سواء كان ذلك في ظروف صراع أو كارثة طبيعية أو تفشي مرض أو في برنامج فيروس نقص المناعة البشري - فإن النساء بحاجة إلى رعاية خاصة.
الرعاية الصحية الإنجابية هي جزء لا يتجزأ من الرّعاية الطبية التي نقدّمها، بما في ذلك في حالات الطوارئ. في المناطق التي تكون فيها وفيات الأمّهات عالية، مثل أفغانستان أو جمهورية أفريقيا الوسطى، قمنا بفتح مشاريع محدّدة لتوفير الرّعاية للنّساء.
تتمثل الأسباب الخمسة الرئيسية لوفاة الأمّهات في النزيف، وتعفّنات الدّم، الإجهاض غير الآمن، المضاعفات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، والمخاض العسير.
معلومات مهمة حول صحة المرأة
تحدث معظم وفيات الأمّهات قبل أو أثناء أو بعد الولادة مباشرة. قد يكون الوصول إلى العاملين المؤهلين في الوقت المناسب مسألة حياة أو موت بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من مضاعفات أثناء الولادة. تعمل منظمة أطباء بلا حدود على معالجة أسباب التأخير الثلاثة التي تواجه النساء في تلقّي الرعاية أثناء الولادة: التأخّر في اتخاذ القرار للحصول على الرّعاية، التأخّر في الوصول إلى مرفق صحي، والتأخّر في تلقّي العلاج المناسب في المرفق. وبصرف النظر عن رعاية التوليد الطارئة و رعاية الولدان، فإننا نقدم أيضًا خدمات الرعاية قبل الولادة وبعدها، إضافة لخدمات منع الحمل.
الإجهاض غير الآمن هو أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأمّهات وهو الوحيد الذي يمكن الوقاية منه كلّيّا. لكنّ ما يقارب نصف عمليّات الإجهاض في العالم تتم في ظروف "غير آمنة" طبّياً، حيث يتمّ 90 في المائة منها في البلدان النامية. سوء النظافة، نقص العاملين المؤهلين، وطرق التّدخّل الخطرة تزيد بشكل كبير من خطر حدوث مضاعفات كالنّزيف، والتّعفّنات، والتي يمكن أن تؤدي إلى العقم وحتى الموت. تعهّدت منظمة أطباء بلا حدود بالالتزام بتوفير إمكانيّة إنهاء الحمل كجزء من الرعاية الصحية التي نقدّمها والجهود المبذولة للحدّ من وفيّات الأمّهات ومعاناتهنّ.
يمكن لتفشّي الأمراض أن يؤثر بشكل غير متجانس على النّساء الحوامل، لا سيّما في المراحل المتقدّمة من الحمل. النساء الحوامل أكثر عرضة لآثار عدوى الملاريا، والتي يمكن أن تؤدي إلى وفاة الأم أو الإجهاض أو ولادة الجنين ميتًا. في بعض مشاريعنا، قد تصل نسبة النّساء الحاملات لنتيجة إيجابية للملاريا ما قبل الولادة إلى 50 في المائة. نسبة الوفاة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي أعلى بكثير بين النساء الحوامل، حيث بلغت 25 في المائة لدى النّساء و هنّ في الثلاثي الأخير من حملهنّ. في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي الكوليرا إلى المخاض المبكّر أو مضاعفات متعلّقة بالتّوليد.
في عام 2023، قدمت فرقنا الرعاية الطبية لأكثر من 62,200 من ضحايا العنف الجنسي؛ كان معظمهم من النساء والفتيات، لكن هناك زيادة في الوعي بالعنف الجنسي المرتكب ضد الرجال والأولاد. تشمل الرعاية التي نقدمها العلاج الوقائي ضد الأمراض المنقولة جنسياً بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية، والتطعيمات ضد التيتانوس والتهاب الكبد الوبائي B. تعتبر المساعدة الطبية في الوقت المناسب أمرًا حيويًا، حيث يجب أن يبدأ الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية خلال 72 ساعة من الاعتداء. كما تشمل الرعاية علاج الإصابات الجسدية، والدعم النفسي، والوقاية وإدارة الحمل غير المرغوب فيه.
اقرأ أكثريمكن أن يؤدي المخاض العسير والمطوّل إلى تكوّن ناسور: وهو عبارة عن ثقب بين المهبل والمثانة، المهبل والمستقيم، أو كليهما. والنتيجة هي سلس البول و/أو سلس الغائط. تعيش النساء المصابات بالنواسير في خجل وعادة ما ترفضهنّ أسرهنّ ومجتمعاتهن. و تتطلب عملية إغلاق النّاسور مهارات جراحية متخصّصة. نظمت منظمة أطباء بلا حدود "معسكرات الناسور" لتوفير جراحة للنساء المصابات بالناسور. يمكن الوقاية من الناسور بسهولة مع توفّر مهارات ولادة ماهرة وإدارة كافية للولادة المتعسّرة، أي من خلال عملية قيصريّة.
يعدى أكثر من 90 في المائة من الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية من أمّهاتهم أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعيّة. الوقاية من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل تقلّل احتمال انتقال العدوى إلى أقل من 2 في المائة. نقوم بدمج الوقاية من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل مع رعاية الأم والطفل، في الأماكن ذات معدّلات إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية متوسّطة إلى مرتفعة، ذلك أنّه من الضّروريّ دعمُ باقي الجهود. ويشمل ذلك إجراء اختبار وتقديم العقاقير المضادّة للفيروسات الرّجعية إلى النساء الحوامل المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية، مع تقديم النّصائح بشأن الرّضاعة الطبيعيّة، وتقديم الإرشاد المطلوب إضافة إلى العقاقير المضادّة للفيروسات الرجعية الوقائية للمواليد الجدد. في حالة إصابة الطّفل، على الرغم من الجهود المبذولة، عندها يتم توفير العلاج.
تتزايد معدّلات الإصابة بسرطان عنق الرحم في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في العالم النامي، حيث يُعد المرض السبب الرئيسي لوفاة النّساء جرّاء السّرطان في العديد من البلدان. في أكثر من بلد، نقوم بتقصّي سرطان عنق الرحم إضافة إلى علاج المرضى الذين يعانون من المرض في مرحلة مبكّرة منه. نضع جهدًا خاصًا حيث معدّل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية مرتفع، بما أنّ النّساء الحاملات لفيروس نقص المناعة البشرية معرّضات أكثر لخطر الإصابة بسرطان عنق الرّحم، و قد قمنا بتوفير اللّقاحات ضدّ الفيروس الحليمي البشري، أحد أهمّ أسباب المرض. في عام 2017، قمنا بتطعيم 25.000 فتاة في الفيليبين ضدّ الفيروس الحليمي البشري.