Skip to main content
Emergency Surgical Team at Bashair Hospital Khartoum, Sudan
مستشفى بشائر التعليمي الواقع في جنوب الخرطوم هو أحد المستشفيات القليلة التي مازالت تعمل في المدينة. السودان، في مايو/أيار 2023.
© MSF/Ala Kheir

أطباء بلا حدود تدين الهجمات العنيفة التي أدت إلى تعليق الأنشطة في أحد المستشفيات الرئيسية في الخرطوم

مستشفى بشائر التعليمي الواقع في جنوب الخرطوم هو أحد المستشفيات القليلة التي مازالت تعمل في المدينة. السودان، في مايو/أيار 2023.
© MSF/Ala Kheir
  • اتخذت منظمة أطباء بلا حدود القرار البالغ الصعوبة بتعليق جميع الأنشطة الطبية في مستشفى بشائر في الخرطوم، السودان.
  • ويأتي ذلك إثر الهجوم العنيف في 18 ديسمبر/كانون الأول، حين أطلق مهاجمون النار داخل جناح الطوارئ.
  • نأمل أن تسمح لنا الظروف بالعودة إلى مستشفى بشائر في المستقبل، نظرًا إلى الحاجة الماسة إلى الرعاية الطبية في المنطقة.

الخرطوم/بروكسل - تدين منظمة أطباء بلا حدود بشدة الهجمات العنيفة المستمرة على المرضى والموظفين في مستشفى بشائر التعليمي، الواقع في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الخرطوم، السودان. وعلى الرغم من التواصل المكثف مع جميع أصحاب المصلحة، استمرت هذه الهجمات في الأشهر الأخيرة. واتخذت منظمة أطباء بلا حدود الآن القرار البالغ الصعوبة بتعليق جميع الأنشطة الطبية في المستشفى.

خلال العشرين شهرًا التي عملت فيها فرق أطباء بلا حدود جنبًا إلى جنب مع طاقم المستشفى والمتطوعين، شهد مستشفى بشائر حوادث متكررة لمقاتلين مسلحين يدخلون المستشفى بالأسلحة ويهددون الطاقم الطبي، وغالبًا ما يطالبون بمعالجة المقاتلين قبل المرضى الآخرين. وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تم إطلاق النار على مريض وإردائه قتيلًا داخل المستشفى. وفي 18 ديسمبر/كانون الأول، أطلق مهاجمون النار داخل جناح الطوارئ، وهددوا العاملين في الطاقم الطبي بشكل مباشر. وفي حادثة سابقة، تم إطلاق النار على المستشفى، ودخل الرصاص مجمع المستشفى، وأصيب شخص واحد. 

وفي هذا الصدد، تقول منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، كلير سان فيليبو، "إنّ المعاناة التي نشهدها في الخرطوم كبيرة. يستمر العنف الشديد والبالغ يوميًا. وبسبب النقص في المواد الغذائية والإمدادات والمساعدات الإنسانية يعاني الناس الأمرّين من أجل تأمين مقومات الحياة. ويُشار إلى أنّ الاحتياجات الطبية هائلة وغالبًا ما تكون الإصابات مروعة، وقد أصبحت حوادث الإصابات الجماعية روتينية تقريبًا".

عمل فريقنا وطاقم المستشفى والمتطوعون بلا كلل في ظروف صعبة للغاية لتوفير الرعاية الطبية. كلير سان فيليبو، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود

وتضيف، "عمل فريقنا وطاقم المستشفى والمتطوعون بلا كلل في ظروف صعبة للغاية لتوفير الرعاية الطبية. ولكن بدون توفر الأمن والسلامة للعمل، أصبح من غير الممكن الاستمرار عندما تكون حياة موظفينا ومرضانا مهددة".

يعدّ مستشفى بشائر واحدًا من آخر المستشفيات العاملة في جنوب الخرطوم التي تقدم الرعاية الطبية المجانية. ومنذ نهاية سبتمبر/أيلول، شهد المستشفى ارتفاعًا في عدد الأشخاص الذين يصلون بإصابات عنيفة في ظل تصاعد القتال. وفي بعض الأحيان يصل عشرات الأشخاص إلى المستشفى في الوقت نفسه بعد القصف أو الغارات الجوية على المناطق السكنية والأسواق. وفي يوم الأحد 5 يناير/كانون الثاني 2025، أُحضر 50 شخصًا إلى غرفة الطوارئ – 12 منهم وصلوا وكانوا قد فارقوا الحياة – بعد غارة جوية على بعد كيلومتر واحد من المستشفى. 

وفي الوقت نفسه، شهدت فرقنا زيادة في حالات طب الأطفال والأمومة إذ أغلقت المرافق الصحية الأخرى أو خفضت من نطاق خدماتها. كما كنا نستجيب لتفشي الكوليرا والملاريا وحمى الضنك ونرى مستويات مقلقة للغاية من سوء التغذية.

وقد واجه المستشفى بالفعل صعوبات جدية. ففي أكتوبر/تشرين الأول 2023، عُلّقت جميع العمليات الجراحية مؤقتًا بعد أن منعت القوات المسلحة السودانية وصول الإمدادات الجراحية. ويُشار إلى أنّ نقل الإمدادات الطبية وتنقلات الموظفين من بورتسودان محظوران منذ أكثر من عام. كما اضطرت أطباء بلا حدود في السابق إلى تعليق الأنشطة الطبية في المستشفى التركي القريب في يوليو/تموز من العام الماضي نتيجة للتهديدات والعنف ضد الموظفين.

وتضيف سان فيليبو، "إنه لأمر كارثي أن نضطر إلى التوقف عن دعم خدمات الرعاية الطبية المنقذة للحياة في هذا المستشفى، لا سيما في ظل هذه الاحتياجات الطبية الكبيرة والمتنامية. وفي كل مرة تضطر فيها المنظمة إلى تعليق الأنشطة، تُقوّض قدرة المرضى على الوصول إلى الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها بشدة. يجب أن تكون المستشفيات أماكن يمكن للناس فيها طلب الرعاية الصحية من دون المخاطرة بحياتهم وحيث يمكن للطواقم الطبية تقديم الرعاية بأمان".

وكان فريق من أطباء بلا حدود قد انضم بداية إلى المتطوعين والموظفين الطبيين الذين أعادوا فتح المستشفى في مايو/أيار 2023، بعد وقت قصير من بداية الحرب. وبين مايو/أيار 2023 وديسمبر/كانون الأول 2024، عالج المستشفى 25,585 مريضًا في غرفة الطوارئ، أكثر من 9,000 منهم بسبب العنف، مثل جروح الانفجارات والرصاص. وخلال الفترة نفسها، أجرى الفريق 3,700 عملية جراحية – معظمها إصابات مرتبطة بالعنف – وأجرى 3,800 ولادة، منها 850 عملية قيصرية. وتواصل منظمة أطباء بلا حدود العمل في 11 ولاية في السودان، بما في ذلك مدينة أم درمان في ولاية الخرطوم. ونأمل أن تسمح لنا الظروف بالعودة إلى مستشفى بشائر في المستقبل واستئناف الأنشطة الطبية.

المقال التالي
النزاع في السودان
بيان صحفي 23 ديسمبر/كانون الاول 2024