Skip to main content
Mobile clinic in Kingi, Masisi territory
أطلقت فرق أطباء بلا حدود عيادات متنقلة في العديد من المناطق النائية في شمال كيفو لتقييم الاحتياجات وتقديم الدعم للنازحين الذين عادوا إلى قراهم الأصلية من المخيمات في غوما. جمهورية الكونغو الديمقراطية، في 12 فبراير/شباط 2025.
© Daniel Buuma

أطباء بلا حدود تعدل استجابتها الطارئة في محيط غوما وسط حالات مغادرة جماعية من مخيمات النازحين

أطلقت فرق أطباء بلا حدود عيادات متنقلة في العديد من المناطق النائية في شمال كيفو لتقييم الاحتياجات وتقديم الدعم للنازحين الذين عادوا إلى قراهم الأصلية من المخيمات في غوما. جمهورية الكونغو الديمقراطية، في 12 فبراير/شباط 2025.
© Daniel Buuma

إثر اندلاع القتال وأوامر الإجلاء الصادرة عن حركة 23 مارس/تحالف فلوف الكونغو، غادر مئات آلاف الأشخاص مخيمات النزوح الواقعة حول غوما في جمهورية الكونغو الديمقراطية. واستجابة لهذا التطور، كيّفت أطباء بلا حدود مقاربتها من خلال إرسال فرق متنقلة لدعم الأشخاص الذين اضطروا إلى التنقل من جديد. ويواجه الكثير من الناس العائدين إلى مناطقهم الأصلية التي فروا منها سابقًا ظروفًا محفوفة بالمخاطر وغير مضمونة.

فيديو

الوضع في غوما والمناطق المحيطة بها

الوضع في غوما والمناطق المحيطة بها
MSF

تغير المشهد في غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، بشكل كبير في غضون أسابيع قليلة. فقبل أن تستولي حركة 23 مارس/تحالف فلوف الكونغو على المدينة في نهاية يناير/كانون الثاني، كانت غوما تستضيف نحو 650,000 نازح – معظمهم يعيشون في مواقع مؤقتة على أطراف المدينة – وكانت موطنًا لمليوني نسمة.

بدأت بعض المخيمات تَفرغ مع تصاعد القتال في أواخر يناير/كانون الثاني، ولم يبق فيها أحد تقريبًا بعد أن أمرت السلطات الجديدة التي استلمت زمام الأمور الناس بالعودة إلى أماكنهم الأصلية.

وبينما اختار بعض النازحين البقاء بالقرب من غوما، غادر معظمهم شمالًا أو غربًا تجاه المناطق المجاورة، غير متأكدين مما ينتظرهم. وفي غضون أيام، ظهرت طوابير لا حصر لها من الرجال والنساء والأطفال على الطرق، حاملين ما يمكنهم حمله سيرًا على الأقدام أو بالدراجات النارية أو بالحافلات الصغيرة المشتركة. وأخبرنا بعض المرضى أنهم مشوا في بعض الأحيان لأيام من دون طعام أو ماء.

وفي هذا الصدد، يقول رئيس الأنشطة المتنقلة في أطباء بلا حدود في غوما، أنتوني كيرجوسيان، "بالنظر إلى هذه الأعداد الكبيرة من الناس المتنقلين، نشرنا فرقًا على طول طرق العودة لتقييم المرافق الصحية التي ستثقلها هذه التدفقات المفاجئة من المرضى. في كل مكان، وجدنا الواقع نفسه: المرافق الصحية التي كانت بالكاد تعمل قبل الأزمة إما تُركت فارغة، أو أسوأ من ذلك، دُمرت أو نُهبت. ومن المتوقع لهذه المرافق الآن أن تتكيف - وهناك خطر من انتشار أمراض مثل الكوليرا أو جدري القردة أو الحصبة، التي كانت موجودة في المخيمات". 

أنشطة أطباء بلا حدود في جمهورية الكونغو الديمقراطية
أم وطفلها أثناء استشارة صحية في منطقة ماسيسي. جمهورية الكونغو الديمقراطية، في 12 فبراير/شباط 2025.
Daniel Buuma

وبناءً على التقييمات المبكرة، بدأت فرق أطباء بلا حدود بتوفير المعدات والأدوية والموظفين لمزيد من المراكز الصحية في إقليمي نيراغونغو وماسيسي. كما أطلقت الفرق عيادات متنقلة في المناطق التي يصعب الوصول إليها لتوفير الرعاية الطبية المجانية للأشخاص العائدين وعابري السبيل. 

حاجة ملحة لتحسين ظروف العائدين

يعدّ مركز الإحالة الصحي في ساكي أحد المرافق التي تدعمها أطباء بلا حدود في هذه الاستجابة الطارئة، علمًا أنّ ساكي هي بلدة صغيرة تقع على بعد 25 كيلومترًا غرب غوما. 

شهدت ساكي نصيبها من القتال العنيف في السنوات الأخيرة بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي. وتعمل المدينة كمفترق طرق مهم للأشخاص الذين يسافرون إلى مدينة ماسيسي غربًا، وكيتشانغا شمالًا، وجهة الجنوب إلى مينوفا وجنوب كيفو. 

ويقول كيرجوسيان، "يعود السكان إلى ساكي، وهذه المدينة هي نقطة التقاطع الوحيدة لأولئك العائدين إلى إقليم ماسيسي أو جنوب كيفو بعد مغادرة المخيمات في غوما. لهذا السبب قررنا إجراء إصلاحات طارئة للمركز الصحي، الذي تعرّض لأضرار جسيمة خلال القتال الأخير. كما أعدنا بناء وحدة علاج الكوليرا، التي تعالج حاليًا نحو 20 مريضًا يوميًا. الآن، تُجرى نحو 200 استشارة في المركز الصحي كل يوم، معظمها لعلاج التهابات الجهاز التنفسي وأمراض الإسهال. لكننا نشهد أيضًا حالات من جدري القرود، بالإضافة إلى المرضى الذين يطلبون الرعاية بعد تعرضهم لعنف جنسي". 

أنشطة أطباء بلا حدود في جمهورية الكونغو الديمقراطية
فرق منظمة أطباء بلا حدود تنقل الإمدادات لدعم عملية الاستجابة للطوارئ. جمهورية الكونغو الديمقراطية، في 12 فبراير/شباط 2025.
Daniel Buuma

من ساكي، أطلقت فرق أطباء بلا حدود خدمات طبية متنقلة ودعمت مرافق صحية أخرى على طول الطرق الجبلية. ويُعد الحصول على الرعاية الصحية المجانية أمرًا بالغ الأهمية للأشخاص العائدين من المخيمات، وهم الآن في حالة هشة للغاية، وغالبًا لا يملكون المال والمحاصيل، وفي بعض الحالات، لا يملكون حتى أدوات لزراعتها. 

وفي هذا السياق، تقول بيجريمانا، التي أمضت عامين في مخيم بولينغو قبل العودة إلى بيتها، "لقد عدت إلى كاباتي منذ أسبوع. وعلى الرغم من أنّ الجو هادئ، إلّا أنّ الجوع يشكّل مشكلة حقيقية. نحن بحاجة إلى الدواء. يعاني معظمنا من الأمراض وتنتشر الكثير من حالات الإسهال وخصوصًا بين الأطفال". 

ويضيف كيرجوسيان، "تعدّ المخاطر المرتبطة بانعدام الأمن الغذائي مقلقة للغاية، ولهذا السبب أعدنا إنشاء العديد من وحدات التغذية العلاجية. علاوة على ذلك، نواجه خطر الأوبئة التي تركزت حول غوما. هناك حاجة ملحة لتحسين الظروف المعيشية وتوفُّر الخدمات الأساسية في مناطق العودة. وتكثيف الدعم الإنساني. للأسف، هناك عدد قليل جدًا من المنظمات التي تعمل حاليًا في هذه المناطق". 

اعتبارًا من 26 فبراير/شباط، كانت فرق الطوارئ المتنقلة التابعة لأطباء بلا حدود تدعم المرافق الصحية في المناطق النائية في بوهومبا وكيلوليروي وساكي وكينجي ولوهونغا وماكومبو. وإلى جانب هذه الأنشطة، تواصل أطباء بلا حدود تقديم الرعاية في العديد من المراكز الصحية والمستشفيات في أنحاء شمال كيفو، وكذلك للجرحى في مستشفيات كيشيرو وفيرونغا. كما ندعم العديد من المرافق في غوما التي توفر الرعاية الصحية الأساسية وعلاج سوء التغذية والكوليرا ورعاية ضحايا العنف الجنسي.

المقال التالي
جمهورية الكونغو الديمقراطيّة
تحديث حول مشروع 23 فبراير/شباط 2025