وقد تعطلت حياة الناس جراء العنف والجرائم في حين مازالت تفشيات الأمراض بشكل منتظم تشكل خطرًا على حياة آلاف الأطفال.
تستجيب أطباء بلا حدود لتفشيات الأمراض والاحتياجات الصحية الطارئة في نيجيريا منذ عدة سنوات وتركز بشكل خاص على تقديم رعاية الأمومة والرعاية الصحية للأطفال في أنحاء البلاد. وقد وسعنا نطاق أنشطة التغذية في شمال غرب البلاد منذ منتصف عام 2021، إذ تتجاوز أزمة سوء التغذية المتزايدة والتي يتم تجاهلها إلى حد كبير قدرة الناس على التعامل معها.
لماذا تعمل أطباء بلا حدود في نيجيريا؟
أدى تصاعد العنف وانعدام الأمن في السنوات الأخيرة إلى ارتفاع الاحتياجات الإنسانية في نيجيريا. مرت 13 عامًا منذ بدء التمرد في شمال شرق نيجيريا، حيث تقاتل جماعات المعارضة المسلحة الجيش النيجيري. قُتل آلاف الأشخاص جراء القتال والكثيرون جراء سوء التغذية والحصبة والملاريا. إذ لا يتمكن الناس من القيام بأنشطة الزراعة أو بيع سلعهم، وقد أدى النزوح الجماعي إلى ظروف معيشية كارثية.
ويشمل دعمنا للنازحين والمجتمعات المضيفة رعاية الأمومة والأطفال والدعم النفسي وعلاج سوء التغذية ودعم الناجين من العنف الجنسي وتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي والمواد غير الغذائية والمآوي.
ومن خلال تمكين اللاجئين القادمين من الكاميرون من الوصول إلى الرعاية الصحية، نعمل أيضًا على دعم خدمات الرعاية الصحية في ولاية كروس ريفر منذ مارس/آذار 2022.
تقدر منظمة اليونيسيف أن عشرة في المئة من جميع وفيات الأمهات العالمية بسبب المضاعفات الناجمة عن الحمل والولادة تحدث في نيجيريا، وهو رابع أعلى معدل في العالم. وكل عام، يتوفى 262,000 مولود عند الولادة وهو ثاني أعلى معدل في العالم.
وتتولّى منظمة أطباء بلا حدود إدارة قسمي الأمومة وحديثي الولادة في مستشفى جاهون العام في ولاية جيغاوا. بالإضافة إلى ذلك، تقدّم المنظمة الرعاية الأساسية في مجال التوليد في المراكز الصحية بهدف الحدّ من المضاعفات التي قد ترافق فترة الحمل. وفي عام 2021، أجرينا 17,500 ولادة كما ندعم رعاية الأمومة والأطفال في كانو حيث أجرينا 1,436 ولادة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2022.
بالتعاون مع وزارة الصحة النيجيرية، تدعم فرقنا حملات التطعيم الجماعية في كافة أنحاء البلاد ضد الحصبة والتهاب السحايا والالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية. فضلًا عن ذلك، تعمل طواقمنا على تأمين أدوية الوقاية الكيميائية من الملاريا الموسمية.
وفي عام 2021، شهدت نيجيريا تفشيًا كبيرًا غير مسبوق للكوليرا في وقت كانت فيه معدلات التحصين بين الأطفال منخفضة بشكل مقلق. في عام 2021، عالجنا حوالي 40 في المئة من حالات الكوليرا التي سجلتها نيجيريا. عالجت فرقنا 45,246 شخصًا مصابًا بالكوليرا و136,200 شخص مصاب بالملاريا و19,900 شخص مصاب بالحصبة خلال عام 2021. وفي ولاية إيبوني، ساعدنا السلطات الصحية في علاج الأشخاص المصابين بحمى اللاسا عبر تقديم الدعم الفني وتدريب الموظفين في مستشفى تعليمي في أباكاليكي.
تدعم منظمّتنا مستشفى نوما للأطفال في سوكوتو من خلال تقديم الرعاية الجراحية المتخصصة للمصابين بمرض النوما أو بحالات أخرى تستلزم جراحة تقويمية. النوما هو عدوى تسبّب تشوّهات وغالبًا ما تؤدي إلى الوفاة. والجدير بالذكر أن معظم المصابين بهذا المرض هم من الأطفال دون سن السادسة نظرًا لضعف جهاز المناعة لديهم بسبب سوء التغذية. بالإضافة إلى الجراحة، نقدّم العلاج الفيزيائي والدعم النفسي والدعم الغذائي ونجري فحوصات ممنهجة للكشف المبكر عن الإصابات في المنطقة. وفي عام 2021، أجرت فرقنا 105 مداخلات جراحية.
تدير منظّمة أطباء بلا حدود مشروعًا لضحايا العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في بونيو وزامفارا. ويتضمّن هذا البرنامج العلاج الوقائي من العدوى المنقولة جنسيًا، ووسائل منع الحمل في حالات الطوارئ، وتقديم الاستشارة والدعم النفسي والاجتماعي.
تعدّ نسبة كبيرة من الناس في مناطق شمال شرق نيجيريا وشمال غربها معرضة بشكل مزمن لانعدام الأمن الغذائي. وتؤدي مجموعة من العوامل، بما في ذلك العنف المتصاعد وصعوبة القيام بأنشطة الزراعة والوصول إلى سبل العيش والنزوح واسع النطاق وارتفاع أسعار المواد الغذائية والأوبئة، إلى تفاقم أزمة الصحة والتغذية.
تدير منظمة أطباء بلا حدود مركزًا للتغذية بسعة 120 سريرًا في مايدوغوري في ولاية بورنو. بالإضافة إلى ذلك، نتعاون بشكل وثيق مع وزارة الصحة من خلال دعم الخدمات في 21 مرفقًا لمرضى العيادات الخارجية وثمانية مرافق للمرضى المقيمين عبر خمس ولايات في الشمال الغربي - زامفارا وسوكوتو وكاتسينا وكانو وكيبي.