لقد عانى العراق سنوات من النزاع الكارثي. ومنذ عام 2014 شرَّدت الحرب ما يقدر بـ 5.7 مليون شخص بينهم أطفال وبالغين في العراق من منازلهم. وقد عاد من النازحين العراقيين إلى بيوتهم نحو 2.8 مليون نازح، بينما لم يزل هنالك 2.9 مليون نازح (منظمة الهجرة الدولية).
شهدت أطباء بلا حدود زيادة في عدد الأسر المغادرة للمخيمات والعائدة لبيوتها. وغالباً ما تكون الأسر الباقية في المخيمات هي الأسر الأشد فقراً وضعفاً حيث ليس بمقدورها مغادرة المخيم وإعادة بناء منازلها المدمرة. وهناك آخرون يقولون أنه لا يمكنهم العودة إلى بيوتهم لأنهم لا يشعرون بالأمان.
في غرب الموصل والأنبار والحويجة وصلاح الدين، تعرضت البيوت والبنى التحتية والخدمات لدمار كلي تقريباً. وفي غرب الموصل والحويجة لم يزل نظام الرعاية الصحية في وضع سيء. فقد تعرضت معظم المستشفيات والعيادات للقصف وهناك نقص شديد في الخدمات والأجهزة والكوادر الطبية والأدوية.
ومازالت مدينة الحويجة فارغة تقريباً حيث ينتظر أهلها أن يتم تنظيف المنطقة من المواد المتفجرة والألغام والذخائر غير المنفجرة. كما أن معدل البطالة مرتفع في الكثر من المناطق التي كانت يدور فيها النزاع، ويكافح الناس من أجل تأمين احتياجات معيشتهم الأساسية.
تعمل أطباء بلا حدود في أنحاء العراق في محافظات أربيل وديالى ونينوى وكركوك وصلاح الدين والأنبار وبغداد. وفيما يلي أحدث مستجدات عملياتنا.
مشاريع جديدة
- منذ استعادة قضاء الحويجة من تنظيم الدولة أجرت أطباء بلا حدود عدة زيارات استطلاعية لتقييم احتياجات الرعاية الصحية. وقد بدأت أطباء بلا حدود مشروعاً في ناحية العباسي حيث نقدم رعاية الأمراض غير السارية للسكان العائدين بالتعاون مع مديرية الصحة. وعلاوة على ذلك فقد أنشأنا خمسة نقاط لتوزيع المياه النظيفة في مركز ناحية العباسي كما نقوم بأنشطة التثقيف حول الصحة والنظافة.
- افتتحت أطباء بلا حدود مكتباً ميدانياً جديداً في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار. ونحن الآن في طور افتتاح وحدة صحة نفسية جديدة في مستشفى الرمادي التعليمي لتقديم رعاية الصحة النفسية التخصصية للمرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية متوسطة وشديدة، ويشمل ذلك العلاج الطبي النفسي.
مستجدات المشاريع القائمة
القيارة
يعمل مستشفى أطباء بلا حدود الميداني في القيارة بطاقته القصوى، وذلك مع عودة المزيد من السكان إلى بيوتهم وحاجتهم إلى الرعاية الصحية. ونلحظ زيادة في عدد المرضى المصابين بحروق وذلك بسبب استخدام أجهزة التدفئة، ونشهد ارتفاعاً كبيراً ومفاجئاً في عدد المرضى الذين لديهم إصابات ناتجة عن العبوات الناسفة والألغام والذخائر غير المنفجرة.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول استقبلنا 13 مصاباً بجروح ناجمة عن عبوات ناسفة وألغام وذخائر غير منفجرة، مقارنة بسبعة حالات فقط في أكتوبر، أما في نوفمبر فلم تأتينا أية حالة. ومن بين الحالات الثلاثة عشرة في ديسمبر كان هنالك ثمانية أطفال.
بغداد
افتتح مركز إعادة التأهيل الطبي في بغداد رسمياً يوم 6 ديسمبر/كانون الأول بحضور نائب وزير الصحة. ويقدم المركز الرعاية الشاملة ما بعد العمليات للمرضى، وتشمل تلك الرعاية العلاج الطبيعي والرعاية التمريضية وإدارة الألم والدعم النفسي لضحايا الحرب المدنيين. وقد عالجنا 50 مريضاً في قسمي العيادات الخارجية والعيادات الداخلية بين شهري أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني من عام 2017.
غرب الموصل
ومنذ أن تمت استعادة غرب الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية بدأ الناس بالعودة إلى المدينة. إلا أن جزءاً كبيراً من الجانب الغربي من الموصل مدمر وهناك نقص كبير في خدمات الرعاية الصحية. ويعتبر مستشفى أطباء بلا حدود في غرب الموصل واحداً من مستشفيين فقط في هذا الجزء من المدينة ويعملان على مدار الساعة لمجاراة الطلب.
وفي ديسمبر/كانون الأول ساعدنا في 261 ولادة واستقبلنا 2,370 مريضاً ومصاباً في غرفة الطوارئ. كما وسَّعنا برنامج الصحة الجنسية والإنجابية ليشمل رعاية ما قبل الولادة وبعد الولادة وخدمات تنظيم الأسرة.
الزمار
في الزمار أتاح استقرار خط الجبهة لأكثر من 2,600 أسرة العودة إلى المنطقة. ونتيجة لذلك شهدنا زيادة في عدد الحالات في وحدة رعاية الأمومة. ففي نوفمبر قدمنا 1,642 استشارة صحة إنجابية وساعدنا في 287 ولادة وأحلنا أكثر من 70 حالة طارئة إلى الموصل ليحصلوا على الدعم الطبي التخصصي.
وقد زاد أيضاً عدد مرضى غرفة الطوارئ إلى 822 واستقبلنا في قسم الرقود 54 طفلاً في مستشفى تل مرق. وزادت أيضاً استشارات الأمراض غير السارية بنسبة الضعف تقريباً لتصل إلى 454 استشارة، بما فيها 93 مريضاً جديداً.
محافظة ديالى
وفي جلولاء والسعدية، قدمت أطباء بلا حدود رعاية الصحة النفسية والصحة الجنسية والإنجابية للأسر العائدة إلى المنطقة، بالتعاون مع مديرية الصحة. وهناك 1,977 مريضاً مسجلاً حاليا ًفي برنامج رعاية الأمراض غير السارية التابع لأطباء بلا حدود في جلولاء والسعدية، وقد تلقى 1,092 مريضاً العلاج لأمراض غير السارية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
وإضافة إلى ذلك، قدمت أطباء بلا حدود 648 استشارة صحة جنسية وإنجابية و308 جلسات توعية فردية و60 جلسة توعية جماعية حول مواضيع تخص الأمراض غير السارية والصحة النفسية والصحة الجنسية والإنجابية في نوفمبر/تشرين الثاني.
تواصل أطباء بلا حدود العمل في عدة مخيمات للنازحين في أنحاء العراق
الأنبار
تعمل أطباء بلا حدود في مخيمات عامرية الفلوجة ومدينة الحبانية السياحية. وقد زاد عدد الاستشارات بالرغم من انخفاض عدد النازحين في المخيمات. وخلال شهر نوفمبر، كان هنالك 8,725 استشارة خارجية و 910 استشارات أمراض غير سارية و 464 استشارة صحة نفسية.
ديالى
يقدم مشروع أطباء بلا حدود في ديالى خدمات الرعاية الصحية للنازحين في مخيم الوند 1 والوند 2 للنازحين. لدينا حالياً 741 شخصاً مسجلاً في برنامج الأمراض غير السارية في المخيمين. وفي نوفمبر أجرى الفريق، في كلا المخيمين، 100 جلسة تثقيف صحي فردية و 129 جلسة جماعية حول الأمراض غير السارية والصحة الجنسية والإنجابية والإسعاف الأولي النفسي والأمراض المتوطنة.
القيارة
تدير أطباء بلا حدود مشروعاً للتغذية والصحة النفسية المتكاملة في مخيمات جدعة 5 و 6 ومخيم المدرج، والتي تؤوي أكثر من 130,000 نازح. وتدير أطباء بلا حدود ثلاثة مراكز تغذية علاجية إسعافية في مخيمات جدعة 6 و 7 والمدرج. وخلال الأشهر الستة الماضية استقبلت مراكز التغذية هذه 2,478 طفلاً دون سن الخامسة للعلاج من سوء التغذية الحاد.
أربيل/الموصل
تدير أطباء بلا حدود أنشطة لرعاية الصحة النفسية وأنشطة لعلاج الأمراض غير السارية للنازحين في مخيمات حسن شام (إم1، يو2، يو3) ومخيمات دباغة 1 و 2، وللمجتمعات المضيفة في كلك. كما قدمنا 940 استشارة صحة نفسية (176 حالة جديدة) و 274 استشارة أمراض غير سارية في ديسمبر/كانون الأول.
كركوك
في مخيم داقوق، حيث بدأت فرق أطباء بلا حدود العمل في يناير 2017، نواصل تقديم خدمة العيادات الخارجية ورعاية الأمراض غير السارية ورعاية الصحة النفسية (بما في ذلك إحالات العلاج النفسي) وأنشطة التثقيف الصحي للسكان النازحين.
تكريت
تدير أطباء بلا حدود عيادات متنقلة في مدينة تكريت والمناطق المجاورة منذ يونيو/حزيران 2016. وتقدم العيادات استشارات العيادات الخارجية والصحة النفسية. وفي يناير/كانون الثاني 2017 أنشأت أطباء بلا حدود مركزاً للرعاية الصحية الأولية في مخيم العلم.
ومع عودة الناس بيوتهم، فقد انخفض عدد المرضى الذين يزورون عياداتنا المتنقلة ومركز الرعاية الصحية الذي ندير. وبالتالي تقوم أطباء بلا حدود الآن بتقييمات جديدة في المناطق التي يعود الناس إليها لتحديد احتياجات الرعاية الصحية والأماكن التي يمكن فيها لأطباء بلا حدود تقديم المساعدة.
إغلاق مشاريع
- أغلقت أطباء بلا حدود عيادة الرعاية الصحية الأولية في مخيم كيلو 18 في الأنبار بسبب تناقص أعداد النازحين وافتتاح عيادة رعاية صحية أولية ثالثة تديرها منظمة محلية. وفي عام 2017 قدمت أطباء بلا حدود 10,760 استشارة رعاية صحية أولية في عيادة كيلو 18.
- في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2017 أكملت أطباء بلا حدود دعمها لمستشفى الفلوجة للنسائية والأطفال التعليمي في الأنبار. حيث تمت إعادة تأهيل غرفة الطوارئ، وترقية تعقيم قاعة العمليات، وتحسين قدرة إدارة المخلفات، كما درَّبنا الكادر التمريضي في المستشفى.