بروكسل – يستمر النزاع في شمال غرب سوريا بالتسبّب في الخوف والنزوح وتوليد احتياجات طبية شديدة. وأسفر القصف الذي استهدف بلدة الجانودية في إدلب يوم الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول عن نقل 17 جريحًا إلى مستشفى قريب من الحادث تشترك منظّمة أطباء بلا حدود في إدارته. وكان ثلاثة من بين هؤلاء المصابين أطفالًا دون سن الـ14.
توفي ثلاثة من بين المصابين قبل بلوغهم المستشفى، بينما توفي أحدهم بعد لحظات قليلة من وصوله. ووصل ستة مصابين آخرين في حالة حرجة ولكن تمكن العاملون من إعادتهم إلى حالة مستقرة وتقديم العلاج لهم أو إحالتهم إلى مستشفيات أخرى. أما المصابين السبعة المتبقين، كانت جروح ثلاثة من بينهم متوسطة، وجروح الأربعة الآخرين طفيفة.
ويقول الطبيب الذي يدير المستشفى في هذا الصدد، "إنّ توافد عدد كبير من المصابين نتيجة حادث ما أمرٌ صعب جدًا". ويضيف قائلًا، "عندما بدأ المصابون بالوصول حوالي الساعة الخامسة مساء أمس، طلبنا من كامل الطاقم الطبي الاستعداد للقدرة على تقديم الرعاية لجميع الجرحى، ورغم ذلك، اضطررنا إلى إحالة إحدى الحالات إلى مستشفى آخر لأّنها لم تحتمل الانتظار في حين كانت جميع غرف العمليات في المستشفى قد امتلأت ولم يعد هناك أحد متوفر لإسعاف المريض الذي كان يعاني من إصابة في الرأس والصدر. وبقينا مستيقظين طوال الليل لمعالجة المصابين قدر الإمكان".
الاحتياجات الطبية كثيرة لآلاف الأشخاص في شمال غرب سوريا
إنّ حجم الاحتياجات الطبية في شمال غرب سوريا كبير جدًا. بالإضافة إلى آثار النزاع المباشرة التي يعاني منها السكان غالبًا بسبب القصف بالصواريخ الجوية أو القذائف، يعتبر حجم الاحتياجات هائلًا لدى أكثر من مليون شخص فروا من مناطق القتال على مر الأشهر والسنوات الماضية مع القليل من مقتنياتهم، علمًا أنّ هؤلاء يعتمدون اعتمادًا كبيرًا على المساعدة الخارجية للحصول على الغذاء والمأوى والمياه والرعاية الطبية.
في الأشهر الأخيرة، بدأ فريق من منظّمة أطباء بلا حدود بتقديم خدمات طبية من خلال عيادة متنقلة لتلبية الاحتياجات الصحية الأساسية ولتقديم اللقاحات لعائلات تسكن في مخيمات مؤقتة تقع في أراض جبلية نزح إليها العديد من السكان. غير أنّ احتياجات عدد كبير من بين هؤلاء تبقى كثيرة والوضع يستدعي بوضوح زيادة حجم المساعدات الإنسانية المقدّمة لهم، ولا سيما الطبية منها.
تقدّم فرق منظّمة أطباء بلا حدود في أنحاء شمال غرب سوريا الرعاية الطبية للأم، والرعاية الصحية الأساسية والعلاج للأمراض المزمنة من خلال عيادات متنقلة. وتوزّع فرقنا مواد الإغاثة وتعمل على تحسين أنظمة المياه والصرف الصحي، كما أنّها تدعم أنشطة التطعيم الدورية في مركزين للتطعيم وأحد المستشفيات ومن خلال خدمات العيادات المتنقلة.
وتدير أطباء بلا حدود في شمال غرب سوريا أيضًا وحدة متخصصة في علاج الحروق تقدّم فيها الجراحة والترقيع بزراعة الجلد و تغيير الضمادات والعلاج الفيزيائي والدعم النفسي. بالإضافة إلى ذلك، تقدم أطباء بلا حدود الدعم لخدمات الرعاية الصحية الأساسية والمتخصصة في العديد من المستشفيات والعيادات المحيطة بإدلب وحلب، وتشترك في إدارة ثلاثة مستشفيات، بما في ذلك المستشفى الذي استجاب للإصابات الجماعية يوم الخميس.
وتم تقليص حجم الأنشطة الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، أو تعليق بعض منها، في جميع أنحاء محافظتي الرقة والحسكة في شمال شرق سوريا منذ 15 أكتوبر/تشرين الأول 2019 لأنّ المنظّمة لم تعد قادرة على ضمان سلامة فرقها بسبب النزاع القائم في تلك المنطقة.
لضمان تأدية أنشطتنا بشكل مستقل بعيدًا عن الضغوط السياسية، لا تتلقى منظّمة أطباء بلا حدود أي تمويل حكومي لتنفيذ عملها في سوريا.