تشترك النيجر وبوركينا فاسو ومالي في منطقة حدودية في وسط الساحل حيث تعمل المجموعات الحكومية وغير الحكومية في سياق يتّسم بمستويات عالية من الفقر والتقلبات المناخية وسرعة النمو السكاني والمنافسة المتزايدة على الموارد المتضائلة.
يشكل جنوب شرق النيجر جزءًا من منطقة حوض بحيرة تشاد، حيث انتشر العنف الذي بدأ في نيجيريا عام 2009. وكانت هذه المنطقة ضعيفة للغاية أساسا بسبب عدم المساواة الاجتماعية والفقر وضعف البنية التحتية وموجات الجفاف المتكررة. تدير أطباء بلا حدود برامج صحية في أنحاء النيجر.
أهم الأنشطة والمشاريع الإنسانيّة
أحرزت النيجر تقدماً ملحوظاً في التقليل من الوفيات دون سن الخامسة في العقد المنصرم، إلا أنّ السببين الرئيسيين لوفيات الأطفال، أي سوء التغذية والملاريا ما زالا شائعين. لذلك، ندير برامج موجهة لطب الأطفال ونقدم الدعم للعاملين في قطاع الصحة المجتمعية ونعزز من قدرة المرافق العامة خاصة أثناء ’فجوة الجوع‘ بين المحاصيل والتي تتزامن مع موسم الأمطار وذروة الملاريا.
تقدّم أطباء بلا حدود الدعم للعاملين في قطاع الصحة المجتمعية في مئات القرى في أنحاء النيجر. وينشط العاملون في قطاع الصحة المجتمعية على نحو خاص أثناء موسم ذروة الملاريا ويشكلون ضمانة للكشف والعلاج المبكرين عن الملاريا البسيطة ورصد حالات سوء التغذية. وقد أفضى تعزيز التوعية الصحية والأنشطة المجتمعية إلى انخفاض عدد المصابين بحالات شديدة ومعقدة من الملاريا بنسبة 25 في المئة في المرافق الصحية التي ندعمها.
على الرغم من إغلاق الحدود بسبب جائحة كوفيد-19 وقانون مكافحة الهجرة، لم يتراجع تدفق المهاجرين في أساماكا شمال النيجر. بل على العكس، يواصل الكثير من المهاجرين عبور المسارات الصحراوية آملين في الوصول إلى أوروبا عبر الجزائر والمغرب. ومع ذلك، لا ينجح الكثيرون في عبور هذا المسار، إذ يعتقلهم الحراس الجزائريون بالقرب من الحدود في أساماكا ويعذبونهم ويجردونهم من ملابسهم ويرحلونهم بالقوة العسكرية. في هذه الصحراء النائية، تدير فرقنا أنشطة لدعم الأشخاص المرتحلين الذين تُركوا لمصيرهم والتائهين في الصحراء.
في النيجر، ندعم مختلف مراكز الرعاية الصحية ونقدم الرعاية الأساسية والمتخصّصة للاجئين والمجتمعات المضيفة في منطقة تيلابيري بشكل أساسي. هذا وندير عيادات متنقلة حيث نقدم الاستشارات الطبية والنفسية ونوزّع المواد المنزلية الأساسية على اللاجئين. ونظرًا لمحدودية فرص الوصول إلى الرعاية الصحية واشتداد حدة العنف في شمال غرب نيجيريا، نشهد انتشارًا أكبر لسوء التغذية بين الأطفال المرضى في المرافق التي تدعمها أطباء بلا حدود في منطقة مارادي.