Skip to main content
Nuba Mountains Testimonies Illustrations
رسوم توضيحية تصور شهادات الأشخاص الذين فروا إلى جبال النوبة في السودان بحثًا عن الأمان من النزاع المستمر، مارس/آذار 2025.

قصص العنف والنزوح القسري من جنوب كردفان

رسوم توضيحية تصور شهادات الأشخاص الذين فروا إلى جبال النوبة في السودان بحثًا عن الأمان من النزاع المستمر، مارس/آذار 2025.

تقول امرأة نازحة تعيش في جبال النوبة في السودان، "في صباح الهجوم كنت في المنزل وكانت والدتي مريضة. ركضنا هاربين مع أطفالي. حملتُ أمي على عربة لأنها لم تستطع المشي. عندما اقتربنا من الجبال، توقفنا لدفنها. تعرّض شقيقاي لإطلاق نار وقتلا أثناء الهروب". 

امرأة نازحة تعيش في جبال النوبة في السودان في صباح الهجوم كنت في المنزل وكانت والدتي مريضة. ركضنا هاربين مع أطفالي. حملتُ أمي على عربة لأنها لم تستطع المشي. عندما اقتربنا من الجبال، توقفنا لدفنها. تعرّض شقيقاي لإطلاق نار وقتلا أثناء الهروب
Nuba Mountains Testimonies Illustrations
Illustrations to depict the testimonies of people who have fled to Sudan's Nuba mountains in search of safety from the ongoing conflict, March 2025.

منذ أن بدأت الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023 ثم انتشرت في أنحاء السودان، تشير التقديرات إلى أن 11 مليون شخص قد نزحوا عن ديارهم. وفي ولاية جنوب كردفان، حيث تقع منطقة جبال النوبة، يلتمس مئات آلاف النازحين اللجوء، وفقًا للمنظمة السودانية للإغاثة وإعادة التأهيل. قبل بداية الحرب، كانت المنطقة تشهد أساسًا موجات من النزوح خلال عقود من النزاع بين الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال والحكومة السودانية. وقد نزح العديد من الناس عدة مرات، مما زاد من هشاشة وضعهم. هذا وتوفر أطباء بلا حدود حاليًا الرعاية الطبية والمواد الأساسية اليومية للنازحين الذين يصلون يوميًا. وتُظهر الشهادات التي تم جمعها من النازحين في خمسة مخيمات حيث تعمل أطباء بلا حدود الوضع المروع الذي عاشوه والتحديات التي ما زالوا يواجهونها.

وتشرح امرأة في أواخر الخمسينيات من عمرها، كانت قد مشت لخمسة أيام من دون طعام حتى تمكنت هي وعائلتها من الوصول إلى الحضرة في جنوب كردفان، "كان هجومهم في الصباح الباكر. أخذنا ما استطعنا أخذه وهربنا. فقدنا اثنين من أولادي في الطريق. حتى الآن لا أعرف أين هما، لا يوجد هاتف ". كما تسبب قصف طائرة بمقتل ابنتها البالغة من العمر 15 عامًا هناك. وتضيف، "كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها تفجيرات. كنت في الغابة أجمع الأخشاب لصنع مأوى. ذهبت ابنتي إلى البئر لجلب الماء لنا. هرعت إلى خيمتي، وبعدها قام [أهل القرية] بإحضار جثة ابنتي".

تشرح امرأة أخرى كيف تمكنوا من البقاء على قيد الحياة في منطقة ديلنغ، جنوب كردفان، "كنا نذهب إلى الغابة كل ليلة لننام هناك ونحتمي بالنهر. كنا نتكئ على ضفة النهر حتى لا تصيبنا الأعيرة النارية. عندما يتوقف إطلاق النار، كنا نسرع إلى المنزل للحصول على الطعام والماء للأطفال. خلال إحدى الهجمات رأيت أمًا كانت ترضع طفلها. أخذوا ابنها ورموه بعيدًا. إذا حاولتَ مواجهتهم، فقد يضربونك، أو حتى يطلقوا النار على الطفل. بالنسبة لهم فإن الصبي سيكبر ويقاوم". 
 

كنا نذهب إلى الغابة كل ليلة لننام هناك ونحتمي بالنهر. كنا نتكئ على ضفة النهر حتى لا تصيبنا الأعيرة النارية. امرأة نازحة

تخضع منطقة جبال النوبة لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال إلى حد كبير. وكان لتدفق الناس الذين يصلون إلى المنطقة التي تعتبر أكثر أمانًا من الأجزاء الأخرى من البلاد تأثير على المجتمعات المحلية أيضًا. وقد أدى ضعف الحصاد في عام 2023 إلى جانب صعوبات في الوصول إلى الخدمات الأساسية ونقص المساعدات الإنسانية إلى انتشار الجوع على نطاق واسع خلال موسم العجاف داخل المخيمات التي يعيش فيها النازحون وخارجها. وأفادت فرق أطباء بلا حدود العاملة على الأرض أن العديد من الأشخاص يحتاجون إلى الرعاية الصحية والغذاء والماء.

وتقول امرأة في العشرينيات من عمرها، "عندما اندلعت الحرب، خسرنا كل شيء. وعندما وصلتُ إلى المخيم، لم يكن لدي حليب لأرضع طفلي. كان طفلي مريضًا ويبكي بشكل مستمر. أعطيته أعشابًا ودعوت الله".

ويشرح رجل في الخمسينيات من عمره أن الجنود دخلوا هبيلا، شمال كردفان، لقتل جميع "السود"، "في اللحظة التي دخلوا فيها هبيلا، أسروا جزءًا كبيرًا من عائلتي: 13 شخصًا، جميعهم رجال. قامت الميليشيا بجمعهم في منزل واحد وأطلقت النار عليهم جميعًا. فلُذت بالفرار". فر إلى تونغول بجنوب كردفان حيث تلقى بعض الطعام ولكن لم تكن هناك خدمة صحية متاحة، لذلك فقد فر مرة أخرى. ويضيف، "من تونغول ذهبتُ إلى مخيم كورجول للنازحين. هنا الأمور هادئة. أشعر بالأمان. نريد البقاء هنا. لكننا عانينا خلال موسم الأمطار حيث لم يكن هناك طعام – عانى أطفالي من سوء التغذية ولكن لم يمت أي منهم".

رجل نازح "في اللحظة التي دخلوا فيها هبيلا، أسروا جزءًا كبيرًا من عائلتي: 13 شخصًا، جميعهم رجال. قامت الميليشيا بجمعهم في منزل واحد وأطلقت النار عليهم جميعًا. فلُذت بالفرار".
Nuba Mountains Testimonies Illustrations
Illustrations to depict the testimonies of people who have fled to Sudan's Nuba mountains in search of safety from the ongoing conflict, March 2025.

بالنسبة للنساء الهاربات من العنف، فإن الوصول إلى الرعاية الصحية يمثل تحديًا كبيرًا كما أوضحت امرأة تبلغ من العمر 30 عامًا، "كنت في السوق عندما أتوا. حاولت الدفاع عن نفسي، لكنهم أساءوا معاملتي، وضربوني على صدري. ما زلت أشعر بالألم اليوم. بعد التعذيب حاولت الحصول على العلاج، ولكن لم يكن لدي المال لإجراء الأشعة السينية".

تشرح امرأة أخرى في الثلاثينيات من عمرها "لقد قضيتُ يومين من دون تناول أي شيء. كنت أجمع النباتات لطهيها. اضطررت إلى التسلل بين الأدغال لتجنب نقاط التفتيش للحصول على الرعاية الطبية في حجر جواد. خلال موسم الأمطار، أصبت أنا وطفلي بالملاريا، وتلقينا العلاج في عيادة حجر جواد (عيادة لأطباء بلا حدود) من الملاريا وسوء التغذية".

امرأة نازحة "كنت في السوق عندما أتوا. حاولت الدفاع عن نفسي، لكنهم أساءوا معاملتي، وضربوني على صدري. ما زلت أشعر بالألم اليوم".
Nuba Mountains Testimonies Illustrations
Illustrations to depict the testimonies of people who have fled to Sudan's Nuba mountains in search of safety from the ongoing conflict, March 2025.

تدير منظمة أطباء بلا حدود أنشطة في منطقة دلامي وجبل غرب. في منطقة دلامي، تدعم فرقنا مستشفى توجور بغرفة الطوارئ وخدمات الأمومة وسوء التغذية وأجنحة للمرضى الرقود للذكور والإناث. وفي يناير/كانون الثاني 2025، أجرت أطباء بلا حدود في المستشفى 20,185 استشارة خارجية مع 459 قبول في قسم المرضى المقيمين، 30 في المئة منها للملاريا، وساعدت الفرق في 119 ولادة وأجرت 215 استشارة في مجال الصحة الجنسية والإنجابية. وفي أم حيطان، وهو موقع آخر نعمل فيه، أجرت أطباء بلا حدود 6,493 استشارة لمرضى العيادات الخارجية.

كما تدعم المنظمة المراكز الصحية، وتجري عيادات متنقلة في مخيمات النازحين، وتوزع المواد الأساسية في جبل غرب، لكن الوضع الأمني غير المستقر جعل تقديم الخدمات الطبية أمرًا صعبًا. 

تلاحظ فرقنا في جبال النوبة تغطية غير متسقة وغير كافية للرعاية الصحية الأساسية والمتخصصة. عندما تكون الرعاية متاحة، غالبًا ما يتعذر وصول الناس إليها بسبب المسافة وانعدام الأمن. علاوة على ذلك، هناك نقص شبه كامل في خدمات الحماية وهو أمر مثير للقلق بشكل خاص بالنظر إلى مستويات العنف التي يتعرض لها السكان أو يشهدونها وفصل الأسر وعدم وجود مأوى للكثيرين.

المقال التالي
النزاع في السودان
تحديث حول مشروع 28 مارس/آذار 2025