تحقق استراتيجية جديدة للتحكم بالكوليرا، تستخدم جرعة واحدة من اللقاح الفموي بدلاً من اثنتين، كفاءةً في الحماية من المرض القاتل أثناء تفشيه، وذلك وفقاً لدراسة نشرتها أطباء بلا حدود في لانسيت غلوبال هيلث (Lancet Global Health ) هذا الأسبوع.
وبهدف تقييم فعالية الاستراتيجية الجديدة المستخدمة لأول مرة في جوبا، جنوب السودان، أجرت منظمة أطباء بلا حدود دراسةً، بالتعاون مع ذراعها البحثية "إيبيسنتر" ووزارة الصحة وجامعة جون هوبكينز ومنظمة الصحة العالمية. وجدت الدراسة أن اللقاح ذا الجرعة الواحدة كان فعالاً بنسبة 87.3 في المئة في خفض الإصابات بالكوليرا حتى مدة شهرين لدى 900 شخص شاركوا في الدراسة.
فيما أثبتت اللقاحات الفموية فعاليةً في منع الكوليرا أثناء فترات تفشيها، فإن الاستراتيجيات الحالية القائمة على جرعتين صعبة التنفيذ لوجستياً أثناء الطوارئ. إضافة إلى ذلك، كما يجعل النقص العالمي الحالي في لقاحات الكوليرا الفموية حماية أكثر من ملياري إنسانٍ معرضين لخطر الإصابة بالمرض أمراً مستحيلاً. إذ تم إنتاج أقل من أربعة ملايين جرعة من لقاحات الكوليرا الفموية في عام 2015.
وكجزء من استجابتها لتفشي الكوليرا في جوبا في يوليو/تموز 2015، قامت منظمة أطباء بلا حدود، بالتعاون مع السلطات الصحية المحلية، بتقديم اللقاحات لـ 160,000 شخص عبر جرعة واحدة من اللقاح الفموي. كانت أول مرة تستخدم فيها جرعة واحدة من اللقاح فموي في حملة تطعيم كبيرة. وقد اتخذ هذا القرار نظراً لعدم وجود جرعاتٍ كافية للقاح كل السكان المعرضين للخطر بجرعتين، وأشارت الأدلة من دراساتٍ سابقة أن جرعة واحدة قد توفر حماية فعالة قصيرة الأمد.
وفي أبريل/نيسان 2016، قدمت منظمة أطباء بلا حدود لقاحاتٍ لـ423,000 شخص في لوساكا، زامبيا، في أكبر حملة تطعيم فموية من جرعة واحدة ضد الكوليرا يتم تنفيذها أثناء تفشي الوباء.
وفي هذا السياق تقول منسقة العمليات البحثية في منظمة أطباء بلا حدود عزة كيغلينيكي إن: "نتائج الدراسة واعدة جداً، بكل الأحوال، ما زلنا بحاجة المزيد من الأبحاث، بما أننا لا نملك معرفة تامة بطول الفعالية بعد شهرين. ومع ذلك، يمكن لهذا أن يكون منعطفاً في الحماية من الكوليرا، بما أنه يسمح بالحد من الإصابات والوفيات غير الضرورية أثناء تفشي المرض. مع الأخذ بعين الاعتبار قلة اللقاحات المتوفرة، تعتبر هذه أخبار جيدة جداً".
وتجدر الإشارة إلى أن الكوليرا مرض يتسبب بموت ومرض آلاف الأشخاص عالمياً كل سنة، مؤثراً بشكل أساسي على الأقل حماية والأكثر فقراً. ويعتبر هذا المرض شائعاً بشكل دائم في بعض الأجزاء من العالم ويتفشى أكثر خلال حالات الطوارئ كالكوارث الطبيعية والحروب، حيث تساهم ظروف المعيشة الفقيرة والقاسية في انتشاره.