Skip to main content
Qadimoon camp (Northwest Syria)

يوم مروع من الهجمات العشوائية على المدنيين في إدلب

  • تستمرّ الهجمات العشوائية التي تنفذها الحكومة السورية وحلفاؤها على المناطق المدنية، بما في ذلك مدارس وروضات تستقبل النازحين، في محافظة إدلب
  • استقبلت ثلاثة مستشفيات تدعمها أطباء بلا حدود 185 جريحاً و18 شخص فارق الحياة قبل الوصول إلى المستشفى
  • على جميع الأطراف في الحرب السورية الالتزام بالقانون الإنساني الدولي - قصف المدنيين والمناطق المدنية أمر مروّع ومخالف لقواعد الحرب

بروكسل - خلّفت الهجمات العشوائية التي طالت مناطق مدنية يوم أمس تبعاتٍ مروعة في أنحاء محافظة إدلب السورية. وقد استقبلت ثلاثة مستشفيات قريبة من خطوط القتال تدعمها منظمة أطباء بلا حدود 185 جريحاً و18 شخصاً آخرين كانوا قد فارقوا الحياة قبل وصولهم إلى المستشفى.

لا ندري كيف نجعلهم يتوقفون عن تنفيذ الهجمات العشوائية، ولا نعلم كيف نجعلهم يمتثلون للقانون الإنساني الدولي الذي يحدّد ’قواعد الحرب‘. ميني نيكولاي، المديرة العامة لمنظمة أطباء بلا حدود

وتعليقاً على ما حدث، قالت ميني نيكولاي، المديرة العامة لمنظمة أطباء بلا حدود: " حملة القصف العشوائي المروعة التي وقعت يوم أمس لا يمكن أن تكون إلا من تنفيذ الحكومة السورية وحلفائها. لا ندري كيف نجعلهم يتوقفون عن تنفيذ الهجمات العشوائية، ولا نعلم كيف نجعلهم يمتثلون للقانون الإنساني الدولي الذي يحدّد ’قواعد الحرب‘". 

وتردف نيكولاي: "لقد دعونا مراراً وتكراراً الأطراف في الحرب السورية وحلفائها ومجلس الأمن إلى فعل كل ما هو ممكن لإنهاء هذه الخروقات. وها نحن ندعوهم مجدداً، مؤكدين على أن الوضع حرجٌ إلى أبعد حدّ. إذ يجب حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، علماً بأننا نتوجه بدعواتنا لاحترام قواعد الحرب  إلى المجموعات المعارضة والقوات التركية تماماً كما نتوجه بها إلى الحكومة السورية وحلفائها، بمن فيهم روسيا التي تعد الحليف العسكري الرئيسي للحكومة السورية".

قصف المدنيين والنازحين

وقد شهد يوم 25 فبراير/شباط - طيلة فترتي بعد الظهر والمساء- سقوط القنابل والقذائف على مناطق مكتظة بالنازحين تقع ضمن مدينتي إدلب ومعرة مصرين والمناطق المحيطة بهما، علماً أن ما لا يقل عن مدرستين وروضتين للأطفال تؤوي نازحين قد أصيبت في القصف.

لقد دعونا مراراً وتكراراً الأطراف في الحرب السورية وحلفائها ومجلس الأمن إلى فعل كل ما هو ممكن لإنهاء هذه الخروقات. وها نحن ندعوهم مجدداً، مؤكدين على أن الوضع حرجٌ إلى أبعد حدّ. ميني نيكولاي، المديرة العامة لمنظمة أطباء بلا حدود

ليلة طويلة للطاقم الطبي في إسعاف تدفق هائل من الجرحى

ولهذا فقد عاشت ثلاثة مستشفيات تدعمها المنظمة في المنطقة أمسية وليلة طوارئ طبية استثنائية، بعد أن توافدت إليها أعداد هائلة من الحالات الطارئة.

وقد أبلغ جراحون في مستشفى إدلب الجراحي فريق الدعم التابع لأطباء بلا حدود بأن: "وصل بعض الجرحى إلينا مبتوري الأطراف، كما كان بعضهم يعاني من إصابات عصبية، إضافة إلى العديد من أشكال الإصابات الأخرى التي شهدناها. كان الوضع هستيرياً في المدينة. فقد تعرض الناس لنوبات هلع في ظل أصوات القصف وصافرات الإنذار. لقد كان الوضع صعباً وكان يوماً دموياً".

هذا وقد تمكّن اثنان من المستشفيات الثلاثة، ألا وهما مستشفى إدلب المركزي ومستشفى معرة مصرين، في توفير معلومات تفصيلية عن الجرحى، حيث كشفت سجلات المرضى بأن 66 منهم كانوا يعانون من جروح خطيرة أو حرجة تتطلب عمليات جراحية كبرى، علماً أن  14 مريضاً منهم على الأقلّ كانوا أطفالاً.

استمعوا إلى مقطع صوتي من ممرض سوريّ يعمل في أحد المستشفيات المذكورة:

مقطع صوتيّ

Idlib Bombing Audios – Nurse

قصف كاد يصيب المستشفيات

كما شهد هذان المستشفيان قصفاً قريباً جداً كاد أن يصبهما بعد أن سقطت قذائف على بعد أقل من 100 متر من المرفقين، علاوةً على إصابة أربعة مسعفين يعملون في مستشفى إدلب المركزي بجروح بسيطة جراء انفجار.

من جانبه، قال كريستيان ريندرز، منسق مشاريع أطباء بلا حدود في شمال غرب سوريا: "كم من أمٍ عليها أن تحتضن طفلها بين ذراعيها والقنابل تنهال في كل مكان؟! كم من أبٍ عليه أن يطمئن أطفاله ويرسم البسمة على وجوههم والنيران تندلع في كل مكان من حولهم؟! لا يزال هناك أملٌ وحيد يتمسّك به الناس في إدلب، ألا وهو البقاء على قيد الحياة. لكن هذه الآمال تتضاءل دقيقة تلو الأخرى، ويوماً تلو الآخر".

يشار إلى أن أعمال القصف العشوائية على المناطق المدنية قد أضحت معلماً من معالم الحرب السورية، ويجب على الحكومة السورية أن تمتثل إلى القانون الإنساني الدولي وتحترم قواعد الحرب.

تتبرع منظمة أطباء بلا حدود بالإمدادات الطبية الطارئة للمستشفيات الثلاثة المذكورة أعلاه منذ أسابيع، وذلك في ظل اقتراب خطوط القتال من مدينة إدلب، علماً بأنّ المنظمة بدأت دعم أحدها منذ حوالي السنة. يشار إلى أن منظمة أطباء بلا حدود ليس لديها أي موظف في أي من هذه المستشفيات.

هذا وتؤمن فرق أطباء بلا حدود في شمال غرب سوريا الدعم النفسي وخدمات الرعاية الصحية العامة ورعاية الأمراض غير المعدية عن طريق عياداتها المتنقلة. توزع فرق المنظمة كذلك مواد الإغاثة وتعمل على تحسين أنظمة المياه والصرف الصحي، كما أنها تدعم حملات التحصين المنتظمة في مركزين للقاحات ومستشفى وكذلك عن طريق خدمات العيادات المتنقلة.

تدير المنظمة في المنطقة ذاتها أيضاً وحدةً تخصصية لعلاج الحروق تنفذ من خلالها العمليات الجراحية والطعوم الجلدية كما تؤمن خدمات تضميد الجروح والعلاج الفيزيائي والدعم النفسي. تقدم المنظمة كذلك الدعم عن بعد لخدمات الرعاية الصحية الأساسية والمتخصصة في العديد من المستشفيات والعيادات المنتشرة في محافظتي إدلب وحلب، كما أنها تتشارك إدارة ثلاثة مستشفيات.

يشار إلى أن برامج المنظمة الطبية في محافظات الرقة والحسكة وحلب في شمال شرق البلاد لا تزال مستمرة رغم أنها خفضت أنشطتها أو علقتها في أكتوبر/تشرين الأول 2019. إذ إنها بدأت تدريجياً باستئناف بعض أنشطتها في الرقة ومخيمات الهول وروج ونوروز ومنطقتي كوباني/عين العرب وتل كوجر/اليعربية، غير أنها لا تزال غير قادرة على استئناف دعم مستشفى تل أبيض في شمال شرق سوريا أو العودة إلى المناطق المحيطة التي نزح عنها معظم سكانها في أكتوبر/تشرين الأول، بمن فيهم الطواقم الطبية.

يرجى العلم بأن منظمة أطباء بلا حدود لا تقبل أي تمويل حكومي لتنفيذ عملها في سوريا سعياً منها لضمان استقلاليتها عن الضغوط السياسية.

المقال التالي
سوريا
تحديث حول مشروع 21 يوليو/تموز 2020