Skip to main content
Living Conditions in Taiz - Yemen

اليمن: رقم قياسي للولادات في الذكرى السنوية الأولى لافتتاح المستشفى في تعز

أحيت منظمة أطباء بلا حدود الطبية الدولية الذكرى السنوية الأولى لافتتاح مستشفى الأم والطفل في محافظة تعز اليمنية يوم السابع من نوفمبر/تشرين الثاني، والذي شهد ولادة 24 طفلاً.

ويشكلّ هذا الرقم بحسب رئيسة الفريق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في تعز، جورجينا براون "رقماً قياسياً جديداً لعدد المواليد، حيث كان جناح التوليد مزدحماً لدرجةٍ أنّنا اضطررنا لاستخدام بعض الأسرّة في غرفة الطوارئ، ويسعدنا أن نرى الأطفال وأمهاتهم بصحةٍ جيدة".

وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد افتتحت مستشفى الأمومة والطفولة في مديرية الحوبان في محافظة تعز لزيادة توفير الرعاية الصحية للنساء والأطفال في واحدةٍ من أكثر المناطق اليمنية تأثّراً بالحرب الدامية، حيث شهد المستشفى ولادة 3,123 طفلاً العام الفائت. كما شهدت محافظة تعز بعضاً من أعنف المعارك في البلاد منذ تصاعد وتيرة النزاع قبل 20 شهراً، حيث تتعرّض بشكلٍ شبه يومي للقصف المدفعي، والغارات الجوية، وانفجارات القنابل والألغام الأرضية، ورصاص القناصة. كما ازدادت مصاعب الحصول على الرعاية الصحية بشكلٍ آمن بسبب القتال العنيف.   

ويعتبر مستشفى أطباء بلا حدود المرفق الوحيد الذي يقدّم الرعاية الصحية المجانية للأمهات والأطفال في المنطقة التي شهدت ارتفاعاً في أعداد المرضى خلال السنة الأخيرة. وكان المستشفى قد استقبل منذ افتتاحه 44,573 مريضاً في قسم العيادات الخارجية، وعالج 4,975 مريضاً في غرفة الطوارئ، وقدّم 18,679 استشارة خاصة بالحمل. ويقدّم المستشفى الذي يضمّ 108 أسرّة خدماته على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع بجهود طاقمه الذي يضمّ 365 فرداً من أكثر من 10 بلدان، وأغلبهم من اليمنيين.

وتعاني العديد من النساء والأطفال من المضاعفات الخطيرة الناجمة عن تأخّرهم في الحصول على الرعاية الصحية بسبب المصاعب التي تعيق وصولهم إلى المستشفى. وكان من بين الأطفال الذين ولدوا في الذكرى السنوية الأولى لافتتاح المستشفى طفلةٌ وصلت أمّها في وقتٍ متأخّر جداً، وتقول براون عن الحادثة: "وصلت الأمّ إلى مستشفى الأمومة والطفولة بعد إصابتها بمضاعفاتٍ أثناء المخاض في أحد المستشفيات الخاصة على بعد ساعةٍ تقريباً، قبل أن تتمّ إحالتها إلينا لعجزهم عن تقديم الرعاية المطلوبة لها. ووصلت الأمّ وهي تعاني من تسمّم الحمل (وهو حالةٌ طبية خطيرة تتّصف بارتفاع ضغط الدم، ومخاطر الإصابة بالنوبات أو فشل الكبد أو الكليتين)، كما عانت بعد الولادة من النزيف التالي للولادة (النزيف الحاد) والذي تطلب نقل الدم إليها. لقد كانت ولادةً معقّدة، ولكن الأطباء استطاعوا تقديم الرعاية الضرورية لها، وهي الآن بصحّة جيدة مع طفلتها".   

يعاني جميع السكان في مدينة تعز وجوارها من آثار الحرب بشكلٍ مباشر، حيث فقد العديد منهم أفراداً من عائلاتهم، ومنازلهم ومصادر رزقهم، وهم يعيشون في خوف دائم من العنف. وتقدّم منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الصحية المنقذة للحياة على جانبي خطّ الجبهة، وتدعم أربعة مستشفياتٍ في مدنية تعز. كما تدير المنظمة مركزاً للإصابات البالغة في مديرية الحوبان، وهو يعالج جرحى الحرب والمرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية.

أطباء بلا حدود منظمةٌ طبيّة إنسانية تقدّم خدماتها بحيادية وعدم تحيّز، وهي تدعم وتدير 30 مستشفىً في ثمانِ محافظات يمنية، وتعالج جميع المحتاجين بغضّ النظر عن انتماءاتهم الدينية، أو القبلية، أو السياسية أو غيرها. وكانت المنظمة قد عالجت أكثر من 50,000 جريح حرب في المستشفيات التي تدعمها وتديرها في اليمن منذ مارس/آذار عام 2015.