها.