Skip to main content
Ambulance parked in Rafah city, southern Gaza, Palestine.
مشهد من رفح بعد 15 شهرًا من الحرب. غزة، فلسطين، في 21 يناير/كانون الثاني 2025.
© MSF

ساحة معركة مدمّرة ولا ملاذ آمن يعود إليه الناس

مشهد من رفح بعد 15 شهرًا من الحرب. غزة، فلسطين، في 21 يناير/كانون الثاني 2025.
© MSF

بعد 15 شهرًا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومنذ سريان وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني 2025، يسعى النازحون الفلسطينيون للعودة إلى منازلهم في مدينة رفح جنوب القطاع، فيما تقدّر الأمم المتحدة أن قرابة 70 في المئة من المباني في القطاع قد دُمّرت أو تضرّرت. وتواصل أطباء بلا حدود الدعوة إلى تكثيف المساعدات الإنسانية وتوسيع نطاقها بشكل فوري، وأن تحترم جميع الأطراف شروط اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي هذا الصدد، تقول منسقة الطوارئ في أطباء بلا حدود، باسكال كواسار، "لا بد من توفير الخدمات الصحية – بما في ذلك الخدمات الإنسانية الأخرى – ومن إعادة إعمار المدينة حتى تعود الحياة إليها. إلا أن الوضع أخطر من أن يتمكن الناس من العودة إلى معظم المناطق. فبينما كنا في طريقنا لزيارة عيادة أطباء بلا حدود السابقة في الشابورة برفح، رأينا طفلًا في منطقة المواصي يلعب بقذيفة. ورغم أننا لم نعد نسمع صوت القنابل، إلاّ أنّه لا تزال هناك مخاطر".

يحاول الأهالي جاهدين إعادة إعمار وسط الأنقاض. فمدينة رفح مدمّرة، وقد تحوّلت البيوت والمحال التجارية والشوارع والمرافق الصحية فيها إلى أنقاض، كما لحقت أضرار جسيمة بشبكات المياه والكهرباء. هذا ولم يعد الأمن إلى المدينة بعد لا سيما مع انتشار الذخائر غير المنفجرة بين بقايا المباني، والتي ستستغرق إزالتها سنوات عديدة

أنشطة أطباء بلا حدود في غزة
تتحرك سيارة إسعاف بين الأنقاض في رفح. غزة، فلسطين، في 22 يناير/كانون الثاني 2025.
MSF

في مايو/أيار 2024، ضمت رفح أكبر تجمع للنازحين في قطاع غزة مع انتقال نحو 1.5 مليون شخص إلى خيام وملاجئ مؤقتة نُصبت على أرضها. وفي هذه الظروف التي تفتقر إلى الإنسانية، عانى الأهالي من انتشار الأمراض وسوء التغذية ومن التداعيات النفسية الناجمة عن نزوحهم قسرًا عدة مرات.

قدّمت فرق أطباء بلا حدود في رفح الرعاية الصحية الأساسية والدعم النفسي في عيادة الشابورة، كما دعمت توفير الرعاية للأطفال والأمهات في المستشفى الإماراتي التابع إلى وزارة الصحة، لكننا اضطررنا إلى إنهاء الأنشطة وإخلاء المنطقة بسبب القصف المستمر وأوامر الإخلاء الإسرائيلية. وقد تحول التهديد باجتياح بري للقوات الإسرائيلية إلى عملية عسكرية بدأت في السادس من مايو/أيار 2024.

أدت العملية العسكرية الإسرائيلية إلى إفراغ رفح من سكانها وتسببت بدمار المدينة الشامل وإغلاق معبر رفح، ما أعاق إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بأسره. هذا وقد كانت رفح مدينة زملاء كثر من أطباء بلا حدود، الذين كانوا قد اضطروا بدورهم إلى الإخلاء والتوجه إلى مناطق أخرى من غزة.

وتشرح المنسقة الطبية في أطباء بلا حدود، نادية أبو ملوح، التي كانت تعمل في المستشفى الإماراتي، "من الصعب العودة إلى هذا المكان الذي كان يعج بالحياة. لم نتمكن من التعرف إلى الشوارع حيث كان يقع المستشفى الإماراتي. المشهد حزين جدًا، أمسى المستشفى فارغًا تمامًا بعدما كان ينبض بالحياة، لا أثر لأي حياة فيه، وتدمّر كل شيء".

لم نتمكن من التعرف إلى الشوارع حيث كان يقع المستشفى الإماراتي. المشهد حزين جدًا، أمسى المستشفى فارغًا تمامًا بعدما كان ينبض بالحياة، لا أثر لأي حياة فيه، وتدمّر كل شيء. نادية أبو ملوح، المنسقة الطبية في أطباء بلا حدود.

ومع دمار البنية التحتية، يصعب توفير الرعاية الصحية والكثير من الخدمات الأساسية الأخرى. يحاول الكثيرون الرجوع إلى رفح، ولكن من دون جدوى، إذ يجدون منازلهم مدمّرة أو يعجزون أحيانًا عن التعرّف إلى أحيائهم التي تغيّرت معالمها. سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يتمكّن الناس من العودة إلى رفح.

في هذا السياق، يشرح الحارس في أطباء بلا حدود، هادي أبو العينين، الذي نزح من مدينة رفح في مايو/أيار 2024 وزار المدينة بعد وقف إطلاق النار، "بصراحة كان المشهد مروّعًا في رفح لكثرة الدمار الذي حلّ بالمدينة. مشيت كثيرًا لأجد شيئًا من ركام منزلي، لكنّه دُمّر بالكامل. شعرت بصدمة كبيرة، فقد كان هذا البيت حياتي كلّها. هنا ذكريات عائلتي وزوجتي وأطفالي. مقتنياتي وملابسي والصحون وذكريات زفافي كلّها كانت هنا".

وفي الوقت الحالي، سيواصل الناس العيش في خيام مؤقتة، وخصوصًا في منطقة المواصي الساحلية، حيث يفتقرون إلى المأوى المناسب، كما أنّ المياه والطعام ليسا في المتناول، فضلًا عن الوصول المحدود إلى خدمات الرعاية الصحية.

المقال التالي
حرب غزة وإسرائيل
تحديث حول مشروع 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024