في الأسابيع الأخيرة، واجهت منظمة أطباء بلا حدود ادعاءات داخلية وخارجية محقة ترتبط باستعمال صور فوتوغرافية ذات طابع حساس تشمل المرضى الذين نقدم لهم الرعاية. وبصفتنا مديري المكاتب الإعلامية في أطباء بلا حدود، نودّ أن نشكر جميع الأشخاص الذين سلّطوا الضوء على الصور الإشكالية وطرحوا أسئلة حول كيفية تصويرها واستخدامها. فقد دفعنا هذا التدقيق إلى اتخاذ بعض الإجراءات الفورية كما ورد في البيان الذي صدر الشهر الماضي عن الرئيس الدولي لمنظمة أطباء بلا حدود. ونود الإشارة إلى أنّنا منخرطون كذلك في تفكير أعمق حول الطرق التي ننتهجها في تصوير الأشخاص الموجودين في مناطق الأزمات.

ينبغي أن يسترشد عملنا الحيوي المتعلق بالإدلاء بالشهادة بالمبادئ الإنسانية وأخلاقيات مهنة الطب. وينبغي علينا دائمًا احترام كرامة الأشخاص الذين نعالجهم واحترام قدرتهم على التصرف والاختيار بشكل مستقل.

ونعمل الآن على جبهات متعددة لتحسين إدارة التقاط الصور ومقاطع الفيديو في مشاريعنا الطبية واستخدامها ونشرها وتخزينها. ويشمل ذلك إنتاج المواد البصرية من قبل أطباء بلا حدود بالإضافة إلى المحتوى الذي تجمعه المنظمات الإعلامية والمصورون الفوتوغرافيون المستقلّون. وفي هذا الصدد، يقع على عاتقنا واجب واضح يتعلق بحماية سلامة المرضى الذين نقدّم لهم الرعاية ورفاههم.

تجدون في ما يلي تحديثًا حول بعض الإجراءات التي نتخذها ضمن هذا الإطار:

• نكثّف جهودنا في إطار المراجعة الكاملة لقاعدة بيانات الوسائط السمعية والبصرية التي تحتوي على حوالي 200,000 بيان. وقد أُطلق هذا المشروع في نهاية عام 2021، ويتوقّع أن ينتهي بحلول ديسمبر/كانون الأول 2022. وقد حشدنا أعضاء طواقمنا للتدقيق في  الصور الفوتوغرافية ذات الطابع الحساس وفقًا لمعايير تشمل حماية القاصرين والتعرية والصور التي تضع المرضى في قوالب نمطية إلى جانب المواد المسيئة أو المزعجة والمواد التي تشكّل خطرًا أمنيًا على المرضى والصور التي لا تحفظ كرامتهم أو تلك التي تظهر معاناة غير إنسانية. كما أننا بصدد إنشاء فريق من الخبراء متعدد التخصصات يشمل مستشارين خارجيين لإجراء المراجعة النهائية. وسيتم الاحتفاظ بجميع الصور كأرشيف ولكن لن يكون أيّ محتوى ينتهك معاييرنا متاحًا للنشر على مواقع ومنصات أطباء بلا حدود الرقمية أو متاحًا للاستخدام من قبل وسائل الإعلام الخارجية في المستقبل.
• نتواصل حاليًا مع وكالات التصوير والمصورين الفوتوغرافيين الذين يحتفظون بحقوق نشر الصور ذات الطابع الحساس التي التُقطت في مشاريعنا. وتجدر الإشارة إلى أنّ أطباء بلا حدود لا تتمتع بحقوق استعمال هذه الصور ولا تستفيد عندما تبيعها وكالات الصور الأرشيفية. ورغم ذلك، نطلب حاليًا من الشركات المعنية، الامتثال لطلبنا المتعلّق بتقييد الوصول إلى الصور الإشكالية بما في ذلك الصور ذات الطابع الحساس التي تشمل القاصرين وضحايا سوء المعاملة والاستغلال. وقد جرى تقييد بعض الصور التي تم الإبلاغ عنها على وجه السرعة أو إزالتها من المنصات التجارية، بينما مازال البعض الآخر متاحًا. ونعمل حاليًا على تطوير عملية تتّسم بمنهجية أكبر لمعالجة هذه القضية المعقّدة. 
• نعمل على مراجعة إجراءاتنا المتعلقة بالتعاقد والتراخيص والصلاحيات الممنوحة للمصورين الفوتوغرافيين ومصوري الفيديو الذين يزورون مشاريع أطباء بلا حدود حول العالم. نحن نؤمن بقوة التصوير الصحفي في تسليط الضوء على قصص الأشخاص الذين يواجهون نزاعات وأزمات. ومع ذلك، يتمثّل التزامنا الأساسي بصفتنا منظمة طبية في احترام كرامة المرضى الذين يتلقون الرعاية في مرافقنا والتمسك بمبدإ "عدم إلحاق الضرر" بهم.
• نجري مراجعة شاملة لمبادئنا التوجيهية المتعلقة بإنتاج المحتوى ويشمل ذلك التمسك بالتنوع والإنصاف والدمج. ولقد أجرينا بالفعل بعض المراجعات التي تشمل توضيح عملية الموافقة المستنيرة وإضافة عبارات محددة لحماية القاصرين الذين نقدم لهم الرعاية.
• سنعزز التدريبات والتطوير لمنتجي المحتوى في منظمة أطباء بلا حدود وفرق التواصل الإعلامي والفرق المعنية بجمع التبرعات. كما أنّنا نهدف إلى ضمان فهم أعمق لإرشادات إنتاج المحتوى ومشاركة أفضل الممارسات المتعلقة بالموافقة المستنيرة. نحن ملتزمون بالتعلّم المتواصل من الناجين من الإصابات البالغة والخبراء في المجال الطبي والمتخصصين في أخلاقيات الصور والصحافيين والأكاديميين والتفكير معهم. 

تبقى أطباء بلا حدود متلزمة بمبدإ الإدلاء بالشهادة كجزء أساسي من مهمتنا الاجتماعية والعمل مع المرضى حتى يتمكنوا من مشاركة قصصهم الخاصة.

نحن نرحّب بالاهتمام العام بهذه القضايا المهمة الذي يمنحنا الفرصة لتحسين سياساتنا وممارساتنا. كما يمكن لأي شخص يرغب في الإبلاغ عن صور ذات طابع حساس تتعلق بعمل أطباء بلا حدود مراسلتنا عبر العنوان الالكتروني التالي: [email protected]