Skip to main content
MSF Measles Intervention Bossangoa: Measles Hospital Ward
جمهورية افريقيا الوسطى

انتشار العنف وانعدام الأمن وانهيار النظام الصحي

استعادت جمهورية افريقيا الوسطى بعض الهدوء النسبي بعد الحرب الأهلية الفتاكة بين عامي 2013 و2014 على الرغم من وقوع بعض أحداث العنف المتفرّقة، إلا أن التوترات بين الكثير من الجماعات الحكومية والمجموعات المسلحة غير الحكومية قد انفجرت مجددًا في أوائل عام 2021 بدافع العملية الإنتخابية. تحاول البلاد حاليًا التوجّه نحو تحقيق الاستقرار، بدعم من القوات الدولية التي تستعيد المدن الرئيسية وتدفع بالقتال إلى الأدغال.

وبحسب تقدير الأمم المتحدة، كان نحو 63 في المئة من الناس في جمهورية إفريقيا الوسطى بحاجة إلى المساعدات الإنسانية في عام 2022. وفي حين يقدّر عدد سكان البلاد بنحو 4.9 مليون نسمة، أصبح أكثر من مليون شخص نازحًا أو لاجئًا. يعيش المدنيون في المناطق الريفية في خوف ويضطرون إلى الفرار من ديارهم. أمّا الأشخاص الذين يتوجهون إلى مواقع النزوح فيواجهون ظروفًا يرثى لها. وتزداد الأمور سوءًا بسبب محدودية الوصول إلى الاحتياجات الأساسية على غرار الطعام والمياه النظيفة والصرف الصحي.

يعمل النظام الصحي في جمهورية إفريقيا الوسطى بالكاد بسبب النقص الحاد في العاملين الصحيين من ذوي الخبرة وفي الإمدادات الطبية والمرافق الصحية. ويؤدي الوصول المحدود إلى الرعاية الصحية إلى استمرار الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها.

مجالات عملنا

تعدّ المرافق الصحية لأطباء بلا حدود المكان الوحيد لحصول الأشخاص على العلاج المجاني في بعض المناطق. تدير فرقنا 13 مشروعًا للرعاية الصحية الأساسية والمتخصصة في أنحاء البلاد، والتي تقدّم الدعم الذي تشتد الحاجة إليه في مجالات الأمومة وصحة الطفل وسوء التغذية والجراحة والعنف الجنسي وعلاج فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز والسل والملاريا والصحة النفسية وتفشيات الأمراض. ويشكّل النزاع تحديًا كبيرًا لفرقنا أثناء تقديم الرعاية الصحية بيد أنّنا نستطيع تقديم المساعدة في عدة مناطق في البلاد.

الملاريا

مازالت الملاريا تشكّل أحد أكبر التحديات في مجال الصحة العامة في البلاد. وتعد معدلات انتقال الملاريا مرتفعة على مدار العام وتبلغ ذروتها خلال موسم الأمطار. وتؤدي محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية إلى انخفاض معدلات التشخيص في المرافق الصحية باستخدام الاختبار التشخيصي وهو ما يشير إلى وجود فجوات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية.

فيروس نقص المناعة البشري/ الإيدز

تعاني جمهورية إفريقيا الوسطى من ارتفاع معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشري وتدني معدلات التغطية بمضادات الفيروسات القهقرية. يشكل فيروس نقص المناعة البشري/ الإيدز السبب الرئيسي للوفاة بين البالغين في البلاد وتعمل أطباء بلا حدود على جعل العلاج  متاحًا للمرضى الذين يحتاجون لتلقيه على المدى الطويل.

وتعمل فرقنا بالتعاون مع وزارة الصحة على تكوين مجموعات مجتمعية من المرضى تهدف إلى مساعدة الأشخاص على التعامل مع التحديات التي يفرضها العيش مع فيروس نقص المناعة البشري والامتثال للعلاج. وتعدّ هذه الاستراتيجية فعالة بشكل خاص في بلد يشكل فيه الوصول إلى الرعاية الصحية تحديًا وتنتشر فيه وصمة العار.

أنشطة أطباء بلا حدود في جمهورية افريقيا الوسطى

حملات التلقيح

ما زال التلقيح يمثّل أفضل وسيلة للوقاية من الأمراض المعدية، ومع ذلك، لم يتلقّ الكثير من الأطفال في جمهورية إفريقيا الوسطى اللقاحات الروتينية حتى الآن.

وفي ظل المخاطر الوبائية الناجمة عن النزاع والنزوح، تشارك فرق أطباء بلا حدود بانتظام في حملات التلقيح الوقائية والتفاعلية بالتعاون مع وزارة الصحة.

غالبًا ما يسافر فريق الاستجابة للطوارئ في جمهورية إفريقيا الوسطى والذي يعرف بـ "يوريكا" في أنحاء البلاد لتوفير اللقاحات في حالات الطوارئ عند تفشي الأمراض. كما نقدم خدمات التلقيح في المرافق الصحية التي نعمل فيها، بهدف تزويد الأطفال دون سن الخامسة بما يصل إلى تسعة مستضدات. تقوم فرقنا أيضًا بتنفيذ إجراءات وقائية إضافية، مثل توزيع أقراص فيتامين أ والناموسيات والعلاج المضاد للطفيليات وإجراء فحوصات مسحية للكشف عن سوء التغذية.

الرعاية الصحية الجنسية والانجابية

ما زالت معدلات الوفيات بين الأمهات والرضع والأطفال حديثي الولادة في جمهورية إفريقيا الوسطى من بين أعلى المعدلات في العالم. وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن تجنب العديد من هذه الوفيات من خلال ضمان حصول النساء على الرعاية المناسبة أثناء الحمل والولادة. إلا أنّ الكثير من النساء يلقين حتفهنّ جراء عواقب مضاعفات الولادة والإجهاض غير الآمن.

في بانغي وفي المناطق النائية، نقدم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية بما في ذلك الرعاية الطبية للولادات المعقدة ورعاية الأطفال حديثي الولادة وخدمات التنظيم الأسري ورعاية الإجهاض الآمن.

العنف الجنسي

يبقى العنف الجنسي من بين وصمات العار المجتمعية على الرغم من أنه يشكل حالة طوارئ صحية. يؤدي الخوف من وصمة العار أو الانتقام أو الإذلال إلى التزام الضحايا والناجين الصمت. ترى فرق منظمة أطباء بلا حدود أن هذا يمثل أولوية وقد قامت بدمج الدعم لضحايا العنف الجنسي والناجين منه في جميع مشاريعنا تقريبًا في جميع أنحاء البلاد. ونقدم الدعم الطبي والنفسي المجاني والسري للضحايا والناجين بدون تمييز.

المقال التالي