افتتحت منظمة أطباء بلا حدود عيادة للأمومة في تل مرق في مقاطعة تلعفر الشمالية الغربية، حيث ألحق النزاع أضراراً هائلة على السكان. وللمرة الأولى منذ عامين، تحصل النساء في هذه المنطقة على خدمات الصحة الإنجابية لضمان توليد أطفالهن بأمان.
وتجدر الإشارة إلى أن النزاع المستمر وعدم توفر المرافق الصحية العاملة في تلعفر والموصل تمنع السكان في هذه المنطقة من الحصول على الرعاية الصحية. ويتعين على الناس قطع مسافة أكثر من 100 كيلومتر للوصول إلى المناطق الحضرية كدهوك وزاخو للحصول على الرعاية الطبية التخصصية، ما يشكل رحلة طويلة وباهظة جداً بالنسبة إلى العديد من الناس.
وتعتبر العيادة الجديدة الخاصة بالأمومة المرفق الصحي الوحيد في تلعفر الذي يقدّم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية ومنها رعاية ما قبل الولادة ورعاية ما بعد الولادة وعمليات الولادة الآمنة للحالات المعقدة. كما توفر العيادة أيضاً خدمات استقرار حالة المريض والإحالة لحالات الطوارئ الأكثر تعقيداً.
وفي هذا السياق أفادت منسّقة المشروع في تل مرق فانيسا روسي أنه: "منذ أن بدأنا بتقديم الخدمات على مدار الساعة في عيادة الأمومة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، ساعدنا في إنجاز أكثر من 120عملية ولادة. من الجميل أن نرى مزيد من النساء اللواتي يأتين إلى هذا المرفق، حيث يمكنهن ولادة أطفالهن بأمان".
وتقع العيادة في المبنى الذي كان من المفترض أن يستعمل كمركز للرعاية الصحية الأولية لكن النزاع حال دون استعماله لهذا الغرض. وفي شهر يوليو/تموز من هذا العام بدأت منظمة أطباء بلا حدود بإعادة تجديد المبنى وتكييفه لتتمكن من تأسيس وحدة للأمومة. ومع بدء العام المقبل، ستفتتح منظمة أطباء بلا حدود قسماً للمرضى الداخليين وطب الأطفال (للأطفال ما دون سن الـ12) في المبنى نفسه، إضافة إلى وحدة لاستقرار حالة المرضى للراشدين الذين يعانون من حالات خطيرة؛ وذلك للتحضير لتدفق محتمل للمرضى الهاربين من الحملة العسكرية في مدينتي الموصل وتلعفر، واستجابةً لعدم توفر مرافق الرعاية الصحية الثانوية في هذه المنطقة.
والجدير بالذكر أن منظمة أطباء بلا حدود تقدّم الرعاية الصحية إلى السكان المتأثرين بالعنف الدائر في مقاطعة تلعفر منذ شهر يناير/كانون الثاني 2015. وتقدّم طواقم العيادات المتنقّلة الاستشارات العامة وخدمات الصحة النفسية والاستشارات في مجال الصحة الجنسية والإنجابية في ثلاث مقاطعات فرعية.
وتتمثل استجابة منظمة أطباء بلا حدود إلى الأزمة الإنسانية الحالية في العراق بتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية العالية الجودة بشكل مجاني وتقديم الإغاثة للعائلات النازحة وللعائدين وللمجتمعات المضيفة الفقيرة. ويتم ذلك عبر منهج مرن يشمل تشكيل الطواقم الطبية المتنقلة وفقاً لحركات السكان والاحتياجات الظاهرة، وذلك لمساعدة أولئك الذين لا يستطيعون الحصول على الرعاية الطبية.
تعمل منظمة أطباء بلا حدود في العراق بشكل مستمر منذ العام 2006. ولضمان استقلاليتها، لا تستقبل المنظمة أي تمويل من أي حكومة أو مجتمع ديني أو وكالة دولية لتنفيذ مشاريعها في العراق، بل تعتمد فقط على التبرعات الخاصة التي تأتي من عامة الناس حول العالم لإنجاز عملها. في العراق، تعيّن منظمة أطباء بلا حدود حوالى 900 موظف.