كامبالا – صرّحت منظمة أطباء بلا حدود قبل انعقاد قمة مهمة عن أحوال اللاجئين، أن الاستجابة الدولية في أوغندا لا تفي باحتياجات اللاجئين، وعليها أن تجعل توفير الإمدادات المنقذة للحياة كالماء والغذاء أولوية لتجنب حدوث حالة طبية طارئة.
ستجتمع المنظمات الحكومية والدولية في كامبالا هذا الأسبوع لتجمع المال لدعم استجابة أوغندا لحالات اللجوء. تستضيف دولة أوغندا حالياً 950,562 لاجئاً وتستقبل حوالي 2,000 حالة جديدة كل يوم، أغلبها من الفارين من العنف الدائر في جنوب السودان.
أوغندا بلد رائد في برنامج الاستجابة الشاملة للاجئين، الذي تديره المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والذي يهدف إلى تحسين وضع اللاجئين والمجتمعات الحاضنة عبر زيادة اعتمادهم على ذواتهم، ودعم التعاون بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والحكومات، والمنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى الأطراف الأخرى ذات العلاقة.
وفي ظل نقص الموارد، بالإضافة إلى تردي جودة المياه والصرف الصحي، وقلة الغذاء فمن الممكن أن يتحول الوضع بسرعة إلى حالة طبية طارئة. في بالورينيا، 80 في المئة من السكان يعتمدون تماماً على الماء الذي تقوم منظمة أطباء بلا حدود بتنقيته، وذلك لا يتصف بالاستدامة.
وتقول تارا نيويل، مديرة عمليات منظمة أطباء بلا حدود في أوغندا، "إن احتياجات اللاجئين الأساسية لا يتم تأمينها حالياً. ورغم أننا نضخ ونعالج كميات قياسية من المياة في بالورينيا، إلا أنها بالكاد تكفي كل السكان".
أغلب اللاجئين الذين يعيشون في مستوطنات بلا محطات مياه، والذين يعتمدون على عدد من الآبار وشاحنات المياه، يحصلون على سبعة لترات من المياه للشخص في اليوم الواحد. إن الوصول إلى المياه في المستوطنات يعتمد على نقل المياه في الشاحنات، وذلك نظام مكلف جداً، عادة ما تعيقه حالة الطرق السيئة. تقول نيويل: "دون حلول طويلة الأمد وقليلة التكلفة، ستتدهور قدرة الناس على التكيف، وستتدهور صحتهم".
عدا عن تخفيض الحصص الغذائية الشهرية التي يتم توزيعها من قبل برنامج الغذاء العالمي بنسبة 50 في المئة، فإن عدد سكان المستوطنات الذين ينقصهم الغذاء بشكل حاد يمثل نسبة كبيرة. كما تشهد منظمة أطباء بلا حدود لاجئين يسجلون في عدد من المستوطنات لحاجتهم اليائسة للحصص الغذائية والمياه، وهناك تقارير عن حالات خلل أو نقص في توزيع المساعدات الأساسية في المستوطنات. وقال اللاجئون إن انعدام الأمن الغذائي هو واحد من مصادر قلقهم الأساسية التي دفعت ببعضهم لأن يرجع إلى جنوب السودان.
وقال أحد اللاجئين، "إنني أفضّل أن يُطلق الرصاص عليّ في جنوب السودان على أن أجوع في أوغندا." وقد سمعت الفِرق بقصص لاجئين رجعوا إلى جنوب السودان بسبب نقص الغذاء في أوغندا، فلقوا حتفهم هناك. وصرّح الدكتور ليون سالومو، مدير برنامج منظمة أطباء بلا حدود، قائلاً، "يوضع اللاجئون في مواقف لا يمكن تصورها – إما أن يستمروا دون طعام أو شراب، أو أن يخاطروا بحياتهم في الصراع ليتمكنوا من الأكل".
إن متابعة تعداد اللاجئين السكاني المتنامي مستحيل، وأعباء الحكومة الأوغندية بازدياد. وقد تم نقل بعض اللاجئين إلى أماكن بعيدة عن مصادر المياه أو الأراضي الصالحة للزراعة، كمنطقة أوفوا في الجزء الجنوبي من مستوطنة راينو. فتخطيط مساحات أفضل يعزز الوصول إلى الخدمات المتعددة كالمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية، وهو أمر ضروري لضمان تلبية احتياجات اللاجئين الأساسية.
كما زادت الإجراءات المستهلكة للوقت خلال عملية تصدير الإمدادات الدوائية من صعوبات التدخلات الصحية المناسبة. ولمدة شهرين خلال هذا العام، لم تستطع منظمة أطباء بلا حدود أن توفر تسليمات آمنة أو أن تعالج أمراض العين والبشرة المنتشرة في المستوطنات، بسبب المتطلبات البيروقراطية المطولة لتصدير الإمدادات الدوائية.
تطلب منظمة أطباء بلا حدود من حكومة أوغندا أن تسرع من عمليات التصدير التي في قيد الانتظار، وأن تسهل عمليات تصدير المواد الطبية من معدات صحية وإمدادات الأدوية، لتعجّل من الاستجابة للحالات الطبية الطارئة.
أوغندا الآن هي أكبر دولة حاضنة للاجئين في أفريقيا، وقد استقبلت أكثر من ثلاثة أضعاف اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا عبر البحر عام 2016. وللأسف فقد أقرت الكثير من الدول سياسات مقيدة للجوء، وحاولت الحد من وصول اللاجئين إلى حدودها، ووعدت كبديل عن الاستقبال أن تدعم اللاجئين الأقرب إلى موطنهم الأصلي. ولم تفِ هذه الدول بوعودها مع ذلك، ولم تمول إلا 17 في المئة من الاستجابة الأوغندية للاجئين.
قال سالومو، "لقد فشل المجتمع الدولي في المساعدة لحل الصراع في جنوب السودان، وهو على وشك أن يفشل في مساعدة اللاجئين من جنوب السودان في المنطقة. على المجتمع الدولي أن ينفذ التزاماته ويعيد التفكير بالطريقة التي تمر فيها الخدمات الواصلة للاجئين عبر مساحات ومسافات جغرافية واسعة كهذه".
المزيد من المعلومات حول عمليات منظمة أطباء بلا حدود في شمال أوغندا
بالإضافة إلى عملياتها في جنوب السودان، عملت منظمة أطباء بلا حدود على الاستجابة للأزمة الإنسانية التي بدأت في أوغندا منذ يوليو / تموز 2016، عبر توفير الخدمات الطبية، والمياه والصرف الصحي.
وتعمل منظمة أطباء بلا حدود في أربع مستوطنات للاجئين في شمالي غرب أوغندا – في بيدي بيدي، وإمفيبي، وبالورينيا، وراينو – وتقوم بتوفير الرعاية الصحية داخل المراكز الصحية وخارجها، بالإضافة إلى العناية الصحية بضحايا العنف الجنسي والجنساني والصحة النفسية، ورعاية الأمومة والرعاية الغذائية، كما تقوم بإجراء المراقبة الصحية للمجتمعات، وتدير فعاليات متعلقة بالمياه والصرف الصحي.
وقد استجابت منظمة أطباء بلا حدود إلى تدفق اللاجئين من لاموو، على حدود جنوب السودان، إثر الهجوم على باجوك، في الاستوائية الشرقية، لكنها منذ ذلك الحين سلّمت هذه الفعاليات إلى منظمات أخرى.
وبالإضافة إلى الاستجابة لتدفق اللاجئين، فإن منظمة أطباء بلا حدود تدير برامج دورية في أوغندا تقدم خدمات صحة جنسية وإنجابية للبالغين في كاسيسي، ورعاية مرضى الإيدز لمجتمعات الصيادين في بحيرتي جورج وإدوارد، وخدمات إدارة حالات فيروس المناعة المكتسبة في مستشفى منطقة أروى.