Skip to main content
Design 05
اعتقدت خديجة*، وهي أم من غزة، أنها وجدت مكانًا آمنًا تستقر فيه عائلتها قبل أن تتفاجأ بوصول الدبابات الإسرائيلية إلى محيط المكان الذي يأويهم. وفي لحظة مأساوية، انفجرت قذيفة بالقرب منهم، مما أدى إلى إصابة ابنها بجروح خطيرة. وفي المستشفى، حاولت كبح دموعها عندما سألها ابنها: "ماما، لماذا يغطون عيون بابا؟" إذ كان زوجها قد فارق الحياة. دخل ابنها في حالة صدمة شديدة، ولم ينطق بكلمة واحدة لمدة عشرة أيام. 
© MSF

بفنّهن: النزوح بأصوات نسائية

اعتقدت خديجة*، وهي أم من غزة، أنها وجدت مكانًا آمنًا تستقر فيه عائلتها قبل أن تتفاجأ بوصول الدبابات الإسرائيلية إلى محيط المكان الذي يأويهم. وفي لحظة مأساوية، انفجرت قذيفة بالقرب منهم، مما أدى إلى إصابة ابنها بجروح خطيرة. وفي المستشفى، حاولت كبح دموعها عندما سألها ابنها: "ماما، لماذا يغطون عيون بابا؟" إذ كان زوجها قد فارق الحياة. دخل ابنها في حالة صدمة شديدة، ولم ينطق بكلمة واحدة لمدة عشرة أيام. 
© MSF

تروي أربع نساء من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قصصهن عن معاناة لا توصف مع النزوح وفقدان أفراد من أسرهن ونقص الرعاية الطبية.

في عام 2024، ومع تصاعد الحروب في غزة ولبنان والسودان وسوريا ومناطق أخرى، وجد الملايين أنفسهم مجبرين على ترك منازلهم، تاركين خلفهم الدمار واليأس. وكما هو الحال في أغلب الأحيان، تتحمّل النساء الوزر الأكبر من معاناة النزوح، ويواجهن العنف والفقدان وانعدام الأفق، بينما يواصلن تقديم الرعاية لأسرهن ودعم مجتمعاتهن.

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس/آذار، جسدت أربع فنانات قصص أربع نساء نازحات قابلهن فريق منظمة أطباء بلا حدود في المناطق المتأثرة بالحروب. ومن خلال فنهن، حوّلن هذه التجارب إلى روايات بصرية تحمل في طياتها عزيمة كبيرة.

ازدهار ومايا: خوف يتناقل عبر الأجيال في لبنان

إزدهار الدقّار، البالغة من العمر 39 عامًا، هربت مع طفليها من الضواحي الجنوبية لبيروت بعد تحذير إسرائيلي من ضربة جوية وشيكة خلال حرب لبنان في سبتمبر/أيلول 2024. قضت ليلتها الأولى في الشوارع قبل أن تنتقل إلى مأوى اللعازرية في وسط بيروت. ورغم مرور أسابيع، كانت لا تزال تعيش في خوف دائم، إذ كانت الانفجارات تتوالى على بعد كيلومترين منها فقط. أما ابنتها البالغة من العمر 14 عامًا، مايا، فقد اضطرت إلى النضوج بسرعة شديدة، متأثرة بالحرب وانعدام اليقين الذي يحيط بها.

تتأمل الرسامة اللبنانية مايا فيداوي قصة إزدهار من منظور طفولتها، إذ نشأت في خضم الحرب الأهلية اللبنانية، وتنقل في عملها الفني حلقة الخوف التي تنتقل من الأم إلى أطفالها. إليكم طريقتها الفريدة في تصوير هذه القصة. 

مايا فيداوي
الرسامة اللبنانية مايا فيداوي تتأمل قصة إزدهار من منظور طفولتها.
MSF

أمينة وأماني: رحلة نزوح بلا نهاية

في عمق الليل، هربت الجدة السورية أمينة من حمص على دراجة نارية مع ابنها، وتوجّهت مع ً أفراد عائلتها الثمانية إلى نهر استغرق عبوره ست ساعات شاقة، وذلك بعد الإعلان عن سقوط الحكومة السورية السابقة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024. كان الخوف من العنف وانعدام اليقين قد دفعا بعدد كبير من السوريين واللبنانيين المقيمين في سوريا للانتقال إلى لبنان. فأُجبرت أمينة على مغادرة منزلها في عجلة واضطرت إلى التخلي عن ملابسها وبطانياتها على طول الطريق. وبعد عبورهم النهر، وصلوا إلى لبنان خاليي الوفاض، وكان زادهم الوحيد الخوف والإرهاق.

تعيد الرسامة السورية أماني العلي إحياء قصة أمينة، منطلقة من 13 عامًا من الحرب والتهجير التي اجتثت ملايين النساء السوريات من بلدهنّ. وتعبّر رسوماتها عن الصدمات الجماعية التي تلمّ بأشخاص ما زالوا يبحثون عن الأمان. 

أماني العلي
الرسامة السورية أماني العلي تعيد إحياء قصة أمينة.
MSF

خديجة وصفاء: خمس دقائق غيّرت حياتهما في غزة

اعتقدت خديجة*، وهي أم من غزة، أنها وجدت مكانًا آمنًا تستقر فيه عائلتها قبل أن تتفاجأ بوصول الدبابات الإسرائيلية إلى محيط المكان الذي يأويهم. وفي لحظة مأساوية، انفجرت قذيفة بالقرب منهم، مما أدى إلى إصابة ابنها بجروح خطيرة. وفي المستشفى، حاولت كبح دموعها عندما سألها ابنها: "ماما، لماذا يغطون عيون بابا؟" إذ كان زوجها قد فارق الحياة. دخل ابنها في حالة صدمة شديدة، ولم ينطق بكلمة واحدة لمدة عشرة أيام.

تعبّر الفنانة الفلسطينية صفاء عودة، التي نجت هي الأخرى من الحرب في غزة، عن الحزن والرعب اللذين عاشتهما الأمهات في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وعبر عملها الفني، تجسّد دوامة الفقد التي ما زالت تلم بالكثير من العائلات الفلسطينية. 

أميرة وآية: أم جريحة في السودان

عندما اندلعت الحرب في الخرطوم، كانت أميرة* على بُعد أيام قليلة من وضع مولودها. وبعد ثلاثة أيام من بداية النزاع، وضعت طفلها في مستشفى بحري في شمال الخرطوم، ليفارق الحياة ويفارقها بعد ساعات قليلة من ذلك. وفيما أعيى التّعب جسدها بسبب العملية القيصرية المؤلمة، وبعدما تقطّعت بها السبل للحصول على أي رعاية طبية، اضطرت إلى تنظيف جرحها بمعقم اليدين الذي بات الخيار الوحيد المتاح لبقائها على قيد الحياة.

تُجسد الفنانة الأردنية آية المبيضين العذاب الصامت الذي خاضته أميرة، مسلطة الضوء على أزمة منسية في السودان، حيث تواجه الأمهات الحرب والفقد وانهيار أبسط مقوّمات الرعاية الصحية الأساسية. 

Aya Mobayedeen- Sudan Story.png
الفنانة الأردنية آية المبيضين تُجسد العذاب الصامت الذي خاضته أميرة.
MSF